نوافذ مفتوحة.. نوافذ مغلقة

06 نوفمبر 2019
كلود فيالا/ فرنسا
+ الخط -

يفتح الكاتب المتميز سبلاً فرعية أو نوافذ يسلكها القارئ أو يطلّ منها على عوالم مُضافة، تُغني عالمه قبل أن تُغني عالم القارئ، وخاصة مع تيسّر إمكانية دخول فضاء الإنترنت بنقرة على رابط أو وصلة أو كتابة عنوان في محرّك بحث، فينتقل القارئ من مستوى واقع إلى مستوى أكثر من واقع.

هذه الظاهرة المدهشة يتأكد وجودها ويكاد يتركز في فن المقالة على صعيد آداب الثقافات الأجنبية، شرقية كانت أو غربية، سواء كانت تحليلاً أو إعلاماً بوقائع أو تأملات، ونلحظها حين يشير الكاتب إلى اسم كتاب أو كاتب أو حدث ما، فنتخذ طريقنا إلى حيث يشير السهم، وتتعدد العوالم التي نزورها.

تقابل هذه الظاهرة لدينا ظاهرة مدهشة أيضاً، ولكنها مضادة لتلك؛ يغلق فيها الكاتب السبل والنوافذ في وجه القارئ، سواء صادفه على شاشة حاسوب أو على صفحات كتاب ورقي، ثم لا يفتح بعد ذلك إلا نافذة واحدة تطلّ على عالمه هو، وحتّى لو فتح أكثر من نافذة فستطلّ على عالمه هو أيضاً. ويظل عالمه مغلقاً في أغلب الأحوال، لا وجود فيه لمغاير أو شبيه حتّى.

المساهمون