نهاية الشهر الماضي، أطلقَت الفنانة اللبنانيَّة، هبة طوجي، ألبومها الغنائي الثالث، الذي حمل عنوان "30"، وهو من إنتاج وتلحين أسامة الرحباني. ويضمُّ الألبوم 30 أغنية، 15 منها حديثة، أنتِجَت خصّيصاً للألبوم، وأما ما تبقى، فهي أغان منفردة قدَّمتها طوجي في السنوات الثلاث الماضية، بالإضافة لأغان عربية كلاسيكية أعِيد توزيعها، مثل أغنية "أنت عمري" للسيدة أم كلثوم، وأغنية "أهو ده اللي صار" للسيد درويش. وبحسب تصريح طوجي في حفل إطلاق الألبوم، فهناك عدة أسباب لتسمية الألبوم بالرقم "30"، فالألبوم يضم 30 أغنية، وهبة طوجي شارفت على إتمام 30 سنة، ولأنَّه أطلق في يوم 30 مارس/ آذار، كما أن رقم 30 يرمز للوحي اللامتناهي والتواصل، وهي موضوعات موجودة في الألبوم.
وحاولت طوجي أن تلتزم في جميع أغاني الألبوم بالأداء الأوبرالي الصاخب، رغم تنوُّع الموضوعات المطروحة في الألبوم والأنماط الموسيقية فيه؛ فالألبوم يضمُّ عدة أغان كلاسيكية، يتشابه اللحن فيها مع ألحان أغاني فيروز، وتبدو كلماتها امتداداً لكلمات أغانيها، مثل "صيف وسهرة" و"خللي الوقت يحكي" و"أنت اللي فليت" التي تستعير فيها بعض الجمل الموسيقية من أغنية You are not from here، للمغنية الفرنسية، لارا فابيان، كما أنَّها استعارت في بعض الأغاني بعض الجمل الموسيقية من أغاني فيروز، لتبدو استنساخاً عن أعمال فيروز بشكلٍ كُلّي، مثل أغنية "بخاطرك" التي تستنسخ فيها موسيقى أغنية "صباح ومسا".
ويضمُّ الألبوم، أيضاً، مجموعة أخرى من الأغاني المشرّبة بتراث الرحابنة وفيروز الموسيقي، ولكنها مجددة ومُعدّلة، إذ أقحِمَت عليها الموسيقى الإلكترونية، مثل أغنية "طير وعليّ"، "حكيني"، "أنت حبي" و"إذا رجع وقلي بحبك"، لتبدو هذه الأغاني محاولة جيدة لتجديد نمط الرحابنة بما يتناسب مع روح العصر. كما أن بعض الأغاني جُدِّدَت من خلال استخدام موسيقى ذات طابع شرقي، مثل "لا تواخذونا" و"وحدي لحالي" التي قدمتها طوجي على طريقة الفيديو كليب، والتي تتميز بمقطع شرقي يكسر إيقاع الموسيقى الكلاسيكية.
اقــرأ أيضاً
ويضم الألبوم أيضاً بعض الأغاني باللغة العربية الفصحى، وبموسيقى كلاسيكية، مثل أغنية "عرفت أم لا" التي تحاول بها أن تقلّد أداء السيدة فيروز أيضاً، كما يضم الألبوم أغاني تعتمد على الموسيقى اللاتينية والإيقاعات السريعة، مثل "لشو تأهتم" و"يلا نرقص"، التي تبدو أكثر حداثة.
وكذلك خصصت طوجي بعض أغاني الألبوم لتطرح وتناقش بعض القضايا الإنسانية، ومنها قضية اللاجئين السوريين التي تطرقت لها بأغنية "إيلان"، والتي تروي بها مأساة الطفل عيلان على لسانه، وتقول فيها "أنا إيلان، أنا تعبان، طفل نازح سوري كأني مش إنسان"، ولكن أسوأ ما في الأغنية أنها تحمل الشعب السوري مسؤولية ما حدث للطفل الغارق، حيث تقول: "الحق علينا نحن، كبرنا بجهلنا، بالأمية عشنا وصرنا عكل لسان"!
