تميّز نور الشريف منذ أول دور أدّاه في فيلم "قصر الشوق" عام 1966 مع المخرج الكبير حسن الإمام الذي اختاره بوساطة من عادل إمام للقيام بدور بطولة إلى جانب يحيى شاهين ونادية لطفي في رائعة نجيب محفوظ، وتوالت بعد ذلك نجاحاته فقدّم عدداً من الأفلام التي لا يمكن أن تُنسى، ففي فيلم "بئر الحرمان" عام 1969 قام بدور صلاح خطيب البطلة (سعاد حسني) المصابة بحالة تقمّص نفسية، واستطاع أن يكسب تعاطف الجمهور معه أكثر من خطيبته ووالدتها، ثم قدّم "أشياء لا تشترى"، و"المراية والسراب"، و"غدا يعود الحب"، وغيرها من الأعمال التي كرسته أكثر في المشهد الفني.
عام 1973 عاد نور الشريف إلى المنبع وقدّم فيلم "السكرية" وهو الجزء الثاني من "قصر الشوق"، وكان من الواضح جداً أن هناك نضجاً فنياً عميقاً لهذا الممثل من خلال أداء الدور ذاته، لكن هذا العمق ظهر بشكل أكبر بعد سنة، حينما أدى دور "شوقي" في فيلم "الإخوة الأعداء" المقتبس عن رواية "الإخوة كارامازوف" للمؤلف الروسي الكبير دوستويفسكي، فشخصية شوقي كانت محوراً أساسياً يغذي فلسفة الشك داخل أحداث العمل، حيث يسعى للبحث دائماً عن الحقيقة لتكون النهاية بهتافاته التي تترجم الإيمان المطلق بالله والحقيقة داخل قاعة المحكمة.
في فيلم "الكرنك" عام 1975 دخل نور الشريف تجربة جديدة مع شخصيات نجيب محفوظ داخل رواياته، وتربع لبقية فترة السبعينيات والثمانينيات على أفيشات الأفلام الناجحة التي تنوعت بين الكوميديا والدراما، والتي انتقل فيها بين شخصيات متعددة ومختلفة، فتارة يكون الأرستقراطي، وأخرى العاشق، وتارة يكون الظالم وأخرى المظلوم، وهذا الزخم هو ما صنع منه علامة فارقة.
أما فيلم "حبيبي دائما" الذي قدمه عام 1980 مع زوجته بوسي فلا يمكن لأحد أن ينسى تأثيره كأحد أجمل الأعمال الرومانسية عبر الزمن، كما كان له دويتو ناجح مع أخت بوسي الممثلة المعتزلة نورا وقدما معاً أعمالاً كثيرة.
أعمال كثيرة لا يمكن تجاوزها في تاريخ نور الشريف، منها فيلم "العار" الذي قدم فيه دور تاجر المخدرات الذي يرث مملكة أبيه، إضافة إلى فيلم "زمن حاتم زهران" الذي كان دوره فيه مركباً وصعباً، كما له أعمال أخرى منها "أهل القمة"، و"المطارد"، و"الشيطان يَعِظْ"، و"جذور في الهواء"، و"انحراف"، و"عندما يبكي الرجال"، و"سكة سفر"، و"بئر الخيانة"، و"أصدقاء الشيطان"، و"كتيبة الإعدام"، و"قلب الليل"، و"دماء على الأسفلت"، وطبعاً "المصير" مع المخرج الكبير يوسف شاهين، كما قدم دوراً مميزاً في فيلم "دم الغزال" إلى جانب يسرا ومنى زكي، كما أثار جدلاً واسعاً حين قام بدور سجين تم تعذيبه في سجن أبو غريب ضمن أحداث فيلم "ليلة البيبي دول" الذي شاركه بطولته محمود عبد العزيز، أما على صعيد الدراما فقدم أعمالاً كثيرة منها "العطار والسبع بنات" و"الرجل الآخر" و"هارون الرشيد" و"لن أعيش في جلباب أبي"، إضافة إلى مسلسل الحاج متولي ومسلسل الدالي، وكان آخر دور له هو دور يحيى شكري في فيلم "بتوقيت القاهرة" هذا العام.
خاض نور الشريف تجربة الإخراج السينمائي مرة واحدة في حياته، حيث أخرج فيلم "العاشقان" عام 2001، وأنتج ستة من أعماله في السبعينيات، كان آخرها "حبيبي دائما"، ليرحل اليوم عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاماً، ذلك الرجل الذي سيظل "نوراً دائماً" في تاريخ السينما المصرية.