هاجم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الأحد، من يسعون لفرض انفصال الجنوب في بلاده، وتعهد بعدم السماح بتقسيم البلاد إلى دويلات، معتبراً أن التطورات الأخيرة جنوباً تسعى لخدمة مليشيات جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحليفها علي عبدالله صالح.
كلام هادي أتى في كلمةٍ ألقاها بمناسبة الذكرى الـ 27 لقيام الجمهورية بإعادة توحيد الشطرين الشمالي والجنوبي، وهي الذكرى التي توافق الـ 22 من مايو/ أيار 1990.
وقال "مؤخراً ونحن على أبواب الانتصار الكبير في استعادة الدولة، برزت نتوءات لا يمكن فهم ما تدبره وتكيده، وباسم تمزيق الوطن وتفكيك وحدته، إلا أنه محاولة لخدمة من يلفظون أنفاسهم الأخيرة من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ومشروعها المهزوم".
وأشار الرئيس اليمني إلى أن ذلك لن يتحقق، وقال "هيهات أن يتحقق مرادهم، فالأشياء ليست بالتمني أو التوهم، والقول الفصل والكلمة الأخيرة هي للإرادة الشعبية التي لن نتخاذل عن الاستماع لها والعمل معها وبها، من أجل وطن نفخر جميعا بانتمائنا إليه، لا ظالم فيه ولا مظلوم، والكل فيه شركاء، وليس هناك سادة وعبيد".
وشدد هادي قائلاً "لن نسمح بتقسيم اليمن إلى دويلات وفقا لرغبات مشبوهة عند هذا القائد وذلك الفصيل أو تلك الجماعة، ولن نسمح للكيانات الهشة بأن تفرض نفسها تحت أي مسمى، أو تدعي تمثيل البلاد بغير حق، أو تمارس العمالة والارتزاق باسم شعبنا وأوجاعه وآلامه".
وأضاف "لن نسمح لأي كان أن يصرفنا عن معركتنا الكبيرة مع قوى التمرد والانقلاب والإرهاب ومشاريع التفرقة، والتي حتما سيكون المنتصر فيها إجماع الشعب اليمني الذي يدافع بشراسة عن مصيره وأحلامه، ويقف بكل قوته إلى جانب الشرعية وجيشها الوطني والمقاومة الشعبية لاستعادة الدولة والدفاع عن مشروع اليمن الاتحادي الجدي"، معتبراً ذلك "ضماناً ضرورياً واجباً لمقاومة الانقلاب وتأمين البلاد من مستقبل مظلم أسود الملامح".
إلى ذلك، جدّد هادي التأكيد على دعم الشرعية لمشروع تحويل البلاد إلى دولة اتحادية، قائلاً "لقد ذهبنا جميعا إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وجلس اليمنيون جميعا على طاولة واحدة، في مشهد لم يحدث في تاريخ اليمن السياسي المعاصر، بل وتفرد به اليمن دون غيره من دول الربيع العربي، ووضعت كافة قضايا البلد طيلة نصف القرن الماضي".
وأضاف "تصدر موضوع تصحيح مسار الوحدة، ومعالجة ما رافقها من أخطاء ومظالم كان لها أثرها الواضح في تصدع وتشقق هذا المنجز الوطني الكبير، أولويات هذا المؤتمر الجامع والشامل. واتفق اليمنيون بجميع مكوناتهم السياسية والمجتمعية، على الحلول التي تضمنتها وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وحظيت بدعم دولي غير مسبوق".
كذلك أكد أن اليمن الاتحادي كان "هو الشكل الذي اختاره اليمنيون وقبلوه، باعتباره حلاً مثالياً لتصحيح المسار والحفاظ على وحدة الوطن أرضاً وإنساناً، بعدما تعرض له من التصدع والضربات التي سببتها الأحداث والسياسات الأنانية منذ ما بعد الوحدة، وصولاً إلى مؤتمر الحوار الوطني، وبما يؤسس لوحدة مستدامة قائمة على أساس التوزيع العادل للسلطة والثروة، ولا مكان فيها للإقصاء أو التهميش أو سيطرة لعائلة أو منطقة".
وكان اليمن حتى عام 1990 دولتين جنوبية وشمالية توحدتا في الـ 22 من مايو/ أيار من العام نفسه، بوحدة طوعية، لكن الوحدة تعرضت لشروخ مع الحرب الأهلية عام 1994، ومنذ عام 2007 تصاعدت الدعوات الانفصالية مجدداً في جنوب البلاد، قبل أن يعلن في الـ 13 من الشهر الجاري، تشكيل مجلس انتقالي لفصل الجنوب عن الشمال، برئاسة عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق.