نهائي أبطال أفريقيا.. القمة الكبيرة بين الأهلي والترجي

02 نوفمبر 2018
سباق مثير بين الفريقين يتجدد اليوم (صلاح حبيب/فرانس برس)
+ الخط -
تُعد قمة برج العرب بمثابة "الشوط الأول" في تحديد هوية الفريق العربي المنتظر حصوله على اللقب القاري الكبير، إذ يلتقي الفريقان مجددا في رادس بالعاصمة تونس خلال جولة الإياب، على أن يقام "الشوط الثاني" في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وكان آخر نهائي جمع بين الأهلي والترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا قد جرى في عام 2012 حين كان حسام البدري ونبيل معلول يقودان الفريقين، ووقتها تعادلا في برج العرب 1-1 ذهابا ونجح الأهلي في الفوز إيابا 2-1 وتوج بطلا في رادس.

وسبق أن التقى الفريقان وجها لوجه في النسخة الجارية، حينما أوقعت القرعة الأهلي والترجي في مجموعة واحدة خلال الدور ثمن النهائي "مرحلة المجموعات" وتعادلا سلبيا في برج العرب، ثم فاز الأهلي على الترجي في رادس بهدف وليد أزارو وتأهلا معا للدور ربع النهائي.

ويدخل الأهلي والترجي المواجهة وكلاهما يبحث عن حلم طال انتظاره، فالترجي توج آخر مرة بطلا عام 2011، فيما توج الأهلي بطلا لآخر مرة عام 2013.

ويقود الأهلي في اللقاء باتريس كارتيرون، الذي تسلم المهمة في آخر 4 مباريات من مرحلة المجموعات ثم قاد "الشياطين الحمر" لتجاوز عقبتي حوريا الغيني ووفاق سطيف الجزائري في دور الثمانية والأربعة قبل الوصول إلى النهائي، فيما يقود الترجي المدير الفني المؤقت معين الشعباني، الذي تسلم المهمة خلفا لخالد بن يحيى أخيرا، وتأهل الفريق التونسي في مرحلتي الثمانية والأربعة على حساب الثنائي النجم الساحلي التونسي وبريميرو أوغستو الأنغولي على الترتيب.

ويراهن الأهلي على طريقة 4-2-3-1 المفضلة لديه منذ تولي كارتيرون المسؤولية وفيها يجرى الاعتماد على وجود وليد أزارو كرأس حربة صريح ومن خلفه وليد سليمان صانع الألعاب المخضرم الذي يمنحه المدرب الفرنسي حرية كاملة في منطقة الوسط للاستفادة من مهاراته وخبراته وتسديداته وقدرته على صناعة الأهداف وتسجيلها، إلى جانب قوة أخرى مثل إسلام محارب وأحمد حمودي الجناحين وعمرو السولية وحسام عاشور محوري الارتكاز، إلى جانب الثنائي ساليف كوليبالي المحترف المالي وسعد سمير قلبي الدفاع ومن خلفهما يظهر محمد الشناوي حارسا أساسيا وبديله الأول شريف إكرامي.

ويراهن المدير الفني الشاب بشكل كبير على خبرات طه ياسين الخنيسي هداف المنتخب التونسي وزميله الجزائري يوسف بلايلي في قيادة الهجوم، بالإضافة إلى بديلهما المخضرم هيثم الجويني الذي خاض تجارب احترافية في أوروبا، وهو بديل قوي يظهر على فترات في المباريات الصعبة للترجي.

