"احتفى" معرض الرياض الدولي للكتاب، أمس الخميس، بالذكرى الثالثة والسبعين لميلاد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (1941 - 2008) بمصادرة أعماله بأكملها من المعرض، مستمراً في حملة المنع والمصادرة التي شهدت هذا العام أعلى مستوياتها.
وفي فيديو نُشر على "يوتيوب"، ظهرت مجموعة يُطلق عليها "المحتسبون"، تعمل لحساب "رجال الهيئة"، وتجتمع حول جناح دار "رياض الريس" للنشر، مُطلقة عبارات استغفار وتعوُّذ، كأن شيطاناً ظهر لها فجأةً من مصباحٍ سحري! مُعتبرة أعمال درويش بأنها كتب "تسب على الله عز وجلّ وتعتدي عليه".
ولاقت سطوة الرقابة وتغوّلها استياءً من مثقفين سعوديين، رأوا في هذا السلوك حجراً ووصايةً مرفوضة على القرّاء الذين "لهم الأحقية في اقتناء ما يريدون من كتب"، خصوصاً أن أعمالاً يصعب إحصاؤها مُنعت في المعرض مثل مؤلفات المفكر العربي عزمي بشارة وإصدارات "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، حتى أن مجموعات شعرية مثل الأعمال الكاملة لبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي صودرت أيضاً.
ولعل السعوديين، كما يفعلون كل سنة، سيلجؤون إلى معرض البحرين الدولي للكتاب، الذي يقام آخر الشهر الجاري، للحصول على ما حرمهم منه معرض الرياض.