تتراكم النفايات في مخيمات النازحين السوريين شمالي سورية، ما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الأمراض. وفي بعض الأحيان، يلجأ المواطنون إلى إحراقها لتتفاقم نسبة الأخطار التي تهدد صحّة الأهالي
تُعاني مخيّمات النازحين في الشمال السوري من تردٍّ كبير في الخدمات بشكل عام، وتفتقر إلى التنظيم والإدارة اللازمة والرعاية، بما يبقيها نظيفة وخالية من التلوث والأوساخ. معظم المخيمات الواقعة في كل من ريف إدلب الغربي والشمالي تتراكم في أطرافها وشوارعها النفايات بشكل كبير، ما يهدّد حياة واستقرار النازحين الموجودين في داخلها، ويجعلهم عرضة لانتقال الأمراض بفعل الجراثيم والروائح الكريهة المنبعثة من هذه النفايات.
وما يزيد من تراكم النفايات الأعداد الكبيرة للنازحين في كل تجمع أو مخيم، وعدم وجود أماكن مخصّصة لرمي النفايات، وغياب إدارة تضبط هذه النفايات وتحدّ من انتشارها في أطراف المخيمات وشوارعها، ما يجبر النازحين في معظم الأحيان على حرق أكوام النفايات داخل التجمعات المدنية في المخيم، من دون إدراك لمدى خطورة هذا الأمر على صحة المدنيين، وخصوصاً الأطفال. وينتج عن هذا العديد من الأمراض الصدرية والتنفسية والجلدية، لكنهم يجبرون على رمي النفايات قرب تجمع المدنيين النازحين في المخيمات، بسبب تجاهل الجهات المعنية من جهة، وعدم القدرة المالية لإنشاء مرافق وأماكن خاصة لرمي هذه النفايات.
اقــرأ أيضاً
وتغيب عن غالبيتهم المعرفة الكافية حول كيفية التخلص من النفايات بطريقة آمنة، وقد ظهرت أمراض بدأت تصيب المقيمين في المخيمات، وخصوصاً تجمع مخيمات أطمة في ريف إدلب الشمالي، الذي يعدّ أحد أبرز تجمعات النازحين السوريين. ومن بين أبرز الأمراض اللشمانيا. ويقدر أعداد المصابين بهذا المرض في تجمع مخيمات أطمة بنحو 3000 نسمة، غالبيتهم من الأطفال، إضافة إلى أمراض أخرى مثل الربو والأكزيما والتهاب الجهاز التنفسي والصدر والجرب والإصابة بالقمل لدى الأطفال، والكثير من المخاطر الصحية التي تسببها ظاهرة انتشار النفايات داخل وعند أطراف المخيمات.
كل ذلك يجري تحت نظر وسمع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، التي يشكو النازحون في المخيمات من أنها تتجاهل انتشار النفايات وعدم ترحيلها، أو القيام بإجراءات تحدّ من انتشارها على الرغم من مخاطرها الكبيرة على صحة النازحين. مخيّم صامدون الواقع شمال بلدة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي، يضم نحو 4 آلاف نسمة، ما بين نازحين ومهجرين من محافظات سورية عدة، من بينها ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي والشمالي. أنشئ المخيم في منتصف عام 2013، ودعمته منظمة بنفسج العاملة في الشمال السوري لفترة قصيرة، ثم بدأت أوضاع المخيم تسوء بشكل لافت وغابت عنه الكثير من الخدمات. الآن، تحول إلى مرتع لأمراض وحشرات نتيجة تراكم النفايات فيه وقلة الدعم وغياب النظافة وعدم ترحيل النفايات والأوساخ منه، ما تسبب بحالة من الاستياء لدى النازحين والمهجرين داخله. حال لا يختلف كثيراً عن حال المخيمات الأخرى في الشمال السوري التي تعاني من غياب الدور الإداري، الذي يتمثل بإدارة شؤون المهجرين التابعة لوزارة الشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ.