إلى جانب الوفرة العددية في نجوم الوسط، مثل الثنائي المحترف في صفوف الترجي وهما كوليبالي وفرانك كوم إلى جانب جيلان شعلالي محور الارتكاز المخضرم وأحد أفضل لاعبي الوسط في تونس بشكل عام، وأنيس البدري وسعد بقير وهما من الموهوبين وصاحبا حلول فردية يعتمد عليها المدرب معين الشعباني من وقت إلى آخر وفقا لقوة المنافس، خاصة في مبارياته التي يخوضها داخل ملعبه في رادس، إلى جانب قوة الدفاع الذي يضم لاعبين أصحاب خبرات مثل سامح الدربالي وشمس الدين الزوادي وخلفهما الحارس رامي الجريدي الذي برز بشدة في موقعتي الترجي أمام النجم الساحلي ثم بريميرو دي أغستو الأنغولي.

وتتباين ظروف الفريقين في برج العرب قبل اللقاء، فالأهلي يدخل المواجهة وهو يعاني من تراجع لافت في النتائج والمستوى في مبارياته المحلية والعربية، وأبرزها خسارته أمام الاتحاد السكندري 3-4 في الدوري المحلي، فيما حقق الترجي أخيرا أول فوز له في الدوري التونسي بعد غياب دام أكثر من شهر في دفعة معنوية كبيرة للاعبيه.

في المقابل، يعيش الترجي هدوءاً كبيرا مع معين الشعباني الذي احتوى مشكلات بالجملة، ومنها إقناع يوسف بلايلي الجزائري بالبقاء مع الفريق لنهاية الموسم، وغلق صفحة الرحيل في يناير/ كانون الثاني/ المقبل خلال الميركاتو الشتوي، وكذلك شمس الدين الزوادي قلب دفاع الفريق، وهو ما أضفى استقراراً واضحاً داخل أروقة الترجي في الساعات الأخيرة قبل النهائي الأفريقي.

ومن جانبه، يرى باتريس كارتيرون المدير الفني للأهلي أن مواجهة الترجي في النهائي لن تكون سهلة كما كان الحال في مرحلة المجموعات، مشيرا إلى أنه يأمل حسم اللقب في برج العرب.

وقال كارتيرون: "نظريا التتويج سيجرى في رادس، ولكننا ننظر إلى الشوط الأول في برج العرب ويمكن أن نحسم خلاله كل شيء، إذا ما حققنا فوزا كبيرا لا يقل عن فارق 3 أهداف، وهو رقم كبير ويمكن أن نحققه إذا ما حالفنا التوفيق في الفرص، ويخفف تماما الضغوط من اللاعبين في جولة الإياب، ولدينا تجربة في ملعب سطيف أخيرا، فالفوز الذي حققناه على الوفاق 2-0 في الذهاب لم يكن كافيا وعانينا عصبيا وخسرنا 1-2 في الإياب، وكانت كل الأمور معلقة في أرضية الملعب لآخر دقيقة من اللقاء وهو سيناريو لا نريد تكراره".

ويرى معين الشعباني، المدير الفني للترجي، أن الحصول على اللقب القاري بات مسؤولية هذا الجيل من اللاعبين لديه في ظل احتفال الترجي بالمئوية الأولى لتأسيسه كناد يملك تاريخا كبيرا وضعه في مقدمة كبرى الأندية العربية والأفريقية.

وقال الشعباني: "الروح المعنوية لدى اللاعبين في أفضل حال، ولن نسمح بتكرار سيناريو المجموعات أو النسخة الماضية عندما خسرنا في رادس، الأهلي فريق قوي، ونعلم كل مصادر خطورته ولدى اللاعبين صورة كاملة عن نقاط ضعفه وكيفية تحقيق نتيجة إيجابية، وكل ما أتمناه أن يكون التوفيق مع المهاجمين في اللقاء، وأن نسجل في برج العرب وسيكون لهذا دور كبير في اقتراب الترجي من حسم لقب بطل دوري الأبطال، خاصة أن الإياب في رادس لن يكون مثل 2012 أو 2017 أو 2018 في المجموعات بل مباراة "عُمر" أخرى لهذا الجيل لاستعادة هيبة الترجي في لقاءاته ضد الأهلي ببطولات الأندية الأفريقية".

المساهمون