نواب مصريون بضيافة بن سلمان طمعاً بساعات "تيسو"

28 نوفمبر 2018
بن سلمان لدى وصوله إلى القاهرة (الأناضول)
+ الخط -


كشفت مصادر برلمانية مطلعة في مصر، أن وفداً مكوّناً من قرابة 30 نائباً توجّه إلى فندق فورسيزونز (نايل بلازا)، الكائن في ضاحية غاردن سيتي، وسط القاهرة، في وقت مبكر من صباح أمس، الثلاثاء، وانتظروا في بهو الفندق لمدة تجاوزت الساعة طلباً للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث يقيم في الجناح الملكي للفندق، خلال يومي زيارته إلى القاهرة.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن الوفد البرلماني ترأسه وكيل مجلس النواب، سليمان وهدان، وضم نواباً بارزين، مثل رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان اللواء كمال عامر، ورئيس لجنة الشؤون العربية النائب أحمد رسلان، ووكيل لجنة الصناعة علاء ناجي، فضلاً عن رئيس ائتلاف الأغلبية "دعم مصر" عبد الهادي القصبي، ورئيس حزب "مستقبل وطن" أشرف رشاد، والنائب مصطفى بكري.

وحسب المصادر، فإن وفد النواب تلقى هدايا من السفير السعودي في القاهرة، أسامة بن أحمد نقلي، الذي استقبل الوفد بعد انتظاره في بهو الفندق، تمثّلت في منح كل نائب ساعة يد ماركة "تيسو" الفاخرة، وهي الهدية نفسها التي تلقاها معظم أعضاء البرلمان خلال زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر، في إبريل/ نيسان 2017، قبيل تمرير البرلمان المصري اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وأفادت المصادر بأن زيارة الوفد البرلماني إلى مقر إقامة ولي العهد السعودي جاءت بناءً على طلب رئيس مجلس النواب علي عبد العال، للترحيب به، وتوصيل رسالة مفادها أن الدولة المصرية تقف مع الرياض في أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وفي مواجهة أي محاولات خارجية للنيل من أمن واستقرار المملكة، علاوة على تأكيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.


إلى ذلك، شهدت مناطق وسط القاهرة حالة من الشلل المروري، نتيجة منع مرور السيارات لنحو ساعتين من ميادين عبد المنعم رياض والتحرير وسيمون بوليفار، وهو ما أدى إلى تكدسها في طوابير طويلة، خصوصاً في شارع كورنيش النيل، على وقع تأمين تحركات ولي العهد السعودي، والذي ذهب مع الوفد المرافق له في جولة إلى حي السيدة زينب في ضاحية مصر القديمة.
وحمل بعض المواطنين أعلام السعودية في شارع قصر العيني بالقرب من مقر إقامة بن سلمان، تزامناً مع مرور موكبه، مرددين بعض الهتافات المؤيدة لولي العهد، في الوقت الذي كثّفت فيه وسائل الإعلام المحلية من وجودها بهدف تصويرهم، وهو مشهد ذكّر المصريين بما يُعرف بظاهرة "المواطنين الشرفاء"، الذين تستأجرهم أجهزة الأمن لأداء مهام محددة.

وكان النائب مصطفى بكري قد علّق على الزيارة، في سلسلة من التغريدات على موقع "تويتر"، قائلاً "إن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لولي العهد السعودي في المطار هو أبلغ تعبير عن موقف مصر من المملكة، وقيادتها، ويحمل أكثر من دلالة، أولها الرد على حملة الادعاءات والأكاذيب التي طاولت الأمير بن سلمان من قبل بعض الجهات السياسية والإعلامية التي تناصب المملكة العداء". وأضاف بكري أن "موقف مصر الثابت والمبدئي هو الذي أعلنه السيسي بشأن الاتهامات المتعلقة بقضية مقتل خاشقجي، ومحاولات تسييس القضية التي لا تزال جارية"، مشدداً على دعم بلاده للرياض "في مواجهة التحركات المشبوهة التي تسعى إلى تدويل القضية، بما يمثل اعتداءً على سيادة الدولة السعودية، وحقها في محاكمة مواطنيها".