في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المصريون، تعالت الدعوات لتعميم تجارب بدأت قبل سنوات بين الأشخاص محدودي الدخل، لمساعدة المرضى والمحتاجين على العلاج، من خلال تقديم دعم مالي لهم لتمكينهم من تحمّل نفقات العلاج.
ويقول أصحاب الدعوة التي بدأت تنتشر الآن عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "بدلاً من أن يحمل الزوار للمرضى الأطعمة والعصائر والفاكهة والشوكولاتة والورود، يمكنهم تقديم مساعدات مالية بدلاً من ذلك". ويشار إلى أن المساعدة المالية للمريض عادة قديمة لدى بعض العائلات المصرية، خصوصاً في الريف وبعض المناطق الشعبية. إلا أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة تدفع البعض إلى الدعوة إلى نشر هذه العادة، لا سيما في ظل ضعف قدرات الطبقة المتوسطة، وتفاقم معاناة الفقراء المرضى. وطالبت إحدى المصريات، من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بوضع المال في ظرف لدى زيارة المريض، بدلاً من الشوكولاتة والورود والفاكهة وغيرها، والتي قد تضر بصحته. أمرٌ أثار جدالاً في الشارع المصري ما بين مؤيد ومعارض. ويؤكد البعض أن المال قد يكون حاجة للمرضى الفقراء، على عكس الأغنياء.
من جهته، يقول محمد فريد، وهو موظف، إن الفكرة موجودة إلى حد ما في بعض المصالح الحكومية سواء القطاع العام أو الخاص. ويقوم عدد من الموظفين بجمع مبلغ من المال وإعطائه إلى زميل لهم، خصوصاً إذا كان مريضاً. وفي بعض الأحيان، تكتب أسماء الأشخاص الذين ساهموا في هذا المبلغ، ما يعكس التكافل الاجتماعي بين الناس. ويوضح محمود خطاب، وهو صاحب شركة، أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الناس جعلت جمع الأموال للمريض أمراً صعباً. حتى إن البعض يزورون المرضى من دون تقديم أي شيء لهم. في المقابل، يفضّل آخرون تقديم الفاكهة أو العصائر.
اقــرأ أيضاً
من جهته، يرى مصطفى مهدي، وهو تاجر، أنّه يجب مساعدة الفقراء بالمال. لكن الأمر مرفوض بالنسبة للأغنياء الذين يفضلون الهدايا الثمينة. هؤلاء يعتبرون أن تقديم المال لهم إساءة في حقهم، خصوصاً إذ كانوا قادرين مادياً على تأمين تكاليف العلاج.
في السياق، يقول إمام أحد المساجد، ويدعى عبد الناصر محمد: "فكرة تقديم المال للمريض جيدة، لكن يستحسن أن يشارك في ذلك عدد من أفراد الأسرة أو الأقارب أو الأصدقاء". ويرى البعض أنّ ذلك قد يسبب الخجل لأسرة المريض أو المريض نفسه، خصوصاً في القرى. في المقابل، يكتفي البعض بنسب بسيطة جداً لا تتجاوز 50 (أقل من ثلاثة دولارات) إلى 100 جنيه للمريض.
ويوضح سيد جمال وهو مدرّس، أن زيارة المريض في المستشفى تفرض على الزائر إحضار شيء ما، وهذا واجب. كما أنه إحضار شيء للمريض بادرة إيجابية تساهم في إدخال السعادة إلى قلبه سواء أكان طفلاً أم رجلاً أم امرأة. أما بالنسبة للهدايا، فتختلف من شخص إلى آخر. وجمع الأموال عادة موجودة في الأفراح وبكثرة. يجمع صاحب الفرح المال خلال حفل الزفاف، خصوصاً في القرى والأرياف، ويتباهى بما جمعه، لكن هذه العادة تكاد تكون معدومة في حال المرض، على الرغم من أن بعض المرضى في حاجة ماسة إلى المال لشراء الأدوية، خصوصاً إذا كانوا يعانون أمراضاً مزمنة. ويطالب رجال الدين في المساجد والكنائس ومقدمو البرامج التلفزيونية بتعميم "تقديم المال" للمريض، بدلاً من الفاكهة والحلويات التي ربما تؤدي إلى تدهور صحة المريض.
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، تقول أستاذة علم الاجتماع والباحثة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فادية أبو شهبة: "الفكرة جيدة وتحتاج إلى توعية إعلامية في المقام الأول لتغيير السلوك حيال المرضى، خصوصاً الأسر الفقيرة والمتوسطة وقد تحولت نفقة العلاج إلى عبء كبير عليها، خصوصاً إذا كان العلاج مكلفاً". تضيف أن هذا عادة قديمة بالنسبة للعائلات، وكان الميسورون يتولون مساعدة المرضى الفقراء، أو يتعاون الأشقاء في دعم شقيقهم أو شقيقتهم المريضة. لكن يجب توسيع الدائرة، وأن تكون هناك توعية بهذا الأمر، سواء بالنسبة لزائري المريض أو المريض نفسه، الذي يجب ألا يشعر بخجل حين يحصل على دعم مالي.
