نعمةُ اللوح الخشبيّ

12 أكتوبر 2014
الألواح عادة أطول من قاماتهم النحيلة (سيم جنكو/الأناضول)
+ الخط -
هذه ليست لعبة يشارك فيها الصغير الكينيّ. اللوح الخشبي أمامه ليس أداةً للهو، بل هو ما يُفترض أن يكون "كرّاسه المدرسيّ".
في عصرٍ تتنافس شركات التقنيات الحديثة على إنتاج الأجهزة اللوحيّة، يستخدم الصغير ورفاقه الألواح الخشبيّة لتدوين المعلومات التي يتلقونها في مدرستهم. مفارقة، أو بالأحرى.. مأساة.
والصغير هو واحد من 294 تلميذاً يتيماً، يتلقون تعليمهم في بلدة غاريسا التي تبعد ست ساعات عن العاصمة الكينيّة نيروبي. هم محرومون من القرطاسيّة والمستلزمات المدرسيّة، بسبب الظروف الماديّة الصعبة لا بل المزرية التي يعيشونها. فيستخدمون ألواحاً يبلغ طول الواحد منها متراً واحداً أو يزيد.
وهذه الألواح، عادة ما تكون أطول من قاماتهم النحيلة.. قاماتهم تلك، التي يكسونها بما يتوفّر لهم من "لباس لائق" يوزَّع عليهم عن طريق المساعدات. فلا بدّ أن يكون مظهرهم حسناً خلال الدراسة.
في هذه المدرسة التي أنشئت في عام 1989، يُشرف 24 مدرّساً على هذا الصغير ورفاقه الذين لم يسمعوا في يوم عن صغار مثلهم تخلوا حتى عن الورقة والقلم في دراستهم، لصالح الأجهزة الإلكترونيّة الحديثة.
هم بالتأكيد، لم تصلهم أخبار كل هؤلاء الذين وقفوا مؤخراً في طوابير، لشراء آخر نسخة من الهواتف الذكيّة.
هم يجهلون ربما معنى "الهاتف الذكي". فكيف الأمر بالنسبة إلى "الجهاز اللوحيّ"؟
هم يعرفون فقط تلك الألواح التي يحصلون عليها في مدرستهم. وقد يكون ذلك نعمة.. بحدّ ذاته.
دلالات