قبل قرابة نصف عام، أثار التمثال النصفي لـ نفرتيتي الذي أُسدل عنه الستار في مدخل مدينة سمالوط المصرية، سخريةً ونقداً لاذعَين لاعتباره، آنذاك، تجسيداً مشوّهاً لملامح الملكة الفرعونية.
قبل أيام، جرى الإعلان عن النسخة الجديدة من التمثال، بعد إعادة نحته وترميمه من جديد، من قبل أستاذ في كلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا، هو جمال صدقي؛ ليواري به سوءات التمثال الذي سبقه، والذي تحوّل إلى محطّ تندّر لدى المصريين، حتى أن بعضهم أسماه "إله العار".
إثر تلك الحادثة، قرّرت وزارة الثقافة إزالة التمثال ووضع آخر بـ "مقاييس فن النحت الفرعوني". وكلّف وزير الثقافة آنذاك، عبد الواحد النبوي، قطاع الفنون التشكيلية وجهاز التنسيق الحضاري باستبدال تمثال نفرتيتي المشوه، بعد اتصاله بمحافظ المنيا لرفع التمثال وتجميل المنطقة، قبل وضع تمثال جديد بـ "مواصفات تتوافق وجماليات الفن المصري القديم".
كما قرّر محافظ المنيا السابق، الذي شهد إزاحة الستار عن التمثال القديم، إحالة جميع المسؤولين الفنيين في الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط إلى التحقيق.
لم يكن تمثال نفرتيتي هو الوحيد الذي تعرّض إلى التشويه، فشهد غيره تشويهاً مماثلاً، مثل تمثال للاعب رياضي، أُطلق عليه في مواقع التواصل الاجتماعي "قطونيل"، وهو موجود في مدخل مدينة الإسماعيلية. كما لحقهما أيضاً تمثال نصفي لعبّاس محمود العقاد، أُعيد ترميمه بنسخة مشوّهة أيضاً.
اللافت في الأمر، أن وزارة الثقافة لم تُعر اهتماماً سوى لتمثال نفرتيتي، فأصدرت بياناً يستنكر وجوده بهذا الشكل، وطالبت بتغييره، في وقتٍ تجاهلت فيه أعمالاً نحتية أخرى شكّلت مصدراً للتهكّم والسّخط، مثل تمثال نُصب في مطار القاهرة الذي يجسّد امرأةً منحوتة من الغرانيت الأسود، ويدها فقط من اللون الذهبي، إضافة إلى آخر عُرف بـ "تمثال سونيا" في مدينة سفاجا على ساحل البحر الأحمر، وهو يفترض أنه تمثال لعروس بحر.
العمل الوحيد الذي جرى تعديله و"إنقاذه" من هذا التشويه، إلى جانب منحوتة نفرتيتي، كان تمثال العقّاد، بعد اعتراض مجموعة من الفنانين التشكيليين المصريين على تلك التصميمات، مطالبين حكومتهم بلاده، ممثلة في وزارة الثقافة، "أن تضع حدّاً لتلك المهزلة" على حد قولهم.
اقرأ أيضاً: لعنة التماثيل المصرية تلحق بـ العقّاد