ويقول أصحاب الدعوة التي بدأت تنتشر الآن عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "بدلاً من أن يحمل الزوار للمرضى الأطعمة والعصائر والفاكهة والشوكولاتة والورود، يمكنهم تقديم مساعدات مالية بدلاً من ذلك". ويشار إلى أن المساعدة المالية للمريض عادة قديمة لدى بعض العائلات المصرية، خصوصاً في الريف وبعض المناطق الشعبية. إلا أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة تدفع البعض إلى الدعوة إلى نشر هذه العادة، لا سيما في ظل ضعف قدرات الطبقة المتوسطة، وتفاقم معاناة الفقراء المرضى. وطالبت إحدى المصريات، من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بوضع المال في ظرف لدى زيارة المريض، بدلاً من الشوكولاتة والورود والفاكهة وغيرها، والتي قد تضر بصحته. أمرٌ أثار جدالاً في الشارع المصري ما بين مؤيد ومعارض. ويؤكد البعض أن المال قد يكون حاجة للمرضى الفقراء، على عكس الأغنياء.
من جهته، يقول محمد فريد، وهو موظف، إن الفكرة موجودة إلى حد ما في بعض المصالح الحكومية سواء القطاع العام أو الخاص. ويقوم عدد من الموظفين بجمع مبلغ من المال وإعطائه إلى زميل لهم، خصوصاً إذا كان مريضاً. وفي بعض الأحيان، تكتب أسماء الأشخاص الذين ساهموا في هذا المبلغ، ما يعكس التكافل الاجتماعي بين الناس. ويوضح محمود خطاب، وهو صاحب شركة، أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الناس جعلت جمع الأموال للمريض أمراً صعباً. حتى إن البعض يزورون المرضى من دون تقديم أي شيء لهم. في المقابل، يفضّل آخرون تقديم الفاكهة أو العصائر.
من جهته، يرى مصطفى مهدي، وهو تاجر، أنّه يجب مساعدة الفقراء بالمال. لكن الأمر مرفوض بالنسبة للأغنياء الذين يفضلون الهدايا الثمينة. هؤلاء يعتبرون أن تقديم المال لهم إساءة في حقهم، خصوصاً إذ كانوا قادرين مادياً على تأمين تكاليف العلاج.
في السياق، يقول إمام أحد المساجد، ويدعى عبد الناصر محمد: "فكرة تقديم المال للمريض جيدة، لكن يستحسن أن يشارك في ذلك عدد من أفراد الأسرة أو الأقارب أو الأصدقاء". ويرى البعض أنّ ذلك قد يسبب الخجل لأسرة المريض أو المريض نفسه، خصوصاً في القرى. في المقابل، يكتفي البعض بنسب بسيطة جداً لا تتجاوز 50 (أقل من ثلاثة دولارات) إلى 100 جنيه للمريض.
ويوضح سيد جمال وهو مدرّس، أن زيارة المريض في المستشفى تفرض على الزائر إحضار شيء ما، وهذا واجب. كما أنه إحضار شيء للمريض بادرة إيجابية تساهم في إدخال السعادة إلى قلبه سواء أكان طفلاً أم رجلاً أم امرأة. أما بالنسبة للهدايا، فتختلف من شخص إلى آخر. وجمع الأموال عادة موجودة في الأفراح وبكثرة. يجمع صاحب الفرح المال خلال حفل الزفاف، خصوصاً في القرى والأرياف، ويتباهى بما جمعه، لكن هذه العادة تكاد تكون معدومة في حال المرض، على الرغم من أن بعض المرضى في حاجة ماسة إلى المال لشراء الأدوية، خصوصاً إذا كانوا يعانون أمراضاً مزمنة. ويطالب رجال الدين في المساجد والكنائس ومقدمو البرامج التلفزيونية بتعميم "تقديم المال" للمريض، بدلاً من الفاكهة والحلويات التي ربما تؤدي إلى تدهور صحة المريض.
إلى ذلك، تقول أستاذة علم الاجتماع والباحثة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فادية أبو شهبة: "الفكرة جيدة وتحتاج إلى توعية إعلامية في المقام الأول لتغيير السلوك حيال المرضى، خصوصاً الأسر الفقيرة والمتوسطة وقد تحولت نفقة العلاج إلى عبء كبير عليها، خصوصاً إذا كان العلاج مكلفاً". تضيف أن هذا عادة قديمة بالنسبة للعائلات، وكان الميسورون يتولون مساعدة المرضى الفقراء، أو يتعاون الأشقاء في دعم شقيقهم أو شقيقتهم المريضة. لكن يجب توسيع الدائرة، وأن تكون هناك توعية بهذا الأمر، سواء بالنسبة لزائري المريض أو المريض نفسه، الذي يجب ألا يشعر بخجل حين يحصل على دعم مالي.