واستخدمت الشرطة إنساناً آلياً متفجراً للتخلص من القناص الرئيسي المشتبه في إطلاقه النار على 12 ضابط شرطة، ما أدى إلى مقتل خمسة منهم وجرح سبعة آخرين، قبل أن يختبئ في مرآب للسيارات يقع وسط المدينة، وفق ما أعلن قائد شرطة مدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية، ديفيد براون.
وزعم المشتبه به أثناء التفاوض على الاستسلام أنه قام بالعملية منفرداً وليس لديه شركاء، وفقا لما قاله قائد شرطة دالاس خلال مؤتمر صحافي عقده بحضور عمدة المدينة.
وقال براون: "وقع تبادل لإطلاق النار مع المشتبه به. لم يكن أمامنا خيار آخر سوى استخدام قنبلة يحملها إنسان آلي".
وتابع: "قال المشتبه به إنه يشعر بالاستياء من حوادث إطلاق الشرطة للنار في الآونة الأخيرة. قال إنه يشعر بالاستياء من أصحاب البشرة البيضاء. وقال إنه يريد أن يقتل أصحاب البشرة البيضاء، لا سيما ضباط الشرطة أصحاب البشرة البيضاء".
ورفض المسؤول المحلي خلال المؤتمر الإفصاح عن هوية القتيل، أو إذا ما كان المعتقلون الثلاثة من شركائه. لكن قائد الشرطة نقل عن القناص القتيل ما يشير إلى أنه من الأميركيين الأفارقة، وأنه أبدى غضبه من رجال الشرطة البيض، وأراد قتل أكبر عدد منهم، رداً على مقتل شابين أسودين في لويزيانا ومينسوتا.
لكن الجيش الأميركي أوضح في بيان أن ميكاه إكزافييه جونسون، والذي قالت مصادر إنه من أطلق النار على قوات الشرطة بمدينة دالاس، سبق له الخدمة بقوات الاحتياط ونقل للعمل في أفغانستان، بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 ويوليو/ تموز 2014.
وأضاف الجيش أن "جونسون عمل في صفوفه بين مارس/ آذار 2009 وإبريل/ نيسان 2015 وتولى مهام النجارة والبناء في الكتيبة الهندسية رقم 420 المتمركزة في تكساس".
من جهتها، قالت وزيرة العدل الأميركية، لوريتا لينش، إن وزارة العدل تقدم كل مساعدة ممكنة للمسؤولين الذين يحققون في الهجوم.
ودعت لينش، في مؤتمر صحافي، الأميركيين إلى عدم جعل الحوادث ذات الدوافع العنصرية، والتي وقعت أخيراً، هي "الأمر المعتاد الجديد" في البلاد، وطالبت بتصرف "هادئ وسلمي" لعلاج الانقسامات.
كذلك، أمر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتنكيس الأعلام خمسة أيام في الولايات المتحدة حتى 12 تموز/ يوليو، حداداً على عناصر الشرطة الخمسة الذين قتلوا في دالاس.
وقال أوباما في بيان مكتوب "احتراماً لضحايا الهجوم (...) آمر بتنكيس العلم الأميركي في البيت الأبيض وجميع المقار العامة والمراكز العسكرية وسفن البحرية" في كل أنحاء الولايات المتحدة.
ولاحقاً، أعلن البيت الأبيض أن المحققين الأميركيين يستبعدون فرضية الإرهاب.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، والذي يرافق الرئيس باراك أوباما إلى قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو إن "المحققين استبعدوا الآن بشكل علني أن يكون الشخص الذي ارتكب عمل العنف الفظيع على علاقة بمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة أو خارجها. لا أظن أن هناك صلة بمؤامرة إرهابية".
وأضاف: "ليس هناك خطط فورية لتغيير ترتيبات سفر أوباما والعودة إلى الولايات المتحدة"، موضحاً "سنتابع (الأحداث) من كثب، وإذا حصل شيء يستدعي تغيير الترتيبات سنعلن ذلك".
كذلك، أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي، جيه جونسون، أن الهجوم نفذه مسلح واحد تصرف على ما يبدو بمفرده ومن دون أن تكون له اي صلات بتنظيمات ارهابية".
وقال جونسون، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك، انه "في الوقت الراهن يبدو انه كان مسلحا واحدا ليست له اي صلة معروفة باي منظمة ارهابية دولية او انه استلهم" هجومه منها..
وجاء الهجوم خلال أسبوع قتل فيه رجلان أسودان بالرصاص بأيدي ضباط شرطة في باتون روج بولاية لويزيانا وخارج منيابوليس. وفجرت هاتان الواقعتان، اللتان يجري التحقيق فيهما بشكل رسمي الآن، توترات بشأن ملفي العرق والعدالة في الولايات المتحدة.