نهاية الحصان الأسود الأوروبي: أتلتيكو مدريد سقط

25 يناير 2018
أتلتيكو مدريد خسر ثلاثة ألقاب حتى الآن (العربي الجديد)
+ الخط -

سقط "الحصان الأسود" وانتهت حكاية أتلتيكو مدريد مرعب الخصوم. الحصان الأسود الذي لطالما أحرج الكبار في أوروبا وإسبانيا، فاز بالقليل لكنه كسب احترام الجميع لسبب واحد وهو القتال على أرض الملعب من أجل تحقيق الأحلام المستحيلة. نجح في تحقيق بعضها وفشل في البعض الآخر وها هي نهاية كل شيء في منتصف موسم 2017-2018.

أتلتيكو المقاتل
في السنوات الأخيرة أرعب برشلونة وريال مدريد في إسبانيا وأنهى المنافسة التقليدية وتُوج بلقب الدوري في عام 2014. لم يكتفِ بذلك بل قرر الإطاحة بأندية أوروبا أيضاً، وأكثر من ذلك المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في أعوام (2014 و2016).

"الحصان الأسود" ضم لاعبين قاتلوا على أرض الملعب من أجل تحقيق أي فوز ومن خلفهم مدرب اسمه دييغو سيميوني الذي لطالما صرخ من المنطقة الفنية ومنح هؤلاء اللاعبين كل الدعم لتحقيق المستحيل. المنافسة ومزاحمة الكبار مهما كان حجمهم هي سمة "الروخيبلانكوس" في السنوات الأخيرة، فمن يكسر شوكة برشلونة وريال مدريد المُدججان بالأسماء الكبيرة، فهو حتماً بطل لا يُستهان به.

في موسم 2013-2014، خطف لقب الدوري من قلب ملعب "كامب نو"، وأمام جماهير برشلونة، أنهى المباراة الأخيرة له في الدوري بالتعادل (1 – 1) متصدرا الترتيب برصيد 90 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن النادي "الكتالوني الذي كان يملك آنذاك 87 نقطة، والذي احتاج إلى ثلاث نقاط فقط لضمان التتويج بسبب فارق الأهداف.

وفي الموسم نفسه وصل "الأتلتي" إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في مواجهة ريال مدريد. تقدم بالهدف الأول حتى الدقيقة 92 عندما سجل راموس هدفاً أعاد كل شيء إلى الصفر، ليُسجل النادي "الملكي" ثلاثة أهداف في الأشواط الإضافية ويقضي على حلم الفريق بلقب بطل أوروبا.

أما في موسم 2012-2013، فتُوج أتلتيكو بلقب كأس ملك إسبانيا بعد أن هزم ريال مدريد (2 – 1) بعد التمديد للأشواط الإضافية، ومنذ ذلك الحين أعلن نفسه مرشحاً قوياً لجميع الألقاب بسبب ما قدمه على أرض الملعب بقيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. وتوج في عام 2014 بلقب كأس "السوبر" الإسباني متفوقاً على ريال مدريد (2 – 1) أيضاً.

وفي عام 2016، وصل أتلتيكو مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لمواجهة ريال مدريد مجدداً، لكن الفريق المعروف بحظه العاثر سقط مجدداً وهذه المرة بركلات الترجيح، ولم ينجح في اعتلاء عرش كرة القدم الأوروبية بعد أن نال الفرصة الثانية. هذا ولا يمكن إغفال تتويج أتلتيكو بلقب الدوري الأوروبي أعوام 2010 و2012، وألقاب "السوبر" الأوروبي أعوام 2010 و2012.

سقوط الحصان الأسود
يُمنح لقب "الحصان الأسود" للشخص الذي لا يملك إمكانيات كبيرة مقارنة بخصومه ولكنه يفاجئ الجميع بنتائج باهرة ويُحقق انتصارات مُدوية، وباختصار هذا هو أتلتيكو مدريد منذ عام 2009 حتى بداية عام 2018، تسع سنوات قدم فيها "الروخيبلانكوس" كل ما يملك من أجل صناعة الأحلام، ولكن لكل شيء نهاية.

منذ بداية موسم 2017-2018، بدا واضحاً أن أتلتيكو مدريد لن يكون بإمكانه المنافسة على لقب الدوري، والآن وصل فارق النقاط مع برشلونة إلى 11 نقطة وهو فارق كبير من الصعب تعويضه في ظل الأداء القوي الذي يقدمه النادي "الكتالوني". وباحتلال أتلتيكو المركز الثاني في الترتيب وبهذا الفارق من النقاط، فإن فرصة المنافسة على لقب الدوري باتت في غاية الصعوبة والتعقيد، وهو الأمر الذي ينهي عملياً أحلام الفريق بلقب "الليغا" هذا الموسم. 

وفي الخامس من شهر كانون الأول/ ديسمبر، تعادل أتلتيكو مع تشيلسي الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا وودع المسابقة باكراً وانتهى حلمه بالمنافسة على أكبر ألقاب أوروبا في عام 2018. وها هو بالأمس يودع مسابقة كأس ملك إسبانيا ويودع باكراً ويخسر لقبه الثالث في موسم 2017-2018.

خسر "الأتلتي" ثلاثة ألقاب في منتصف الموسم فقط، ويتبقى له الآن المنافسة على لقب الدوري الأوروبي الذي تأهل إليه بعد حلوله ثالثاً في دوري الأبطال، ومن يعرف فقد يُعوض هذا اللقب كل هذا السقوط المتوالي، فهو الفريق الخبير في هذه البطولة بلقبين أعوام 2010 و2012.

المساهمون