نهاية "أنصار الشريعة"... ذريعة حفتر لقيادة الثورة المضادة في ليبيا

11 يوليو 2017
ضابطان إيطاليان يحملان راية التنظيم بمؤتمر عن الإرهاب(فرانس برس)
+ الخط -
يعتقد الخبير العسكري الليبي، العميد إدريس بوقويطين، أن خسارة تنظيم أنصار الشريعة قائديه المؤسسين، محمد الزهاوي، في سبتمبر/أيلول 2014، وناصر الطرشاني، في يوليو/تموز 2017، يعد بمثابة شهادة وفاة حقيقية للتنظيم المتطرف الذي ولد في مايو/أيار من عام 2012 وأعلن حلّ نفسه في الشهر ذاته، ولكن من عام 2017، بعد عزلة عاشها أفراده إثر رفض تنظيمات إسلامية عديدة التحالف معه، وعلى رأسها سرايا الدفاع عن بنغازي التي أبدى قادتها تذمراً من ممارسات أنصار الشريعة، ما دفعهم إلى النأي عن التحالف مع التنظيم أو الارتباط بشراكة سياسية أو عسكرية معه، وفقاً لما أكده القيادي في السرايا زياد بلعم.

كيف تكوّن التنظيم؟

تأسس تنظيم أنصار الشريعة بعد الانفصال عن سرايا راف الله السحاتي التي شاركت قيادات التنظيم في تأسيسها، وعلى رأسهم محمد علي الزهاوي، وناصر الطرشاوي المكنى بأبو خالد المدني، والذي كان عضواً بارزاً في اللجنة الشرعية للتنظيم ثم تولى رئاستها، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة عادل الطلحي، والذي لفت إلى فعالية "الملتقى الأول لنصرة الشريعة" والذي حضرته العديد من الكتائب الإسلامية في إحدى ضواحي مدينة بنغازي شرقي ليبيا، والتي شهدت الإعلان الأول لولادة التنظيم في مايو من عام 2012، فيما دخل التنظيم في معارك عسكرية عديدة مع قوى الثورة الليبية، من أبرزها ما جرى في يوليو 2013 بعد أن وقع اشتباك مسلح بين قوات التنظيم وكتيبة شهداء الزاوية التابعة للجيش الليبي داخل مدينة سرت المطلة على ساحل المتوسط، الأمر الذي خلق فجوة بينه وبين المواطنين، كما يقول العميد بوقويطين.

وفي محاولة للتقرب إلى الليبيين، أسس التنظيم جناحاً دعوياً وخيرياً يوزع المساعدات على المحتاجين، بالإضافة إلى تنظيف الشوارع وتنظيم السير على مداخل المدن التي يوجدون فيها، وقام بمصادرة الكحول والمخدرات، وفق ما أعلنه التنظيم عبر ما كان يعرف بمؤسسة الراية للإنتاج الإعلامي التي كانت تنقل أخبار التنظيم والذي لم يعترف بمؤسسات الدولة واعتبرها غير شرعية، كما رفض الانتخابات باعتبارها وسيلة للتداول السلمي للسلطة، بالإضافة إلى رفض رفع علم الدولة الليبية، والذي استبدله براية خاصة به، الأمر الذي جعله أداة تخريبية استخدمتها بعض الدول في المنطقة والإقليم لأهداف تدمير ثورة 17 فبراير، كما يقول الناشط السياسي في مدينة أجدابيا شرقي ليبيا، علي احواس.


أخطر العمليات الإرهابية

في 11 سبتمبر/أيلول من 2012 هاجم مسلحون أعلنت الولايات المتحدة الأميركية انتماءهم إلى التنظيم، القنصلية الأميركية في بنغازي ما أسفر عن مقتل السفير الأميركي، كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أميركيين آخرين، الأمر الذي أدى إلى تظاهرات متوالية من قبل أهالي بنغازي الرافضين لما فعله أعضاء التنظيم، والذين طردوا عناصر أنصار الشريعة من مبنى تابع للأمن في وسط المدينة، فيما قامت قوات الأمن الليبية بالسيطرة على عدة مواقع تابعة للتنظيم في بنغازي، كما يقول الخبير العسكري بوقويطين.

وأسس التنظيم فرعين خارج مدينة بنغازي، هما أنصار الشريعة في سرت الذي تم الإعلان عنه في يونيو/حزيران من عام 2013 بعد إلغاء اللجنة الأمنية في مدينة سرت وانضمامها لأنصار الشريعة وتغيير اسمها إلى (أنصار الشريعة سرت) وكان آمر الفرع وقتها أحمد علي التير، بينما تأسس فرع أنصار الشريعة في مدينة أجدابيا في 4 أغسطس/آب من عام 2013، بحسب ما أكده الناشط علي احواس.

وشهد العاشر من يناير/كانون الثاني 2014 إعلان الولايات المتحدة الأميركية إدراج التنظيم في بنغازي ودرنة على قائمة الإرهاب بموجب القانون الأميركي، بينما أدرج مجلس الأمن الدولي، تنظيم أنصار الشريعة على قائمته للمنظمات الإرهابية، في نوفمبر/تشرين الثاني بعد طلب تقدمت به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لإدراج التنظيم على القائمة السوداء.


مصير مَن تبقى من أعضاء أنصار الشريعة

يتفق الخبير العسكري بوقويطين والباحث الطلحي في أن كثيراً من منتسبي التنظيم غادروا ليبيا من أجل الالتحاق بداعش في العراق وسورية ولم يبق منهم إلا القليل في ليبيا، وهؤلاء يخشى الخبيران أنهم قد يشكلون ذئاباً منفردة وخلايا نائمة، فيما يؤكدان انتهاء التأثير السياسي للتنظيم ودوره على الأرض.

ويرى بوقويطين أن إعلان تنظيم أنصار الشريعة، حل نفسه يصب في مصلحة ليبيا، في حال كانت القوى الكبرى والدول الإقليمية والعربية تعمل فعلاً على محاربة الإرهاب، والذي يستغله الجنرال حفتر لشرعنة تحركه الانقلابي واستهداف خصومه السياسيين.