نور محمد... كورونا دمّر كل شيء

26 يوليو 2020
يريد الاستقرار في بلاده (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل تفشّي فيروس كورونا، كان اللاجئ الأفغاني نور محمد (51 عاماً) أفضل حالاً، وكان مستقرّاً في عمله إلى حدٍّ ما. يتوجه صباحاً إلى سوق الخضرة، ويعود إلى منزله عند الظهيرة، ثم يعمل في محله القريب من منزله في إصلاح الدراجات النارية. إلا أن كورونا دمر كل شيء، على حدّ قوله. 
يقول إنه يصعب على اللاجئ تأسيس عمل خاص كما فعل. كانت حياته صعبة، وقد مرّ على وجوده في باكستان 38 عاماً، حيث عمل في مهن عدّة ليؤمّن ما تحتاجه أسرته. 
في الصباح الباكر، يُغادر منزله الواقع في ضواحي مدينة روالبندي متوجهاً إلى سوق الخضرة والفاكهة، حيث يعمل حتى صلاة الظهر. بعدها، يعود إلى منزله ويستريح قليلاً قبل بدء العمل في محلّه إلى جانب منزله حيث يصلح الدرّاجات النارية. وبسبب كورونا، توقف عمله خلال الفترة الماضية، ما اضطره إلى استدانة المال من أقاربه للعيش. وفي الوقت الحالي، عاد إلى العمل في إصلاح الدراجات، إلا أن العمل في سوق الخضرة لم يعد إلى ما كان عليه في السابق بعد.
يكسب ما بين 500 روبية (نحو ثلاثة دولارات) و600 روبية (أقل من أربعة دولارات) من خلال عمله في إصلاح الدراجات، إضافة إلى بعض المال من عمله في سوق الخضرة. إلا أن ما يتقاضاه بالكاد يكفي أسرته.  
قدم محمد إلى باكستان قبل 38 عاماً، تاركاً مسقط رأسه في إقليم قندوز شمال أفغانستان، هو الذي كان يملك وعائلته أراضي شاسعة. وفي باكستان، تنقل بين أماكن مختلفة قبل أن يستقر في مدينة روالبندي.

له أربعة أولاد، ثلاث فتيات وابن وحيد عمره ست سنوات. وهمّه الأساسي تعليمهم وتأمين مستقبلهم. كانت ابنتاه تدرسان في مدرسة قريبة من المنزل، لكنها أغلقت. واليوم، توقف جميع أبنائه عن الدراسة لأن المدارس بعيدة عن المنزل ولا قدرة له على تأمين رسومها. لكنه لم ييأس، ويتوقع تغير الحال في باكستان أو استقرار الوضع في أفغانستان، هو الذي يرغب في العودة إلى بلاده كي يدرس أولاده. لا يريدهم قضاء حياتهم في السوق والعمل فقط من أجل لقمة العيش مثله. يضيف: "أملنا الوحيد هو استقرار الوضع في بلادنا حتى نعود". وأكثر ما يقلقه هو مستقبل أولاده الدراسي. إلا أنه نتيجة الواقع الصعب في باكستان، "بات همنا الأول والأخير العمل لتوفير لقمة العيش لأسرنا، علماً أنني لا أستطيع أن أوفر لهم كل ما يحتاجون إليه، وهذه إحدى تبعات اللجوء".
ومع اضطراره إلى الاستدانة خلال أزمة كورونا وتوقف الأعمال، يسعى اليوم إلى بذل جهد أكبر لتسديد دينه وإعالة أسرته.


 

المساهمون