قد يظن المرء لوهلة، عند ذكر اسم "نهر البارد"، أنه مخيم اللاجئين الفلسطينيين الذي يقع في شمال لبنان، أو ما بقي منه. مع ذلك فإن حي "نهر البارد" أو ما يُسمى بـ"حي النصر" الذي يقع في الجنوب الغربي لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يتشابه في أشياء كثيرة مع المخيم المذكور.
نهر البارد، والذي يضم قُرابة المائة من السكان ما بين شيوخ ونساء وأطفال وشباب، يزيد عُمره عن القرن، وهو عبارة عن مجموعة منازل بدائية متجاورة من الحجارة والزينكو والنايلون والأسبست، تفصلها طرقات ضيقة رملية، يلعب فيها الأطفال، وتمر فيها بعض العربات التي تجرها البهائم، من حين إلى آخر.
حي النصر أو نهر البارد، منطقة سكنية عشوائية تقع خلف إحدى المقابر الأثرية القديمة في مدينة خانيونس، بجوار مكب النفايات في المدينة، وما زال ساكنوه يشعرون بالأمان لما يربطهم من علاقات وثيقة، رغم صعوبة العيش في هذا المكان، وافتقاره للرعاية الصحية والكهرباء والمياه.
يقول الثمانيني سكافي شاه: "جئت الى هذا الحي بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة منذ قرابة تسعة أعوام. كانت هذه المنطقة مكباً للنفايات. ورغم أنّ مكب النفايات مازال موجوداً بجوار منازلنا، إلا أننا استطعنا العيش والتأقلم في هذا المكان".
من جهتها، تقول أم فارس الحصري: "هذه أراض حكومية نقيم فيها لعدم وجود مساكن تأوينا، وذلك رغم حرارة الشمس وصقيع الشتاء". أما فاطمة النجار فتقول: "جميع سكان المكان هنا كأنهم عائلة واحدة في المسّرات والمناسبات والأحزان".
ذات صلة
