نقّاد وفنانون: 45 مسلسلاً مصرياً غيّبت الواقع واستفزّت المشاهدين

03 اغسطس 2014
مشهد من مسلسل "سجن النسا"
+ الخط -
كَثُرت المسلسلات الرمضانيّة في موسم 2014 وتعدّدت آراء المشاهدين إزاءها، لكنّها تكاد تُجمع على موقف واحد: لقد تمّ تركيز العمل على إظهار الملابس والإكسسوارات والديكور الفخم، وهو أمرٌ لا نجده إلا لدى شرائح معيّنة في المجتمع المصري، ولم تعالج المسلسلات قضايا واقعية، تُجسّد معاناة الشعب المصري.

على سبيل المثال جاء مسلسل "السيّدة الأولى"، من بطولة  الفنانة غادة عبد الرازق، مخاطباً الطبقة الأرستقراطية. فارتدت غادة، كعادتها، ملابس باهظة الثمن وأكسسوارات من أفخم الماركات. أما ديكور مسلسل "كلام على ورق"، من بطولة الفنانة هيفا وهبي، فسِمَتُه الواضحة هي الإبهارالذي ربطه المشاهدون بحالة شبيهة استفزّت الجمهور في مسلسل "حكاية حياة".

يُذكر أنّ هذين العملين للمخرج المصري محمد سامي، الذي يفوق اهتمامه بالديكور في إنتاجاته اهتمامه بقصّة المسلسل.

بعيداً عن الإبهار في الديكور والملابس، لم تمسّ الدراما شيئاً من أوجاع المجتمع المصري، من أحوال ساكني العشوائيات الذين يعانون ظروفاً معيشية صعبة للغاية. فالشعب المصري، في معظمه، مهموم لا تأتيه الضحكة إلا بالكاد. رغم ذلك خلت المسلسلات من أيّ حديث عن المشكلات التي تُهمّ الشرائح المجتمعية المصرية الكُبرى.

الناقد المصري لويس جريس قال لـ"العربي الجديد": "بالفعل شاهدتُ بعض المسلسلات ولم أشعر بمصريّتها، فإمّا أن يكون العمل ضمن إطار كوميدي، خالياً تماماً من الحديث عن أي قضايا عامة، وما أكثرها في مصر الآن، كمسلسل "فيفا أطاطا" للفنان محمد سعد، أو أن يأتي في نطاق أعمال فرضت على صنّاعها عنصرَ الإبهار، مثل مسلسل "السيدة الأولى" الذي كان لا بدّ أن ترتدي بطلته أفخم الملابس، لأنّها تجسد شخصية زوجة رئيس جمهورية".

وأضاف: "هنا لا أتحدث عن الملابس والإكسسوارات، لكن عن القضايا الاجتماعية المغيّبة، التي يفترض أن تُلهم ملفَّ المسلسل ككلّ، وكاتبه خصوصاً، حتّى يصل العمل إلى الجمهور بسلاسة وسهولة، لكن هذا لم يحدث ولم نلمسه في معظم الأعمال".

وقالت الفنانة المصرية سميرة أحمد لـ"العربي الجديد": "بالفعل لاحظتُ انفصال معظم المسلسلات عن الواقع، لكنّ مسلسل "سجن النسا" جاء واقعياً، محاكياً هموم المرأة المصرية بشكل كبير، وهذا العمل لا بدّ أن يحصد جوائزاً، تقديراً لمجهود صُنّاعه"، وأضافت "أُناشد مؤلّفي مصر النزول إلى الأحياء الفقيرة والحديث مع البسطاء عن آلامهم وهمومهم، فتلك هي القصص الحقيقية التي يمكن أن تجذب الجمهور بالفعل".

لكنّ الفنان والمنتج سامي العدل اعترض قائلاً: "الدراما المصرية تشكّلت هذا العام من 45 مسلسلاً، وهناك أعمال ناقشت الفقر والمهمّشين مثل مسلسل "ابن حلال" للفنان محمد رمضان، وهناك أعمال أخرى حاكت الطبقات الراقية مثل "السيّدة الأولى" و"حلاوة الروح" وتفاوت مسلسل "تفاحة آدم" في الحديث عن كلّ الطبقات".

وفي رأي العدل "لا يوجد إنتاج موجّه إلى طبقة ما، فنسبة مشاهدة مسلسل "ابن حلال" جاءت عالية جداً، وهو مسلسل رصد المهمّشين مثلاً".

أما الفنانة آثار الحكيم فقالت لـ"العربي الجديد": "بالفعل وجدتُ الدراما منفصلة عن الواقع، رغم أنّ الواقع الذي نعيشه، سواء في مصر أو العالم العربي كله، يُمكن أن يُشكّل مصدر أفكارٍ لكتابة مسلسلات بمضمون أغنى، وأنا ضدّ أن نركّز على الأوجاع فقط، لأنّ الدراما لا بدّ أن تحمل في جانب منها جزءاً ترفيهياً، لكن أن نغيب نهائياً عن الواقع فهذا شيء لا يُجدي".

وأضافت: "حتى لا تُظلم المسلسلات ككلّ، هناك تجارب تعبّر عن الواقع إلى حدّ ما، ومنها   "سجن النساء" الذي لم يتضمّن أيّ مبالغات درامية، وكذلك مسلسل "ابن حلال" الذي عبّر بشكل كبير عن الظلم الذي يتعرّض له الفقراء، ممن ليس لهم سند، وكذلك مسلسل "دلع البنات"، فقد حمل الكثير من الواقعية".

دلالات
المساهمون