وذكرت الصحيفة أن النائب ليو دوتشرتي، زار السعودية مرتين خلال الأشهر الستة الماضية، وتكفلت العائلة السعودية المالكة بدفع فواتير سفره وإقامته في السعودية، وقد أغفل النائب البريطاني إطلاع البرلمان على هذه "الهدايا".
وكانت أولى زيارات دوتشرتي في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد ثلاثة أشهر من انتخابه، حيث التقى بالملك سلمان بن عبد العزيز، إضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين السعوديين "بهدف فهم ودعم العلاقة السعودية البريطانية".
كما أتبعها بزيارة أخرى في شهر يناير/كانون الثاني الماضي للحدود السعودية اليمنية "ليرى تأثير ضربات الصواريخ البالستية في منطقة الحدود السعودية اليمنية، وتكوين صورة أوضح للأهمية الاستراتيجية لعمليات التحالف في اليمن".
وكان النائب المحافظ، وعضو جنة الدفاع في البرلمان البريطاني، من بين القلة التي التقت بولي العهد السعودي، يوم الأربعاء، خلال زيارة الأخير الحالية إلى بريطانيا.
وفي جلسة استجواب رئيسة الوزراء الأسبوعية، يوم الأربعاء، وصف النائب البريطاني الأمير محمد بن سلمان بأنه "قوة تدعم الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب".
كما طالب تيريزا ماي بأن "توفر الضمانات لولي العهد بأن هذا البلد سيقف إلى جانبه في جهوده لجلب الحداثة والتطوير والإصلاح لحليفنا شديد الأهمية في الشرق الأوسط". وهو ما كانت رئيسة الوزراء قد أجابت عليه بالقول: "أتفق مع صديقي الموقر. نمتلك علاقة تاريخية وطويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، وسنستمر في ذلك".
وتلقي هذه القضية الضوء على طبيعة العلاقات بين الحكومة السعودية والسياسيين البريطانيين، أو بالأحرى، السياسيين من حزب المحافظين بشكل رئيسي. فالاتهامات الموجهة للحزب الحاكم بتلقي "الهدايا" من العائلة الحاكمة السعودية ليست بالجديدة.
سبق أن ساهم عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين، دانيال كوجنسكي، في تنظيم مؤتمر "قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي"، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي. ويعرف كوجنسكي بدفاعه الشديد عن السعودية، في حين كان برنامج "نيوز نايت"، الذي يعرض على شاشة "بي بي سي"، قد اتهمه بأن حماسته للدفاع عن المملكة سببها زيارة النائب للسعودية عام 2014، وأن السفارة السعودية في لندن قد تكفلت بدفع النفقات.
وإلى جانب ذلك، وجهت اتهامات سابقة لنواب آخرين بتلقي أموال من السعودية لدعم حملتها في اليمن، ودعم صفقات السلاح الضخمة بين الدولتين، والتي وصلت قيمتها إلى 4.5 مليارات جنيه إسترليني منذ بدء الحرب في اليمن، وفقاً لمنظمة الحملة ضد تجارة السلاح.
وبينما دافع السياسيون المحافظون عن مبيعات الأسلحة على أنها تصب في صالح دعم حلفاء بريطانيا في الشرق الأوسط، تلقى البرلمانيون المحافظون نحو 100 ألف جنيه إسترليني من الهدايا وتغطية نفقات السفر المعلنة من الحكومة السعودية بين عامي 2015-2017.
ومن بين الهدايا التي تكشف عنها السجلات البرلمانية البريطانية، كما أعلن عنها متلقوها، ساعة قيمتها 1950 جنيهاً إسترلينياً قدمت لفيليب هاموند عندما كان وزيراً للخارجية.
بينما تلقت البرلمانية السابقة شارلوت ليزلي، التي ترأست المجموعة البرلمانية لـ"أصدقاء السعودية" في البرلمان البريطاني، سلة غذائية بقيمة 500 جنيه إسترليني.
كما دفعت الحكومة السعودية مصاريف عدد من النواب المحافظين ممن زاروا السعودية منذ بدء الحرب على اليمن، حيث تراوحت تكاليف الإقامة والسفر والوجبات بين 3-7 آلاف جنيه عن الشخص الواحد. وشارك في هذه الزيارات نحو 18 نائباً.
كما تلقى النائب رحمان تشيشتي نحو ألفي جنيه إسترليني شهرياً منذ شباط/ فبراير 2016 كمستشار لـ"مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"، وهو مركز أبحاث مدعوم من الحكومة السعودية.