اقــرأ أيضاً
وتعاني المخيمات من عدم وجود أماكن خالية من التجمعات السكنية حتى تُرمى هذه النفايات فيها. على طول الشريط الحدودي مع تركيا، يوجد مخيمات تأوي النازحين، وما زالت معضلة النفايات تشكل تهديداً حقيقياً لصحة الموجودين في المخيمات. يقول مأمون العبد الرحيم لـ "العربي الجديد "، وهو نازح من قرية العريمة في جبل شحشبو في ريف حماة الشمالي، ويقطن في مخيم دير حسان (شمال إدلب): "نعاني هنا بشكل كبير بسبب تراكم النفايات والأوساخ في مكبات قريبة من المخيم، إضافة إلى تراكم بعضها داخل المخيم، ما يتسبب بانبعاث روائح كريهة وخصوصاً في فصل الصيف عند اشتداد الحر. وتجذب هذه النفايات الكثير من الحشرات مثل الذباب والنمل والعقارب والجرذان، وتشكل مصدر إزعاج حقيقي بالنسبة للمدنيين النازحين في هذا المخيم. وتعاني المخيمات بشكل عام من إهمال من قبل الجهات المسؤولة والمنظمات. فالنازحون يقومون عادة بتعبئة النفايات بأكياس ورميها في مكبات قريبة من التجمعات السكنية في المخيمات، أو تقوم بعض العائلات بحرق كمية النفايات الخاصة بها كل فترة، وعلى مسافة قريبة من المخيم أو في داخله، ما أدى إلى إصابة أطفال كثيرين بأمراض مثل اللشمانيا والجرب والأكزيما والقمل".
ويُطلق البعض على مخيّم دير حسان "دير العقارب"، بسبب الأعداد الكبيرة من العقارب السامّة في المخيم. ولا يمكن حصر الأضرار الناجمة عن انتشار النفايات والقمامة في المخيمات لكونها كثيرة، فضلاً عن كونها مشهداً غير حضاري، ما يدل على إهمال المسؤولين لهذه المخيمات. لذلك لا بد من حلول جذرية لهذه المعضلة، منها القيام كخطوة أولى بتنظيف شامل للمخيمات وترحيل النفايات منها، ورشّ المبيدات الحشرية، وتنظيم زيارات توعوية للنازحين لتحذيرهم من مخاطر رمي النفايات وطريقة التعامل معها، حتى تنعم المخيمات ببيئة نظيفة وخالية من الأمراض.
وما يزيد من تراكم النفايات الأعداد الكبيرة للنازحين في كل تجمع أو مخيم، وعدم وجود أماكن مخصّصة لرمي النفايات، وغياب إدارة تضبط هذه النفايات وتحدّ من انتشارها في أطراف المخيمات وشوارعها، ما يجبر النازحين في معظم الأحيان على حرق أكوام النفايات داخل التجمعات المدنية في المخيم، من دون إدراك لمدى خطورة هذا الأمر على صحة المدنيين، وخصوصاً الأطفال. وينتج عن هذا العديد من الأمراض الصدرية والتنفسية والجلدية، لكنهم يجبرون على رمي النفايات قرب تجمع المدنيين النازحين في المخيمات، بسبب تجاهل الجهات المعنية من جهة، وعدم القدرة المالية لإنشاء مرافق وأماكن خاصة لرمي هذه النفايات.
وتغيب عن غالبيتهم المعرفة الكافية حول كيفية التخلص من النفايات بطريقة آمنة، وقد ظهرت أمراض بدأت تصيب المقيمين في المخيمات، وخصوصاً تجمع مخيمات أطمة في ريف إدلب الشمالي، الذي يعدّ أحد أبرز تجمعات النازحين السوريين. ومن بين أبرز الأمراض اللشمانيا. ويقدر أعداد المصابين بهذا المرض في تجمع مخيمات أطمة بنحو 3000 نسمة، غالبيتهم من الأطفال، إضافة إلى أمراض أخرى مثل الربو والأكزيما والتهاب الجهاز التنفسي والصدر والجرب والإصابة بالقمل لدى الأطفال، والكثير من المخاطر الصحية التي تسببها ظاهرة انتشار النفايات داخل وعند أطراف المخيمات.
