وأقرّ وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان في مقابلة إعلامية ورسائل على شبكات التواصل الاجتماعي بأنه "يجب رفع نسبة التصويت في الشارع اليهودي لإسقاط قائمة عربية حتى يخسر معسكر الوسط واليسار ما لا يقل عن أربعة مقاعد".
وانضمّ وزير التربية والتعليم نفتالي بينت إلى تصريحات جلعاد أردان وأعلن في رسالة فيديو مسجلة بأنه كي ينتصر اليمين "يجب إسقاط قائمة عربية"، في إشارة إلى قائمة التجمع الوطني الديموقراطي، لا سيما أن إيرفينغ موسكوفيتش من اتحاد أحزاب اليمين كرّر نفس الدعوة.
وقد عمّم نشطاء يهود على شبكات التواصل الاجتماعي رسائل نصية تدعو جمهور اليهود إلى الخروج للتصويت بكثافة ورفع نسبة الحسم ونسبة التصويت العامة. وبذلك يتم رفع نسبة الحسم وضمان عدم عبور قائمة عربية بنسبة الحسم، ما يعني خسارة المجتمع الفلسطيني في الداخل ما لا يقل عن أربعة نواب في الكنيست، علماً أن القائمة المشتركة للأحزاب العربية كانت قد حصلت على 13 مقعداً في الانتخابات الماضية.
لكن هذا العام تم تفكيك القائمة المشتركة عندما قدّم عضو الكنيست أحمد طيبي طلباً رسمياً للجنة الانتخابات بالانشقاق عن القائمة المشتركة، مطالباً برفع نسبة تمثيل حركته في القائمة لضمان مقعدين له.
وقد حاول طيبي ابتزاز الأحزاب العربية المختلفة في هذا السياق. وقبل ساعة من تقديم لوائح القوائم المشتركة في 12 فبراير/ شباط عند التاسعة والنصف مساء توصل إلى تحالف مع قائمة الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي حصل بموجبه على مقعدين فقط في المقاعد الستة الأولى.
ويشهد الوسط العربي في هذه الساعات حالة طوارئ، إذ تستدعي الأحزاب الناخبين العرب عبر مكبرات الصوت في المساجد، إضافة إلى سيارات تجوب القرى والبلدات المختلفة للتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لضمان اجتياز نسبة الحسم ودخول ممثلي الأحزاب الوطنية إلى الكنيست.
وقد بلغت نسبة التصويت في المجتمع العربي حتى الساعة السادسة مساء نحو 22 في المائة فقط. علماً أن صناديق الاقتراع ستغلق في العاشرة مساء.
وتعول الأحزاب العربية على استجابة الفلسطينيين في الداخل لنداءات الخروج للتصويت أملاً في رفع نسبة التصويت للعرب في إسرائيل كي لا تقل عن 50 في المائة بما يضمن دخول القائمتين العربيتين إلى الكنيست.
يذكر أن نشطاء في الليكود حاولوا صباح اليوم تعطيل الأعمال الانتخابية في القرى والبلدات الفلسطينية، بمحاولة إدخال كاميرات سرية وأجهزة تنصت ومحاولة افتعال صراعات مع ممثلي الأحزاب في مراكز الاقتراع.
كذلك أفاد مواطنون في قرية الرينة بالجليل بأن عدداً من نشطاء الأحزاب اليهودية وضعوا ملصقات لمرشحين عرب وحاولوا التجول في القرى العربية وتخريب سير الانتخابات.
وقال أمطانس شحادة مرشح تحالف الموحدة والتجمع: "نقول لكل المشاهدين إن هناك مؤامرة لإسقاط قائمة عربية، هذه كاميرات التصوير والمسجلات والتحريض والترهيب السياسي عملياً يريدون إخراجنا من العمل السياسي ولا يريدوننا أن نكون في الكنيست. هذا الحلم الوردي لنتنياهو ولكل اليمين".
وحذّر شحادة من إسقاط قائمة عربية في هذه الانتخابات، "وبالتالي نجاح قائمة يمينية استيطانية متطرفة على الأقل مكونة من أربعة إلى خمسة نواب من أقصى يمين الخارطة السياسية، وهذا مؤشر على حقبة سوداء سيعيشها المجتمع العربي مع مخططات لقوانين أكثر عنصرية وحصار أكبر للبلدات العربية".
يذكر أن الأحزاب العربية فشلت في الإبقاء على القائمة المشتركة للانتخابات، وانشقت القائمة المكونة أصلاً من أربعة أحزاب إلى قائمتين: الأولى بين "التجمع الوطني الديمقراطي" والقائمة العربية الموحدة والثانية بين "الجبهة الديمقراطية" وحزب أحمد طيبي.