هاورد ويب: الشرطي الذي سلّم صافرته بعد 25 عاماً

قرّر الحكم الدولي الإنجليزي، هاورد ويب، إنهاء مسيرته في التحكيم بعد 25 سنة من العطاء والصرامة على أرض الملعب، ليتسلّم منصباً جديداً هو رئيس اللجنة المسؤولة عن تدريب وتطوير أداء الحكام في رابطة التحكيم الإنجليزية.

مسيرة حافلة بالإنجازات التحكيمية
يُعتبر ويب من الحكام الذين تألقوا على المستطيل الأخضر، وأكثرهم صرامة وجدية، حيثُ من الصعب الدخول في نقاش مع ويب من أجل صافرة أطلقها أو قرار اتخذه خلال المباراة، فشخصية الشرطي تسيطر عليه حتى في كرة القدم، حيث قاد ويب نحو 500 مباراة في الدوري الإنجليزي.

كما أنه أصبح حكماً دولياً وقاد العديد من المباريات في بطولتي كأس عالم وبطولتي كأس أوروبا، في حين أنه أمسى أول حكم دولي يدير نهائي دوري الأبطال ونهائي كأس العالم في السنة نفسها، أي العام 2010. وكان ويب بدأ مسيرته التحكيمية في العام 1989 قبل أن يصبح في العام 1993 حكماً مساعداً بشكل رسمي، ليتحول إلى حكم ساحة بعد ذلك ويبرز على الساحة العالمية.

وفي العام 2003، جرت ترقية هاورد ويب ليصبح من الحكام الممتازين الذين يستطيعون قيادة مباريات في "البريميير ليج"، وأول مباراة كانت بين فولهام وولفز في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2003، كما قاد ويب نهائي الدرع الخيرية الإنجليزية بين تشيلسي وأرسنال في العام 2005 ونهائي كأس الإتحاد الإنجليزي أعوام 2007 بين الفريقين إياهما، و2009 بين تشيلسي وإيفرتون.

في المقابل، انطلق ويب في مشوار التحكيم الدولي في العام 2005، عندما قاد مباراة ودية بين إيرلندا الشمالية والبرتغال، في وقت دخل الميدان التحكيمي لدوري أبطال أوروبا في العام 2006 عندما قاد مباراة بين ستيوا بوخارست الروماني وليون الفرنسي. كما نال الحكم الإنجليزي وسام تقدير في العام 2011 من الملكة البريطانية نظراً لعطائاته الكبيرة في عالم كرة القدم.

إحصاءات فنية عن هاورد ويب
قاد هاورد ويب نحو 298 مباراة رسمية في "البريميير ليج" منذ أن جرى تعيينه ضمن لجنة الحكام التي تقود المباريات في العام 2003، رفع نحو 33 بطاقة حمراء و986 بطاقة صفراء. في المقابل، خلال 113 مباراة دولية، منح هاورد ويب 23 ركلة جزاء ورفع 21 بطاقة حمراء مقابل 459 صفراء بوجه الاعبين.

كما أن هاورد ويب من الحكام الذين يمنحون ركلات جزاء في الربع الساعة الأخير من المباريات بشكل إجمالي، حيثُ تُظهر إحصائية نشرها موقع صحيفة "تيليجراف" الإنجليزي، أن ويب منح نحو 7 ضربات جزاء بين الدقيقة 61 و75 وأربعة ركلات بين الدقيقة 75 و90، الامر الذي ميّزه عن كل حكام الدوري الإنجليزي، والمفارقة أنه منح ركلة جزاء واحدة في وقت حرج غيّرت نتيجة المباراة.

لقطات مضحكة خلال مسيرته
مر هاورد ويب في العديد من اللحظات الجميلة والمضحكة، وخصوصاً في الفترات الأخيرة قبل الوصول إلى قرار الاعتزال الرسمي، ويقول الجمهور الإنجليزي إنه دائماً ينحاز لمصلحة مانشستر يونايتد الذي يشجعه.

لذلك، وبعدما أعلن اعتزاله مباشرةً، ظهرت تعليقات فكاهية على "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي، حيثُ نشر ريو فيرديناند، لاعب مانشستر السابق: "خبر عاجل: الأسطورة هاورد ويب يلحق بفيديتش وإيفرا خارج أسوار اليونايتد"، في إشارة إلى أنه كان يُساند "الشياطين الحُمر" دائماً.

وانتشرت على موقع "تويتر" تغريدات مضحكة مثل: هل مانشستر يونايتد سيقوم باحتفال رسمي من أجل توديع الحكم ويب؟ وأن إدارة "اليونايتد" ستبني تمثالاً لهاورد ويب خارج أسوار ملعب "أولد ترافورد"، في وقت يعتقد الكثيرون فيه أن ويب كان يمنح مانشستر يونايتد الكثير من ركلات الجزاء أكثر من كل الأندية الإنجليزية.

وخاض ويب، الأسبوع الماضي، مباراة خيرية ودية في مدينة "بارنسلي"، المدينة التي ولد وترعرع فيها، وسجل ركلة جزاء بطريقة فنية رائعة أمام الجمهور الحاضر، كما ووثقت الكاميرات لحظة تعرضه لعرقلة في مباراة خيرية في ملعب توتنهام الإنجليزي، عندما شارك مع اللاعبين في المباراة وراح يمرر الكرة قبل أن يتعرض لعرقلة من لويس هوتلباي، لاعب توتنهام.