كل ذلك يجري تحت نظر وسمع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، التي يشكو النازحون في المخيمات من أنها تتجاهل انتشار النفايات وعدم ترحيلها، أو القيام بإجراءات تحدّ من انتشارها على الرغم من مخاطرها الكبيرة على صحة النازحين. مخيّم صامدون الواقع شمال بلدة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي، يضم نحو 4 آلاف نسمة، ما بين نازحين ومهجرين من محافظات سورية عدة، من بينها ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي والشمالي. أنشئ المخيم في منتصف عام 2013، ودعمته منظمة بنفسج العاملة في الشمال السوري لفترة قصيرة، ثم بدأت أوضاع المخيم تسوء بشكل لافت وغابت عنه الكثير من الخدمات. الآن، تحول إلى مرتع لأمراض وحشرات نتيجة تراكم النفايات فيه وقلة الدعم وغياب النظافة وعدم ترحيل النفايات والأوساخ منه، ما تسبب بحالة من الاستياء لدى النازحين والمهجرين داخله. حال لا يختلف كثيراً عن حال المخيمات الأخرى في الشمال السوري التي تعاني من غياب الدور الإداري، الذي يتمثل بإدارة شؤون المهجرين التابعة لوزارة الشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ.
وتعاني المخيمات من عدم وجود أماكن خالية من التجمعات السكنية حتى تُرمى هذه النفايات فيها. على طول الشريط الحدودي مع تركيا، يوجد مخيمات تأوي النازحين، وما زالت معضلة النفايات تشكل تهديداً حقيقياً لصحة الموجودين في المخيمات. يقول مأمون العبد الرحيم لـ "العربي الجديد "، وهو نازح من قرية العريمة في جبل شحشبو في ريف حماة الشمالي، ويقطن في مخيم دير حسان (شمال إدلب): "نعاني هنا بشكل كبير بسبب تراكم النفايات والأوساخ في مكبات قريبة من المخيم، إضافة إلى تراكم بعضها داخل المخيم، ما يتسبب بانبعاث روائح كريهة وخصوصاً في فصل الصيف عند اشتداد الحر. وتجذب هذه النفايات الكثير من الحشرات مثل الذباب والنمل والعقارب والجرذان، وتشكل مصدر إزعاج حقيقي بالنسبة للمدنيين النازحين في هذا المخيم. وتعاني المخيمات بشكل عام من إهمال من قبل الجهات المسؤولة والمنظمات. فالنازحون يقومون عادة بتعبئة النفايات بأكياس ورميها في مكبات قريبة من التجمعات السكنية في المخيمات، أو تقوم بعض العائلات بحرق كمية النفايات الخاصة بها كل فترة، وعلى مسافة قريبة من المخيم أو في داخله، ما أدى إلى إصابة أطفال كثيرين بأمراض مثل اللشمانيا والجرب والأكزيما والقمل".
ويُطلق البعض على مخيّم دير حسان "دير العقارب"، بسبب الأعداد الكبيرة من العقارب السامّة في المخيم. ولا يمكن حصر الأضرار الناجمة عن انتشار النفايات والقمامة في المخيمات لكونها كثيرة، فضلاً عن كونها مشهداً غير حضاري، ما يدل على إهمال المسؤولين لهذه المخيمات. لذلك لا بد من حلول جذرية لهذه المعضلة، منها القيام كخطوة أولى بتنظيف شامل للمخيمات وترحيل النفايات منها، ورشّ المبيدات الحشرية، وتنظيم زيارات توعوية للنازحين لتحذيرهم من مخاطر رمي النفايات وطريقة التعامل معها، حتى تنعم المخيمات ببيئة نظيفة وخالية من الأمراض.