هاني سلامة لـ"العربي الجديد": قضايا اجتماعية عديدة طرحها مسلسل "فوق السحاب"

19 يونيو 2018
هاني سلامة في المسلسل (يوتيوب)
+ الخط -
قضايا اجتماعية عديدة طرحها مسلسل "فوق السحاب"، الذي عُرض خلال الموسم الدرامي الرمضاني المنقضي، وقام ببطولته الفنان المصري، هاني سلامة. فجاء العمل ليطرح عدداً من المشاكل والأزمات التي نعاني منها في مجتمعنا العربي، مثل أزمة الهوية والعنصرية وتجارة الأعضاء وغيرها من القضايا الأخرى. "العربي الجديد" التقت هاني سلامة في هذا الحوار، للحديث عن ردود الأفعال التي تلقاها، وهل سيحرص دوماً على الحضور تلفزيونياً، ولماذا غاب سينمائياً لمدة سبع سنوات. 


في البداية حدثنا عن الآراء التي تلقيتها حول مسلسل "فوق السحاب"؟
الحمد لله وجدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، سواء في الشارع أو من خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي، وهناك الكثير من المشاهد التي علقت في أذهان الجمهور، والحمد لله، لأننا تعبنا جداً في هذا العمل ما بين تصوير داخلي وخارجي في بعض الدول الأوروبية، مثل المجر وروسيا، ولكن النتيجة التي حصلنا عليها استطاعت أن تعوضنا عن المجهود الذي بذله كل فرد في فريق العمل، ويكفي ما واجهنا من صقيع في روسيا لحوالي أسبوعين، وبصدق شديد فليس الفنانون أو المخرج فقط هم من تعبوا بل كل شخص في الاستوديو، ولهم كل الشكر، لأنهم تحملوا الكثير من أجل خروج العمل بشكل لائق.
تعرضت بعض بطلات المسلسل مثل منى عبد الغني وهبة عبد الغني لعنصرية في المجر فكيف كان ردك؟ 
لم أكن موجوداً في هذا الموقف، لكن دعونا نتفق أن مثل هذه الحالات قد تكون فريدة، لذا لا يمكننا أبداً التعميم؛ فقد شهدنا احتراماً من المواطنين المجريين ورحبوا بوجودنا في مواقع التصوير.

كنتم تقريباً أوّل فريق عمل ينتهي من تصوير مسلسله فكيف كان ذلك؟
لأننا حرصنا على البدء مبكراً في التصوير حتى لا نُدخل أنفسنا في دوامة التصوير على الهواء أثناء عرض العمل، لأن هذا الأمر يبعث على التوتر في الوقت الذي يحتاج فيه المسلسل إلى تركيز كبير، وراعينا حدوث أي ظروف أو توقفات، والحمد لله سارت معدلات التصوير بشكل جيد، وكما يقال فإن هذا العمل كان يحتاج إلى "مزاج" لأُظهره بالشكل اللائق الذي يستحقه.

ما رسالة العمل التي يقدمها المسلسل؟
أنا مؤمن بأن الفن رسالته ترفيهية، هذا في جزء كبير منه، ولكن لا بد إلى جوار ذلك أن تكون هناك رسائل أخرى لإنارة عقل المتلقي، ومن خلال هذا المسلسل نرصد على سبيل المثال قيمة العائلة وكيف أنها السند في وقت قد يتخلى فيه الجميع عنك، كما يرصد أزمة بعض العرب في كونهم حاصلين على جنسية بلادهم وفي الوقت نفسه وُلدوا بالخارج، فحدث ما يشبه تذبذباً في الهوية، وهي أزمة كبيرة، وناقشنا أيضاً العنصرية وأزمة تجارة الأعضاء وغيرها من القضايا التي تشغل العالم العربي بشكل عام.



