وقال مراسل "العربي الجديد" في إدلب إن محاولة قوات النظام التقدم اتجاه سراقب كانت عبر محوري تل الشيخ منصور والدوير، دون أن تتمكن من إحراز تقدم على الأرض باتجاه المدينة، بعد تصدي فصائل المعارضة.
وبعد تلك المحاولة، تشهد جبهة سراقب هدوءًا حذراً يقطعه قصف متقطع للنظام على المدينة، فيما ردت الفصائل والمدفعية التركية بقصف عدة مواقع للنظام في محيط خان السبل، منها مواقع في بلدتي خان السبل ومعردبسة.
وأمس، سيطرت قوات المعارضة على سراقب وقرى شابور، والترنية، وداديخ، وجوباس، وكفربطيخ، في محيطها بعد معارك طاحنة، انتهت بدخول المعارضة إلى المدينة الاستراتيجية الواقعة على تقاطع الطريقين الدوليين حلب– دمشق "أم 5"، وحلب– اللاذقية "أم 4"، وتأمين محيطها من الجهة الشمالية.
جنوب إدلب، تراجعت وتيرة تقدم قوات النظام في جبل الزاوية ومناطق في سهل الغاب بريف حماه الغربي، حيث تصد قوات المعارضة هجمات لقوات النظام على قرية كنصفرة قرب مدينة كفرنبل، والتي كانت قوات النظام قد سيطرت عليها أمس الأول، وتمكنت الفصائل من استعادتها بهجوم معاكس، إلى جانب قرية الموزرة.
ولا شك أن طرفي القتال في إدلب ينتظران ما سيخرج عن أنقرة في الساعات القادمة، بعد مقتل 33 من جنود الجيش التركي، والذين قضوا في بلدة بليون بجبل الزاوية جنوب إدلب ظهر أمس الخميس، إثر استهدافهم بثلاث غارات متتالية.
واطلع "العربي الجديد" على مقطع مصور يظهر جنوداً أتراكا، يحاولون التحصن في مبنىً قيد الإنشاء، فيما كانوا يتعرضون لقصف مدفعي وجوي عنيف.
وردت المدفعية التركية الليلة الماضية بقصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدف نقاطا ومواقع لقوات النظام في اللاذقية وحلب وإدلب. وقالت مصادر ميدانية إن القصف استهدف مواقع لقوات النظام ومليشيات تساندها في بلدتي نبل والزهراء شمالي حلب.
ولم يخرج إلى الآن أي تسريبات عن الاجتماع الذي ترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أركان الدولة في المجمع الرئاسي، والذي استمر لحوالي أربع ساعات بعد استهداف الجنود الأتراك، إلا أن معلومات قالت إن نواباً من حزب "الشعب الجمهوري" المعارض سيطلبون اجتماعاً طارئاً للبرلمان الجمعة، وذلك بعد اجتماع طارئ لقيادة الحزب الليلة الماضية.
وفي السياق، نأت روسيا بنفسها عن عملية استهداف الجنود الأتراك، إذ ذكرت وزارة الدفاع أن المقاتلات الروسية لم تنفذ ضربات في المنطقة التي كانت بها القوات التركية، وأن موسكو فعلت ما في وسعها لضمان وقف إطلاق للنار من جانب قوات النظام للسماح للقوات بالإجلاء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن القوات التركية التي تعرضت للقصف "ما كان ينبغي أن توجَد في المنطقة السورية التي كانت فيها، وإن أنقرة لم تبلغ موسكو مسبقاً بشأن مواقع هذه القوات".
في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أنّ مجلس الحلف سيجتمع اليوم لبحث الوضع في سورية، بطلب من تركيا.
وقال ستولتنبرغ، في تغريدة عبر "تويتر"، إن الحلف فعّل المادة الرابعة من ميثاقه بناء على طلب تركيا، موضحاً أن الحلف سيناقش خلال اجتماعه الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، المستجدات في سورية.
وتنص المادة الرابعة من ميثاق الناتو، على أنه يمكن لأي عضو من الحلف أن يطلب التشاور مع كافة الحلفاء، عند شعوره بتهديد حيال وحدة ترابه أو استقلاله السياسي أو أمنه.