هادي: لن نسمح باقتتال الجنوبيين وتكرار ما حدث في صنعاء

13 أكتوبر 2018
هادي أكد مخرجات الحوار الوطني (Getty)
+ الخط -
قال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم السبت، إنه لن يسمح باقتتال مواطني بلاده جنوباً فيما بينهم، وإن ما يجري في صنعاء لن يتكرر في الجنوب، في إشارة إلى التصعيد الذي يتبناه ما يعُرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الانفصالي المدعوم من الإمارات، ضد الحكومة الشرعية جنوبًا.

جاء ذلك في كلمة وجهها هادي، عشية الذكرى الـ55 لثورة الـ14 من أكتوبر/تشرين الأول 1963، ضد الاستعمار البريطاني في جنوب البلاد، والتي تمثل أحد أبرز التحولات التاريخية في اليمن عموماً، وفي جنوب البلاد على وجه خاص.

وقال هادي: "لن اسمح على الإطلاق باقتتال الجنوبيين في ما بينهم، وما يجري في صنعاء لن يتكرر في الجنوب"، وأضاف أن "على الذي يفكرون به أن يبتعدوا لأنني لن أسمح به، وعليهم أن يغلقوا حسابهم الذي تمدهم به إيران"، في إشارة على ما يبدو إلى "الانتقالي" الذي يقود ما تعتبر الحكومة انقلاباً عليها.

وتابع هادي ملمحاً إلى الانفصاليين أن "حسابهم ما يزال لليوم موجوداً في بيروت وميزانيتهم معتمدة من إيران"، وتحدث عن وجود حسابين لدى "حزب الله" في لبنان، أحدهما يرتبط بمحافظة صعدة (دعم الحوثيين)، وحساب آخر لـ"المناطق الجنوبية".

إلى ذلك، تحدث هادي عن أنه، وخلال وجوده في صنعاء، تعرض لأربع محاولات اغتيال، وقال: "لكن الأقدار أبقت رئيس الجمهورية، لن أقول بشجاعتي ولن أقول بذكائي؛ هو قدر من الله عز وجل سلمنا".

واعتبر هادي أن "مخرجات الحوار الوطني هي المخرج الوحيد"، لمستقبل البلاد، وقال إن "الشعب اليمني لن يستطيع أن يبني أمناً واستقراراً، دون أن تكون كل شريحة في المجتمع تحصل على حقها".

وقال الرئيس اليمني إن ما وصفها بـ"المركزية المقيتة" التي كانت في صنعاء هي من شطرت ومزقت اليمن شماله وجنوبه"، وأضاف "أن "هذه المركزية لن أسمح بعودتها، وأكرر لن أسمح بعودتها. إننا اتفقنا في الحوار الوطني على بناء اليمن الجديد من ستة أقاليم، وإننا نسير على هذا الطريق".

واعتبر هادي أن الأزمة الاقتصادية وضرب الريال اليمني في الأشهر الأخيرة، أزمة "كانت مرتبطة بإسقاط الشرعية بحاجتين: إما بالحرب أو تسقط اقتصادياً"، وقال إن "أي طرف يفكر أن يعيد اليمن إلى ما قبل الاستقلال ويريد أن يعيد اليمن إلى حكم الكهنوت والإمامة هذا مستحيل".

وجاءت كلمة هادي عشية الذكرى الـ55 للثورة ضد الاستعمار في جنوب اليمن، وهي الثورة التي قال هادي إنها كانت امتداداً حقيقياً للزخم الذي كان موجوداً منذ ما قبل ثورة الـ26 من سبتمبر/أيلول1962 في الشمال، وفي "السلطنات والولايات والإمارات في المحافظات الجنوبية"، التي كانت "تعيش على صوت المرحوم جمال عبدالناصر في كل سهلٍ ووادٍ".

وواصلت القوات الموالية للانفصاليين المدعومين من الإمارات، تحركاتها العسكرية في جنوب اليمن، اليوم، على الرغم من إعلان ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، التراجع عن إقامة فعالية تصعيدية، كان من المقرر أن تُقام في عدن، في ذكرى ثورة الـ14 من أكتوبر/تشرين الأول 1963.

وأفادت مصادر محلية ونشطاء موالون لـ"الانتقالي"، بأن قوات من "اللواء الخامس حزام أمني"، نظمت عرضاً عسكرياً في منطقة ردفان بمحافظة لحج، شمال عدن، استعداداً لما سموه "يوم الحسم الجنوبي".

وأظهرت صور تداولها رواد مواقع التواصل مشاركة دبابات في استعراض القوة الذي رُفعت خلاله راية الشطر الجنوبي لليمن قبل توحيد البلاد 1990، بعد أن شهدت الأيام الماضية، تحركات عسكرية للقوات الموالية لـ"الانتقالي" في مدينة عدن ومناطق مختلفة جنوبي البلاد.

وجاء الاستعراض على الرغم من إعلان حلفاء أبوظبي من "الانتقالي الجنوبي" عن التراجع عن تنظيم فعالية مركزية في ذكرى ثورة أكتوبر، بعد أن روج مناصروه خلال الفترة الماضية، إلى خطوات تصعيدية تهدف لإسقاط الشرعية وتمكين الانفصاليين في المناطق الجنوبية لليمن.

المساهمون