أعلنت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، حرباً تجارية ضد الصين، مع بدء تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على ما قيمته 34 مليار دولار من 818 صنفاً من البضائع الصينية.
في المقابل، ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" اليومية الرسمية الناطقة باللغة الإنكليزية، أن بكين فرضت رسوماً جمركية إضافية على بعض المنتجات الواردة من الولايات المتحدة.
فما هي الأسباب التي يتسلح بها ترامب لإطلاق هذه الحرب؟
التعريفات الجمركية هي ضرائب الحدود المفروضة على الواردات الأجنبية. وتستخدم التعريفات الجمركية لزيادة الإيرادات، ورفع أسعار السلع الأجنبية بهدف جعل المنتجات المحلية أرخص نسبياً، وذلك بهدف تشجيع الإنتاج المحلي من خلال حماية الشركات المحلية من المنافسة العالمية.
ووفقاً لمؤيدي التعريفات، يمكن أن يساعد هذا على توفير المزيد من الوظائف وحماية القطاعات الإنتاجية وتعزيز النمو.
لماذا يستهدف ترامب الصين بالتعريفات؟
يقول تقرير نشرته "ذا غارديان" البريطانية، إن دونالد ترامب يعتقد أن بكين تستخدم ممارسات تجارية غير عادلة تشمل "سرقة وإساءة استخدام" حقوق الملكية الفكرية للشركات الأميركية، مثل أفلام هوليوود أو أنظمة تكنولوجيا المعلومات وغيرها.
كما اتهم الصين بدعم صادرات الصلب في ممارسة تبلغ حد الإغراق (بيع منتج بسعر منخفض بشكل مصطنع)، وهو ما يعتبر أنه أضر بالوظائف في الولايات المتحدة. كما أن ترامب ينظر إلى حجم العجز التجاري الأميركي، أو عدم التوازن بين الصادرات والواردات، مع الصين.
ما حجم التجارة الأميركية مع الصين؟
وفقًا للأرقام الرسمية، فإن الولايات المتحدة قد حققت عجزًا في تجارة السلع بلغ 375.6 مليار دولار مع الصين العام الماضي، مما يعني أن أميركا اشترت من ثاني أكبر اقتصاد في العالم أكثر مما تمكنت من بيعه له.
وبلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة إلى الصين 129.9 مليار دولار في العام الماضي وفق "ذا غارديان"، في حين بلغت الواردات من الصين 505.5 مليارات دولار.
وتدعم الصادرات إلى الصين حوالي مليون وظيفة في الولايات المتحدة، وفقاً لمجلس الأعمال الأميركي-الصيني.
ما هي السلع التي ستتأثر؟
يقوم البيت الأبيض بفرض رسوم جمركية على السلع الصينية بما في ذلك القوارب ومحركات الطائرات والمفاعلات النووية وغيرها من الآلات الصناعية والزراعية، كجزء من قائمة واسعة النطاق من 818 صنفاً من المنتجات الصينية بقيمة 34 مليار دولار، وستطرح قائمة ثانية تغطي 284 منتجاً إضافياً في وقت لاحق، ليصل الإجمالي إلى 50 مليار دولار، وفق تقرير "ذا غارديان".
وتستهدف بكين نفس قيمة السلع الأميركية بتعريفات انتقامية، وتشمل قائمتها فول الصويا، الذي سيضرب المجتمعات الزراعية التي تتوقع أن تكون موالية لترامب، فضلاً عن سلع أخرى مثل القطن والذرة والتبغ والسيارات.
كيف ستؤثر الحرب على الاقتصادات الأخرى؟
حذر مارك كارني، محافظ بنك إنكلترا، هذا الأسبوع من أن المزيد من التصعيد في نزاعات ترامب التجارية قد يضر بالاقتصاد الأميركي، وفق "ذا غارديان".
وفي سياق تنبؤات البنك المركزي في المملكة المتحدة، حذر كارني من أن الاقتصاد الأميركي سيعاني من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.5% نتيجة انخفاض أحجام التداول على مدى ثلاث سنوات، إذا قام البيت الأبيض بزيادة تعريفة الاستيراد الأميركية بنحو 10 نقاط مئوية على كل شركائها التجاريين.
وسوف يتأثر الاقتصاد العالمي بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق "ذا غارديان"، في حين سيكون تأثيره أقل على الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.