كثف الطيران الروسي، غاراته على مدن وبلدات محافظة درعا اليوم الجمعة، تزامناً مع قصف قوات النظام المدفعي والصاروخي على الأحياء المحررة من المحافظة.
وقال الناشط الإعلامي مشعل الحريري، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام والمليشيات الداعمة له، تسعى اليوم إلى الوصول للشريط الحدودي مع الأردن قبيل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية المستمرة والمكثفة في الأسابيع الأخيرة، وتحت القصف الجوي الروسي للسيطرة بشكل كامل على معبر درعا، القديم مع الأردن، إضافة للتلال المحيطة بالمدينة، المطلة على الشريط الحدودي.
كما أوضح الناشط الإعلامي سامر الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن القصف المدفعي والصاروخي استهدف عدداً من المدن والبلدات "أم ولد، بصر الحرير، الكرك الشرقي، النعيمة، ومناطق أخرى"، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى المدنيين، وتسجيل خسائر مادية بالأبنية ومساكن المدنية.
وأشار الحوراني إلى أن الطيران المروحي التابع لقوات النظام، أسقط عشرات البراميل المتفجرة على بلدات "كفر ناسج، وتل العلاقيات، زتل المال، وتل الحارة، وعقربا" ما أسفر عن خسائر مادية في الأبنية والمنشآت الحكومية.
اقرأ أيضاً: النظام السوري وروسيا يصعدان الغارات قبل وقف إطلاق النار
وبيّن الحوراني أن المعارضة المسلحة تمكنت من صد كافة هجمات النظام، رغم ترافقها مع الغارات الجوية المكثفة على المدينة، مشيراً إلى أنها تمنع أي تقدم لقوات النظام أو المليشيات المرافقة له، للوصول إلى الحدود، لما سيترتب عنه من قطع لإمدادات الجيش الحر من طرف، ومنع وصول النازحين السوريين إلى الأردن من ريف درعا الغربي، إضافة لصعوبة نقل الجرحى إلى المستشفيات الأردنية، إذ تعتمد مدن وبلدات محافظة درعا على الحدود الأردنية في إسعاف الجرحى والمصابين، إضافة لنقل النازحين إلى الأراضي الأردنية ونقل المساعدات الإغاثية للمتضررين في المحافظة.
يذكر أن المعارضة المسلحة سيطرت على "معبر درعا القديم"، قبل نحو ثلاث سنوات، بعد مواجهات عنيفة مع قوات النظام، كما سيطرت في نيسان/ أبريل عام 2015 على معبر نصيب الحدودي، ليفقد بذلك النظام معبريه الوحيدين مع الأردن.
من جهة ثانية، أعلنت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" في درعا اليوم الجمعة، مقتل ضابطين من قوات النظام في درعا المحطة، وعدد من عناصر المخابرات الجوية، إثر استهداف تجمع لهم بقذائف الهاون.
وذكر بيان صادر عن الغرفة حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، "تم رصد تجمع لضباط وعناصر لقوات النظام بالقرب من مجمع الحياة الطبي في درعا المحطة، وتم استهدافهم بمدافع الهاون من العيار الثقيل وقذائف مدفع جهنم"، مؤكداً "مقتل كل من المقدم رشاد سلوم ضابط في الأمن العسكري، والملازم أول مهيوب مقداد من الأمن العسكري، إضافة إلى عدد من عناصر المخابرات الجوية".
وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد أعلنتا عن اتفاق حول سورية، يبدأ يوم 27 فبراير/شباط الحالي، ولا يشمل تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" وغيرهما من الجماعات المدرجة على قائمة "الإرهاب" من قبل الأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً سورية: النظام يستبق الهدنة بتصعيد عسكري واستهداف المدنيين