وقد ارتبطت مقاومة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالعديد من التعابير والتحركات الاحتجاجية، إلا أن بعضها طُبع في الذاكرة، بسبب تأثيرها الواسع، وقدرتها على إيصال رسالة الأسرى إلى العالم بأسره.
شارة النصر والقبضة
على الرغم من أن شارة النصر والقبضة لم تنتجها القضية الفلسطينية، إلا أن هذين الإيحاءين لم يفارقا أيادي الأسرى حين اعتقالهم، وخلال ما يسمى بالمحاكمات، وصولاً إلى خروجهم نحو الحرية.
وشارة النصر التي تعبر عن صمود الأسرى وعدم انزياحهم عن خط المقاومة والإيمان بالنصر، تزعج الإسرائيليين كثيراً. فهؤلاء، يتوقعون من الشعب الذي سلبت أرضه وتآمرت عليه كبرى الدول، أن يكون مهزوماً وخائفاً ويائساً.
في العام 2013، تم الإعلان عن الإفراج عن مجموعة من الأسرى من سجون الاحتلال، إلا أن هذه العملية تمت ليلاً، وعبر حافلات مقفلة، أما السبب فيعود إلى منع الأسرى من إبراز شارات النصر عند تحريرهم.
وفي ذلك العام، قامت وسائل إعلام إسرائيلية بحملة واسعة النطاق، ضغطت فيها على سلطات الاحتلال لإخفاء أي تعبير عن الفرح او النصر تحت مبرر الحفاظ على مشاعر "عائلات القتلى الإسرائيليين". وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد خصصت مساحة على صفحاتها لفرد تقرير بعنوان "تحت ظلمة الليل"، تطالب فيه بإخفاء أجواء الفرح. كذا فعلت "القناة العاشرة" الإسرائيلية، التي طالبت بعدم إظهار مظاهر الفرح والظهور بمشهد المنتصر...
ابتسم وأفقد عدوك حلاوة النصر
من يستطيع أن ينسى وجوه الشابات والشبان المعتقلين من جنود الاحتلال، وعلى وجههم ابتسامة عريضة؟ هذا الأسلوب الاعتراضي، انتشر بشكل واسع خلال السنوات الماضية، وفردت له صفحات من الصحف العربية والدولية لتحليل أسباب هذه الابتسامات.
"ابتسم وأفقد عدوك حلاوة النصر" هو الشعار الذي التزم به المعتقلون، ليظهروا مبتسمين في الصور التي توثق لحظات اعتقالهم من قبل جيش الاحتلال. وعلّق موقع "روتر نت" الإسرائيلي على صور المعتقلين المبتسمين بعبارة "الأمر مقلق جداً". وبالفعل، أثارت هذه الحملة تفاعلاً عالمياً واسعاً وتضامناً على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "ابتسامتك قهرت السجان".
الإضراب عن الطعام
يعتبر الإضراب عن الطعام من التحركات الاحتجاجية التي تلجأ لها مجموعة من الناس لإيصال فكرة، او للتعبير عن الرفض. وقام الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعدد من التحركات، كان آخرها في 17 إبريل/نيسان 2017، حين أعلنوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام تحت عنوان "إضراب الحرية والكرامة"، مطالبين بتحسين ظروف حياتهم الاعتقالية.
وأدى هذا التحرك إلى انطلاق حملة عربية ودولية لدعم الأسرى، واستمر الإضراب 41 يوماً، انتهى بتحقيق عدد من المطالب المرتبطة بمواعيد الزيارات ومعايير الاتصال الهاتفي مع الأهل، ورفع الحظر عن أكثر من 140 طفلا لم تسمح إدارة السجون مسبقا بزيارة آبائهم، المواد والأغراض التي يتم إدخالها للأسرى، وغيره...
وقامت سلطات الاحتلال، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية منذ هبة القدس التي اندلعت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، بحوالى 15 ألف عملية اعتقال، من بينها خمسة آلاف حالة من القدس وحدها، أي نحو ثلث إجمالي حالات الاعتقال خلال هذه الفترة.
وأوضحت الهيئة، في تقريرها، أن "أربعة آلاف حالة اعتقال جرت في صفوف الأطفال (أقل من 18 عاما) ذكوراً وإناثاً، إضافة إلى 370 حالة اعتقال فتيات ونساء".
(العربي الجديد)