يروّج خبراء تغذية كثيرون لحمية البحر الأبيض المتوسط على أنّها أشبه بمعجزة تساعد الناس على تجاوز المائة من عمرهم، فيما تخفّض خطر الإصابة بمرض السرطان وأمراض القلب. لكنّ دراسة إيطالية جديدة بيّنت أنّ هذا النظام الغذائي الذي يعتمد بطريقة رئيسية على الخضار والأسماك وزيت الزيتون، يعمل فقط بطريقة جيدة، في حال كان المرء ثرياً ومثقفاً.
شملت الدراسة التي نُشرت نتائجها في المجلة الدولية لعلم الأوبئة، نحو 19 ألف شخص يعتمدون حمية البحر الأبيض المتوسط، ورصدت لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ساعد هذا النظام الغذائي الأشخاص الميسورين أكثر من غيرهم، والذين يُعتقد أنّهم استفادوا من تناول المواد العضوية ومن شراء أنواع مختلفة من الخضار وطبخها بطريقة صحيّة. كذلك أظهرت الدراسة أنّ الذين لم يرتادوا الجامعة ويحصلون على أقلّ من 36 ألف جنيه إسترليني (نحو 46 ألفاً و310 دولارات أميركية) سنوياً، لم يشهدوا أيّ انخفاض في معدّلات خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تقول الدكتورة ماريالورا بوناشيو، وهي المعدّة الرئيسية للدراسة، إنّ فوائد النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط على القلب والأوعية الدموية معروفة جيداً بين الناس، لكنّهم يكتشفون للمرة الأولى تأثير الوضعَين الاجتماعي والاقتصادي على تعديل المزايا الصحية المرتبطة بتلك الحمية. هذا يعني أنّ هؤلاء الأشخاص الذي يكافحون لاتباع حمية البحر الأبيض المتوسط، من غير المرجّح أن يحظوا بالمزايا ذاتها بالمقارنة مع أولئك الذين يتقاضون دخلاً أعلى، على الرغم من أنّهم قد يلتزمون بالنظام الغذائي ذاته.
وتشرح الدراسة أنّ الأشخاص من ذوي الدخل المرتفع الذين يلتزمون بنظام غذائي متوسطي، قادرون على التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 61 في المائة. كذلك، تدّنى مستوى خطر الإصابة بتلك الأمراض بنسبة 67 في المائة، لدى الأشخاص الذين تابعوا دراسة جامعية.
في السياق، تقول سارة (44 عاماً) لـ "العربي الجديد"، إنّها حاولت اتّباع حمية البحر الأبيض المتوسط، "لكنّني عجزت عن الاستمرار في شراء الخضار والفواكه العضوية نظراً إلى ارتفاع أسعارها. كذلك اعتمدت على اللحوم، خصوصاً الدجاج، أكثر من الأسماك لأنّها أرخص ثمناً". تضيف أنّ "شراء وجبة من المطاعم السريعة أوفر من شراء علبة فاكهة صغيرة، لذلك نرى الناس وخصوصاً في بريطانيا يعانون من السمنة والوزن الزائد. هنا، الأطعمة الصحية بمعظمها مرتفعة الثمن وليست في متناول السكان بأكثرهم". وتتابع أنّ الناس يتوجّهون إلى شراء ما يسدّ جوعهم ويستطيعون تحمّل نفقاته.