كانت مفاجأة العمل إعادتكم للفنان إبراهيم نصر بعد غيابه سنوات فما السبب؟
الدور ملائم جدًا له، وهو له كل التقدير والاحترام، ولسنا بالطبع في محل تقييمه فهو فنان كبير وكان إضافة قوية للعمل، والحمد لله المسلسل شهد كذلك ظهور ممثلة لبنانية لأول مرة في مصر وهي ستيفاني صليبا، وكان الدور مناسباً لها، كما أن هناك وجهاً جديداً لفتاة في العمل اسمها ياسمين، حيث جسّدت شخصيتها بشكل فاجأ الجميع، وغيرها من الوجوه الذين شهد العمل أول ظهور لهم، وأتمنى أن يكون المسلسل "وِش الخير" عليهم فهم يستحقون لأنهم مجتهدون وموهوبون.

جسّدت مشاهد "أكشن" عديدة في العمل وهناك مشاهد كانت خطيرة فما أصعبها بالنسبة لك؟
الأصعب لم يكن في الأكشن بل كان في مشهد كان وفاة شقيقي كاريكا في العمل، وهو موقف ربنا ما يكتبه على أي شخص أبداً ويحفظ عائلاتنا جميعاً.

هل استعنت بدوبلير في بعض المشاهد؟
طبعاً هناك مشاهد خطيرة كانت تتطلب وجود دوبلير، ومشاهد أخرى أكشن قدمتها بمفردي.

علق بعض المشاهدين على رسمك لـ"تاتو" على الرغم من عدم ظهورك به من قبل على الإطلاق فما السبب؟
وأنا أقرأ شخصية ماندو التي جسدتها في المسلسل كنت أبحث عن الجديد، ففكرت فعلاً في رسم تاتو على الرغم من أنني لم أفعلها من قبل في حياتي الشخصية لأنني لا أحبه، والشخصية التي قدمتها بشكل عام مختلفة ولم يسبق لي أن قدمتها، سواء تلفزيونياً أو سينمائياً، ولا أنسى أن الفضل في ذلك يعود إلى المؤلف حسان دهشان والمخرج رؤوف عبد العزيز لأن رسمهما لخطوط الشخصية كان محترماً لكل التفاصيل.

هل هناك شخصية ما زلت تحلم بتقديمها؟
أتمنى من كل قلبي أن أجسد شخصية علي بن أبي طالب والإمام الحسين والنبي عيسى عليه السلام، وتاريخياً أتمنى تقديم شخصية "أحمس"، كما أن هناك نماذج دينية عديدة، وأعي جيداً أن الأمر صعب لكنها مجرد أحلام وأمنيات فنية لي.

هل أنت ضد منع تجسيد الشخصيات الدينية على الشاشة؟
بالطبع لأننا في حاجة إلى أن نطبق ما نطالبه من تنوير وحرية إبداع على أرض الواقع، وأن يكون تجسيد الشخصيات هذه خاضعاً لإشراف من أهل الدين، فما الأزمة في ذلك، ولماذا ننتظر من الغرب تقديم شخصياتنا الدينية، فهل يعقل هذا.

هل أصبحت حريصاً على تقديم عمل تليفزيوني كل رمضان؟
الأمر ليس له علاقة بالتوقيت بقدر ما الذي سأقدمه، لأن الحمد لله الجمهور يثق بي ويعرف أنني لا أقدم له منتجاً رديئاً، وهذه الثقة في حد ذاتها مسؤولية تجعل الفنان يفكر بدلاً من المرة ألف مرة في العمل الذي سيطل به على مشاهديه.

أنت غائب عن السينما منذ نحو سبع سنوات فهل يوجد شيء جديد؟
بالفعل أنا آخر فيلم قدمته كان "واحد صحيح"، وأنا مفتقد السينما بشكل كبير جداً، ولكن إن شاء الله هناك عودة قريبة من خلال مشروع سأبدأ في عقد جلسات العمل الخاص به خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيكون العمل مع مخرج المسلسل أيضاً رؤوف عبد العزيز.

وما تفاصيله وهل سيكون أكشن أم ستعود للرومانسية؟
لا أستطيع الحديث عن أي تفاصيل حالياً، ودعونا نؤجل الحديث عنه حتى يدخل حيز التنفيذ الفعلي.




المساهمون