تسببت نهاية مسلسل "ضد مجهول" للفنانة المصرية غادة عبد الرازق في جدل كبير بالأردن، بعد أن استعان مخرج العمل طارق رفعت بمشهد يشابه مشهد إعدام تنظيم "داعش" الإرهابي الطيار الأردني، النقيب معاذ الكساسبة.
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، بتحميل مخرج المسلسل، طارق رفعت، وكاتبه، أيمن سلامة، المسؤولية الكاملة عن هذا الأمر، وليس بطلته، غادة عبد الرازق، وحدها، حيث تظهر الأخيرة في نهاية المسلسل، وهي تقوم بإحراق مغتصب ابنتها وقاتلها، كما أحرق "داعش" الطيار الكساسبة في فبراير/شباط 2015، واتهمت بالإساءة له، وأنها ساوت، في هذه النهاية، بين شهيد ومجرم اغتصب قاصراً وقتلها من دون رحمة.
وطالب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي عائلة الطيار الأردني بمقاضاة غادة عبد الرازق، فيما اعتبر آخرون اقتباس طريقة الإعدام في المسلسل بهذه الطريقة إفلاسا لدى المخرج، ومحاولة إثارة الجدل، كون المسلسل لم يحقق النجاح المتوقّع، حيث تنتقم من مغتصب ابنتها وقاتلها على طريقة "داعش"، فتختطف ندى التي تؤدي دورها عبدالرازق القاتل حمدي، وتقتاده إلى الصحراء، وهو يرتدي بزّة برتقالية تشبه التي ظهر بها الطيار الأردني، فتضعه في قفص وتحرقه، بطريقة مشابهة للتي أعدم بها "داعش" الطيار الكساسبة.
وطالبت أوساط في الساحة الأردنية، أسرة المسلسل بتقديم اعتذار رسمي للأردن بعد المشهد الذي مس الأردنيين جميعا، ووضع الشهيد الكساسبة في مكانٍ لا تجوز المقارنة فيه، مناشدين نقابة الفنانين المصريين بتوضيح المشهد، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المعنيين بالموضوع.
ونفى مصدر مقرب من عائلة الطيار الكساسبة لـ"العربي الجديد" نية العائلة مقاضاة المسلسل، وقال إن الجمهور العربي أنصف البطل الكساسبة، وأن رفع قضية قد يرفع أسهم المسلسل والفنانة التي استغلت البطل الكساسبة في ترويح مسلسلها.
وكانت عائلة الطيار الأردني قد أقامت دعوى قضائية قبل عامين ضد مسلسل "غرابيب سود" الذي عرض على شاشة "mbc"، بسبب مشهد الطيار الذي كان يقصف تنظيم "داعش"، فيتم إسقاط طائرته وإحراقه، واعتبر المشهد مسيئاً للطيار الأردني، وطالبوا الحكومة الأردنية بالتدخل لوقف عرض المسلسل.
ونفت الفنانة المصرية غادة عبدالرازق تقليدها واقعة مقتل الطيار معاذ الكساسبة، على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، في مشهد انتقامها من مغتصب ابنتها في مسلسل "ضد مجهول". وصرحت بأن "الجرائم التي ارتكبتها جماعة داعش بهذا الشكل كثيرة وبشعة ولم تقتصر على معاذ الكساسبة، ووجود تشابه في الأمر جاء من قبيل الصدفة".
وأضافت: "اخترت الحرق لمغتصب ابنتي حتى أشفي غليلي، وأرى المغتصب يموت حرقًا، فقد حرق قلبي على ابنتي، وكان يجب أن يشرب من نفس الكأس".
في السياق ذاته، تحدث أيمن سلامة مؤلف العمل قائلًا: "بأمانة شديدة، لم تكن حادثة مقتل الطيار الأردني على يد داعش في ذهني أثناء كتابة المسلسل، وكانت وسائل الانتقام من المغتصب متعددة، لكن غادة عبدالرازق اختارت القتل حرقًا، وقالت إنها تضع نفسها مكان الأم، وترى أنه من الإنصاف أن تشاهد الأم مغتصب ابنتها، وهو يموت حرقًا".
وأضاف: "ارتكب داعش جرائم كثيرة بهذا الشكل، ولم تقتصر على الطيار الأردني، فالهدف من المسلسل تحريك أعضاء مجلس النواب للوقوف ضد قرار قيد القضايا ضد مجهول، لأن هذا التصرف يدفع الضحايا إلى الانتقام وأخذ الحق بعيدًا عن القانون".
Facebook Post |
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|