واحتج مجلس نقابة الأطباء رسمياً على تصريحات رئيس الوزراء المصري، الذي قال إنّ "عدم انتظام بعض الأطباء كان سبباً في زيادة عدد الوفيات"، وقال المجلس، في بيان، إنّ "أطباء مصر، منذ بداية الجائحة، يقدمون أروع مثال للتضحية والعمل وسط ضغوط عظيمة في أماكن عملهم، بدءاً من العمل في ظروف صعبة ونقص معدات الوقاية في بعض المستشفيات، إلى الاعتداءات المستمرة على الأطقم الطبية على مسمع ومرأى من الجميع، ولم يصدر حتى قانون لتجريم الاعتداءات. كما هم يعملون في ظلّ تعسف إداري، ومنع الإجازات الوجوبية، الأمر الذي طالما طالبت بتعديله نقابة الأطباء في مخاطبات ولقاءات متكرّرة معكم، وكل ذلك وأطباء مصر صامدون في المستشفيات لحماية الوطن".
وطالبت النقابة رئيس الوزراء بالاعتذار والتراجع عن هذه التصريحات منعاً للفتنة.
ونشرت النقابة في بيان، مساء أمس الجمعة، عبر الصفحة الرسمية لها على موقع "فيسبوك"، ما أسمتها "قائمة شرف شهداء الأطباء بسبب جائحة كورونا"، والتي ضمت أسماء 93 طبيباً، وقالت إنّ عددهم يمثّل نسبة تقترب من 4 في المائة من إجمالي ضحايا فيروس كورونا في مصر، بالإضافة إلى 950 مصاباً في صفوف الأطباء، وهو عدد الأطباء الذين تقدموا للحصول على دعم النقابة حتى الآن، وليس العدد الحصري للمصابين من بين الأطباء.
وأعلنت النقابة تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان من المقرر عقده ظهر اليوم السبت، لأجل غير مسمى، ولأسباب قالت إنها "تقنية"، لكن مصادر داخل النقابة أكدت أن أعضاء مجلس النقابة منعوا من دخول المقر لعقد المؤتمر الصحافي، في ظل أجواء أمنية مشددة لمنع المؤتمر الذي كان مقررا أن يشهد ردًا على تصريحات رئيس الوزراء المصري التي وجه فيها اتهامات إلى الأطباء بالتقاعس.
Facebook Post |
وكانت النقابة العامة للأطباء المصريين قد أعلنت عقد المؤتمر الصحافى، لعرض تضحيات الأطباء وبطولاتهم فى مواجهة انتشار فيروس كورونا، واستعراض رؤية مجلس النقابة فى أزمة تكليف الأطباء الجدد الممتنعون عن التسجيل في النظام الجديد، ورؤية النقابة فى معايير الامتحان الموحد لمزاولة مهنة الطب.
وحتى مساء أمس الجمعة، أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية خروج 399 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 16737 حالة.
بينما سُجِّلت 1625 إصابة جديدة بالفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي الإصابات بالفيروس، حتى الجمعة، إلى 62755 إصابة، من ضمنهم 16737 متعافياً، خرجوا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، بالإضافة إلى 87 وفاة جديدة، ليرتفع عدد الوفيات بالفيروس إلى 2620 حالة.
ونشر عدد من الصيادلة المصريين قائمة بضحاياهم، جراء إصابتهم بفيروس كورونا، وعددهم 26 صيدلياً، وعلّقوا على المنشور الذي جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "تذكروهم أنتم وقدّروهم، لأن لا أحد يتذكرهم".
تجدر الإشارة إلى أنّ مصر تعاني نقصاً شديداً في أعداد الأطباء لديها، كما من هجرة الأطباء والكوادر الطبية منذ سنوات.
ويقدَّر عدد الأطباء في المستشفيات الحكومية والجامعية والخاصة في مصر بنحو 82 ألف طبيب من مختلف التخصّصات، من أصل 213 ألف طبيب مسجّلين، بنسبة 38 في المائة من القوى الأساسية المرخص لها بمزاولة المهنة، وفق دراسة أعدتها أمانات المستشفيات الجامعية، والمكتب الفني لوزارة الصحة المصرية، ومجموعة من الخبراء والمختصين حول أوضاع مهنة الطب البشري واحتياجات سوق العمل من الأطباء البشريين في مصر.
ويقدّر عدد الأطباء في وزارة الصحة وحدها بنحو 57 ألف طبيب، موزّعين على كل القطاعات الحكومية في الوزارة، ما بين طبيب تكليف أو ريف أو تخصّص، بينما العدد الأمثل لقطاعات وزارة الصحة هو 110 آلاف، أيّ إنّ هناك عجزاً قدره 53 ألف طبيب في الحكومة.
وحسب الدراسة نفسها، فإن 62 في المائة من الأطباء البشريين، إمّا يعملون خارج مصر أو استقالوا من العمل الحكومي أو حصلوا على إجازة.
وأضافت الدراسة أنّ هناك طبيباً واحداً مخصّصاً لـ1162 مواطناً، في حين أنّ المعدل العالمي هو طبيب لكل 434 فرداً، أو 8.6 أطباء لكل 10 آلاف مواطن، فيما المعدّلات العالمية هي 23 طبيباً لكل 10 آلاف مواطن.