قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت لم يقرر بعد العودة للمفاوضات، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، كان صريحاً وواضحاً خلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم في الرياض.
وأكد المصدر أن الوفد الحكومي يشترط لعودته إلى المشاورات تحديد موعد زمني لها، شريطة أن تستند المشاورات إلى الأسس والمرجعيات التي تم الاتفاق عليها منذ انطلاق المحادثات في الكويت، لافتاً إلى أن "المليشيا الانقلابية لم تكن جادة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وما تم الاتفاق عليه في مشاورات جنيف، وبيل السويسرية"، مشيراً إلى أن العشرات من المعتقلين السياسين والصحافيين والعسكريين ما زالوا في سجون المليشيا.
وأكد المصدر أن "استئناف المشاورات بعيداً عن الأسس والمرجعيات التي تم الاتفاق عليها ما هو إلا مجرد ضياع الوقت وترحيل للأزمات".
وشدد الرئيس هادي، خلال لقائه بولد الشيخ، على "حرص الحكومة اليمنية الجاد نحو السلام العادل، والذي يؤسس لمستقبل آمن لليمن وأجيالها ومحيطها الإقليمي، والذي تسبقه النوايا الجادة لتحقيقه".
وأشار هادي إلى أن "الحكومة كانت وما زالت تمد يديها للسلام، الرامي إلى حقن الدماء، وليس لمجرد الحوار وترحيل الأزمات"، متهماً المليشيا الحوثية والمخلوع علي عبد الله صالح، بـ"عدم التزامهم ببنود السلام ومرجعياته، ولم يظهروا حسن النية وتعزيز الثقة"، مشيراً إلى أنهم "واصلوا عدوانهم وبهمجية على المدنيين، وقتلهم النساء والأطفال، كما واصلوا حصار المدن، وخاصة مدينة تعز، والتي تعاني من حصار منذ أكثر من عام".
ورحب الرئيس اليمني بأي جهودٍ "تفضي إلى وقف الحرب ووقف نزيف الدم اليمني، دون تسويف أو مماطلة، وذلك من خلال تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، وخاصة القرار 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".
من جانبه، ووفقاً لموقع الوكالة الحكومية اليمنية، ثمن المبعوث الأممي جهود هادي، وقال "إن المجتمع الإقليمي والدولي يدعم فرص السلام باليمن المرتكز على المرجعيات المحددة، المتمثلة بالقرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني".
وأوضحت المصادر المقربة من وفد الحكومة، لـ"العربي الجديد"، أيضاً، أن ولد الشيخ سيعقد، في الرياض، بالإضافة إلى لقاء الرئيس اليمني، والوفد الحكومي، لقاءات مع دبلوماسيين دوليين، في إطار جهود استئناف المشاورات.
وجاء توجه ولد الشيخ إلى السعودية بعد يوم من تسليمه رسالة من الوفد الحكومي، يطالب فيها بضمانات واضحة بالتزام المرجعيات المقررة للمفاوضات قبل استئنافها، الأمر الذي أدى إلى تعثر استئنافها اليوم الجمعة، كما كان مقرراً وفق إعلان سابق للأمم المتحدة، أواخر الشهر الماضي.
وفي السياق ذاته، أعلن الناطق الرسمي باسم "الحوثيين" ورئيس وفد الجماعة المشارك في مفاوضات السلام، محمد عبدالسلام، أن وفدهم وصل إلى الكويت مساء اليوم.
وأوضح عبدالسلام، في تغريدة مقتضبة على صفحته الشخصية قبل قليل، أن وفد الجماعة وحلفاءها وصل "إلى دولة الكويت لمواصلة المشاورات وفقاً للالتزام المتفق عليه مع الأمم المتحدة".
وجاء وصول وفد الانقلابيين إلى الكويت، بعد يوم من مغادرته صنعاء، وتوقفه في سلطنة عُمان.