فالألبوم عموماً يبدو محاولة لتكرار تجربة السيدة فيروز الخالدة بذاكرة الشعب العربي، ولكن أداء طوجي الذي تستعرض فيه بشكل مستمر قدراتها الصوتية العالية، والذي يفتقد للإحساس، غير قادر على رسم الصور الشعرية التي تميز أغاني فيروز، حتى مع استخدامها لكلمات مشابهة، تعطي مساحة كبيرة للروائح والأماكن والألوان؛ فطوجي تثبت في هذا الألبوم من جديد أنها ليست مؤهلة لأن تخلف السيدة فيروز كما تتمنى، وكما يحاول الرحابنة الجدد أن يصنعوا منها.
اقــرأ أيضاً
وحاولت طوجي أن تلتزم في جميع أغاني الألبوم بالأداء الأوبرالي الصاخب، رغم تنوُّع الموضوعات المطروحة في الألبوم والأنماط الموسيقية فيه؛ فالألبوم يضمُّ عدة أغان كلاسيكية، يتشابه اللحن فيها مع ألحان أغاني فيروز، وتبدو كلماتها امتداداً لكلمات أغانيها، مثل "صيف وسهرة" و"خللي الوقت يحكي" و"أنت اللي فليت" التي تستعير فيها بعض الجمل الموسيقية من أغنية You are not from here، للمغنية الفرنسية، لارا فابيان، كما أنَّها استعارت في بعض الأغاني بعض الجمل الموسيقية من أغاني فيروز، لتبدو استنساخاً عن أعمال فيروز بشكلٍ كُلّي، مثل أغنية "بخاطرك" التي تستنسخ فيها موسيقى أغنية "صباح ومسا".
ويضمُّ الألبوم، أيضاً، مجموعة أخرى من الأغاني المشرّبة بتراث الرحابنة وفيروز الموسيقي، ولكنها مجددة ومُعدّلة، إذ أقحِمَت عليها الموسيقى الإلكترونية، مثل أغنية "طير وعليّ"، "حكيني"، "أنت حبي" و"إذا رجع وقلي بحبك"، لتبدو هذه الأغاني محاولة جيدة لتجديد نمط الرحابنة بما يتناسب مع روح العصر. كما أن بعض الأغاني جُدِّدَت من خلال استخدام موسيقى ذات طابع شرقي، مثل "لا تواخذونا" و"وحدي لحالي" التي قدمتها طوجي على طريقة الفيديو كليب، والتي تتميز بمقطع شرقي يكسر إيقاع الموسيقى الكلاسيكية.
ويضم الألبوم أيضاً بعض الأغاني باللغة العربية الفصحى، وبموسيقى كلاسيكية، مثل أغنية "عرفت أم لا" التي تحاول بها أن تقلّد أداء السيدة فيروز أيضاً، كما يضم الألبوم أغاني تعتمد على الموسيقى اللاتينية والإيقاعات السريعة، مثل "لشو تأهتم" و"يلا نرقص"، التي تبدو أكثر حداثة.
وكذلك خصصت طوجي بعض أغاني الألبوم لتطرح وتناقش بعض القضايا الإنسانية، ومنها قضية اللاجئين السوريين التي تطرقت لها بأغنية "إيلان"، والتي تروي بها مأساة الطفل عيلان على لسانه، وتقول فيها "أنا إيلان، أنا تعبان، طفل نازح سوري كأني مش إنسان"، ولكن أسوأ ما في الأغنية أنها تحمل الشعب السوري مسؤولية ما حدث للطفل الغارق، حيث تقول: "الحق علينا نحن، كبرنا بجهلنا، بالأمية عشنا وصرنا عكل لسان"!
فالألبوم عموماً يبدو محاولة لتكرار تجربة السيدة فيروز الخالدة بذاكرة الشعب العربي، ولكن أداء طوجي الذي تستعرض فيه بشكل مستمر قدراتها الصوتية العالية، والذي يفتقد للإحساس، غير قادر على رسم الصور الشعرية التي تميز أغاني فيروز، حتى مع استخدامها لكلمات مشابهة، تعطي مساحة كبيرة للروائح والأماكن والألوان؛ فطوجي تثبت في هذا الألبوم من جديد أنها ليست مؤهلة لأن تخلف السيدة فيروز كما تتمنى، وكما يحاول الرحابنة الجدد أن يصنعوا منها.