هذا ما قاله محمود الجاسم صاحب سيلفي أنجيلا ميركل

04 أكتوبر 2015
محمود الجاسم وميركل في صورة سيلفي(Getty)
+ الخط -
"انتهت الثورة عندي، لم أعد أهتم بأخبار المعارك، تقدّم "داعش"، تحرير منطقة على يد الجيش الحر أو الانسحاب منها، ما يعنيني فقط هو قرارات "ماما" أنجيلا ميركل، هذا ما قاله محمود الجاسم وهو من أخذ صورة سيلفي مع المستشارة الألمانية مؤخراً، ووضعها صورة شخصية، على صفحة الفيسبوك الخاصة به.

والجاسم، ناشط إعلامي من مدينة دير الزور، وثق على مدار سنوات الثورة السورية انتهاكات النظام بحق الشعب السوري، ومن ثم ممارسات داعش الإجرامية في المحافظة الشرقية.

يقول لـ"العربي الجديد"، "بقائي في المحافظة، كان سيعرضني لخطر الموت أو الاعتقال في أحسن الأحوال، وكنت لا أستطيع الذهاب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، إذ كنت مطلوباً من الجهتين، وفصلت من كلية الهندسة الزراعية نتيجة نشاطي منذ بداية الثورة عام 2011".

هرب محمود إلى تركيا منتصف عام 2014، لم يحالفه الحظ في تأمين فرصة عمل، على الرغم من الوعود الكثيرة التي سبقت رحلته، يقول "وجدت صعوبة من حيث السكن والمأوى وتأمين عمل، تلك الأيام كانت أصعب من الحياة في دير الزور، أيام ذل لا أنساها، استمر البحث عن عمل مدة شهرين، خلالها تواصلت مع منظمات إعلامية وأخرى إنسانية كبيرة، كانت قد وعدتني بالعمل معها أثناء تواجدي في دير الزور، وعندما طرقت بابهم وأنا في تركيا، الجميع اعتذر بحجج عدم وجود الدعم، نمرّ في ضائقة مالية ولا شواغر إضافية، كما تواصلت مع مؤسسات المعارضة كالائتلاف والحكومة المؤقتة وكان الرد واضحاً".

وبعد خذلانه من الجميع، والوضع المأساوي في الدير، وغياب خطة واضحة للفصائل المقاتلة، وتبعثر أمله بتحرير الدير من "داعش"، وصعوبة المعيشة وغلائها في تركيا، وحتى إمكانية متابعة دراسته باءت بالفشل، فكر جاسم بالسفر إلى دول الخليج، يقول "لم أكن أملك جوازاً للسفر، وحتى إن أخذته من قبل الائتلاف، فتلك الدول لا تعطي تأشيرات للسوريين بسهولة، غير أني وحيد لا أعرف أحداً هناك ليساعدني في الفترة الأولى، وشعرت أن العالم أغلق جميع أبوابه في وجهي".

إلى أن وجد أن آخر السبل، فكرة السفر إلى أوروبا كلاجئ واختار ألمانيا، وقرر أن يكمل دراسته هناك، يقول "الجميع تخلى عنا، الدول، والقادة والمؤسسات السورية منها والدولية، لا أحد تحرك ولن يتحرك مستقبلاً لإنقاذ السوريين، منذ سنوات والوضع على حاله".

كانت جميع خيارات محمود صعبة إلا أن أقلها صعوبة، اللجوء إلى ألمانيا، على الرغم من مخاطر الطريق، فهو لا يملك جواز سفر، وتكلفة الرحلة لأوروبا أقل من فيزا الزيارة لإحدى الدول العربية.

من تركيا بقارب مطاطي "البلم" غير آمن، وأثناء العاصفة الثلجية الماضية، هرب محمود مع 35 شخصاً آخرين إلى اليونان وتابع رحلته إلى ألمانيا، ويقول "لم أكن أملك نقوداً حينها، اقترضت من عائلتي وأصدقائي مبلغاً وقدره نحو 4 آلاف دولار". وعن المهربين يقول "هم مجرمون واستغلونا بشكل بشع جداً، لا تهمهم أرواح الناس".

المساهمون