هجرة نجوم أوروبا إلى الدوري الأميركي

27 يوليو 2014
فرانك لامبارد آخر نجوم أوروبا المنتقلين إلى الدوري الأميركي(Getty)
+ الخط -

شهد الدوري الأميركي لكرة القدم ثورة في السنوات الماضية، ليست ثورة فنية أو تطوراً كروياً يمنح هذا الدوري صفة بطولة ممتازة تستحق المشاهدة، لكن انتقال أبرز نجوم أوروبا إلى هذا الدوري باستمرار، خصوصاً بعد الوصول إلى عمر قريب من الاعتزال، يضع الدوري الأميركي تحت المساءلة، لماذا يختار هؤلاء النجوم الدوري الأميركي؟ هل هي حسابات مالية أم أنه دوري يجذب أفضل لاعبي كرة القدم حول العالم؟

بدايةً أصبح الدوري الأميركي مقصداً للاعبين الشباب في القارة الأميركية كلها، الامر لا يندرج ضمن إطار حسابات مالية أو حياتية، إنما يتعلق مباشرة بأن هؤلاء الشباب يفضلون البدء من الدوري الأميركي لكي يكون جسر عبورهم إلى الدوريات الأوروبية "حلمهم الأول". في المقابل فإن نجوم أوروبا الذين بلغوا 34 من عمرهم وما فوق يتجهون مباشرة إلى الدوري الأميركي، وهذا ما شهدته الكرة الأوروبية في السنوات الأخيرة.

في العام 2007 كان معدل الرواتب في الدوري الأميركي 103 آلاف دولار، وخلال سبع سنوات شهد هذا المعدل قفزة نوعية بلغت 83 ألف دولار، ليصبح المعدل حوالى 186 ألف دولار، وهذا مؤشر على رفع أندية كرة القدم لرواتب لاعبيها، من أجل لفت أنظار لاعبي العالم إلى أن الدوري الأميركي البالغ من العمر 17 سنة فقط، بدأ يتطور ويشهد تدفق للأموال.

رواتب ليست خيالية

لكن الأرقام والإحصاءات المالية لرواتب اللاعبين في الدوري الأميركي للعام 2014، تُشير إلى أن رواتب كرة القدم ليست أعلى من رواتب أبرز الرياضات في أميركا، مثل كرة السلة وكرة القدم الأميركية، لكن أفضل لاعبي كرة القدم يتقاربون كثيراً من نجوم أوروبا من حيثُ الرواتب، باستثناء ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.

فعندما نقارن الراتب السنوي لكلينت ديمبسي نجم سياتل الذي يتقاضى أعلى راتب بين لاعبي كرة القدم، إذ يصل إلى حوالى 6,7 ملايين دولار، أي حوالى 5 ملايين يورو سنوياً، في حين أن نجم "كرة القدم" الأميركية جاي كالتير يتقاضى 17,5 مليون دولار أي بفارق حوالى 10 ملايين في حين أنه بعيد جداً عن كوبي براينت نجم السلة الذي يتقاضى 30 مليون دولار سنوياً.

الآن، وبالعودة إلى نجوم أوروبا الذين اختاروا الدوري الأميركي ملاذاً لهم بعدما أصبحوا عجائز الكرة الأوروبية، نرى أن الأيرلندي روبي كين الذي انتقل في العام 2011 إلى لوس أنجلس جالاكسي يتلقى حوالى 4,5 ملايين دولار سنوياً، في حين أن راتبه مع توتنهام هوتسبير كان يصل إلى حوالى 5 ملايين دولار سنوياً.

أما الفرنسي تيري هنري فهو يلعب مع نيويورك بولز، ويتقاضى راتباً سنوياً يصل إلى حوالى 4,5 ملايين دولار، أي أنه يحصل على راتب يوازي الراتب الذي كان يحصل عليه عندما كان مع برشلونة الإسباني في العام 2007، أي أن انتقاله إلى أميركا لم يكن خسارة بل على العكس، مع الحوافز الكبيرة التي تصل إلى حوالى 4 ملايين دولار مع النادي الأميركي، عدا المنزل الفخم الذي يسكنه هنري وقيمته 11 مليون دولار أميركي.

وأخيراً الوافد الجديد الإنجليزي فرانك لامبارد الذي سيلعب مع نيويورك سيتي لمدة عامين مقابل حوالى 8 ملايين دولار سنوياً، في حين أن راتبه كان يصل إلى حوالى 7,3 ملايين يورو أي حوالى 9 ملايين دولار سنوياً، الامر لم يتغير كثيراً على لامبارد من الناحية المالية ومن المؤكد أن الحوافز التي حصل عليها مغرية جداً.

في المقابل فإن الإنجليزي جيريمي ديفو يتقاضى من تورونتو حوالى 6,2 ملايين دولار سنوياً، في وقت كان يحصل فيه على حوالى 9 ملايين دولار مع توتنهام الإنجليزي قبل رحيله، لكن المال ليس مهماً ما دام هناك حوافز مالية تجعل ديفو لاعب كرة قدم غنياً يعيش حياة الرفاهية واستقراراً قبل أن يعتزل كرة القدم.

الحوافز المالية هي الأساس

بعد طرح كل هذه المعطيات، يتضح أن الدوري الأميركي لا يدفع الرواتب الضخمة كما يحصل في الدوريات الأوروبية، لكن اتجاه أبرز نجوم أوروبا للانضمام إلى أندية أميركية، يكشف أن هؤلاء اللاعبين يسعون وراء إنهاء مسيرتهم في دوري متواضع مقابل راتب سنوي يوازي راتبهم السابق تقريباً، لكن مقابل حوافز مالية وحياتية لا تُقدر بثمن.

هذه الحوافز المالية يمنحها أي نادي كرة قدم في العالم، لكن أن تمنح تيري هنري شقة فخمة من طابقين يُقدر ثمنها بـ 11 مليون دولار، فهذا أمر من المؤكد ألا يرفضه الفرنسي حتى لو كان راتبه ليس ضخماً بحجم اسمه، في حين أن روبي كين يتلقى زيادة من المكافأت والحوافز المالية بحوالى 2 مليون دولار.

..ليصبح من الواضح جداً أن انتقال نجوم أوروبا إلى الدوري الأميركي بشكل مستمر في السنوات الأخيرة، خصوصاً عندما يصل اللاعب إلى عمر يقترب من الاعتزال، فيقرر خوض التجربة المربحة ماليا وحياتياً، في ظل أن الأندية الأوروبية تبحث عن المواهب الشابة للتجديد، بينما الأندية الأميركية تبحث عن النجوم من أجل رفع المداخل المالية.

المساهمون