شهدت العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الأربعاء هجومين انتحاريين وإطلاق نار، في مبنى البرلمان، ومرقد الإمام الخميني، أعلن لاحقاً تنظيم "داعش" مسؤوليته عنهما.
في أحد الطوابق العليا من البرلمان الإيراني، سُمع دوي انفجار، ذكرت بعض المواقع أن سببه يعود لتفجير أحد المسلّحين نفسه، عقب اقتحام عدة أشخاص لمبنى البرلمان، وإطلاق النار داخله، ما أدى لمقتل شخصين، أحدهما حارس أمني، وإصابة سبعة آخرين وفق حصيلة أولية رسمية.
بدورها، أفادت وكالة "تسنيم" بوجود أكثر من سبعة قتلى، فضلاً عن احتجاز رهائن، وهو ما لم يتم الإعلان عنه رسميا حتى الآن، في وقت مازالت السلطات الأمنية تحاول الإمساك بالمسلحين.
كذلك، أفادت وكالة مهر، أن أحد المهاجمين أطلق النار من نافذة في الطوابق العليا للبرلمان، نحو المتجمعين في الشارع بالقرب من مبناه وهو ما أدى لمقتل شخصين، وجرح ثمانية آخرين وفق أرقام أولية، ويأتي هذا وسط استمرار الاشتباكات بين عناصر الأمن والمسلحين المختبئين داخل البرلمان.
ونقلت عن إدارة الإسعاف في محافظة طهران أسماء 33 جريحاً، تم نقلهم إلى مستشفيات قريبة من موقع الحادثة.
ونقلت المواقع الإيرانية أن الجلسة الاعتيادية للنواب لم تتوقف رغم الهجوم، قبل أن تضيف أن القوات الأمنية بدأت بإخراجهم من المكان تدريجيا.
وتأتي هذه التطورات في ظل استنفار أمني في محيط منطقة بهارستان، التي يقع فيها مبنى البرلمان، وهي الأقرب إلى جنوب العاصمة طهران، إذ أغلقت السلطات كل المنافذ المؤدية إلى المنطقة.
وفي مكان آخر يقع في الضواحي الغربية للعاصمة طهران، فجّر شخص نفسه في ساحة مرقد الإمام الخميني، بحسب ما ذكرت وكالة "فارس"، التي أكدت أن امرأة انتحارية هي من قامت بذلك.
ووقع التفجير الانتحاري بعد إطلاق نار متكرر وعشوائي داخل مرقد الإمام الخميني، الذي اقتحمه ثلاثة مسلحين، بينهم امرأة.
وأشارت المواقع إلى أن هذا الهجوم تسبب في مقتل شخص وجرح خمسة آخرين على الأقل، وفق أرقام أولية، فيما أكدت مصادر اعتقال اثنين من منفذي الهجوم.
في المقابل، نقلت وكالة "فارس" عن أحد شهود العيان في المرقد تأكيده أن المهاجمين بدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي، وكان أحدهم يحاول الوصول إلى مكان الضريح لتفجير نفسه، فمنعته العناصر الأمنية.
وفرضت السلطات طوقا أمنيا مشددا في محيط المرقد، ومنعت خروج أي سيارات منه.
وفي السياق ذاته، قامت الشرطة الإيرانية بتشديد إجراءاتها حول مقر رئاسة الجمهورية الإيرانية، وفي عدد من الأماكن، كما منعت تحرك المواطنين بالقرب منها.
ولاحقاً أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجومين، وفق ما نقلت وكالة "أعماق" التابعة له، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها إيران.
إضافة إلى ذلك، نشرت وزارة الاستخبارات الإيرانية بياناً رسمياً طلبت فيه من المواطنين الإيرانيين التبليغ عن أي شخص أو طرد يشكّون في أمره.
بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، أنه سيتم التعامل مع ما حدث بجدية كاملة، معتبرا أن هذا يدل على محاولة بعض الأطراف الإخلال بأمن واستقرار إيران.