كشفت مصادر مصرية مقربة من دوائر صناعة القرار، كواليس جديدة في الأزمة الحادّة التي تضرب العلاقات السعودية المصرية أخيراً، في ضوء وقف المملكة الإمدادات البترولية الشهرية للقاهرة الموقَّعة في إطار اتفاق سابق بين البلدين، بعدما صوّتت مصر لصالح قرار روسي بشأن سورية في مجلس الأمن الدولي. وقالت المصادر إن مدير مكتب الرئيس، عبد الفتاح السيسي، اللواء عباس كامل، تواصل مع عدد من الإعلاميين لشن هجوم حاد على السعودية، وفتح ملف حقوق الإنسان فيها خلال الأيام المقبلة، وكذلك لدعوة المصريين إلى وقف رحلات العمرة حيث يعدون الأكثر بين الدول، كنوع من الضغط على الرياض، لإجبارها على التراجع عن قرار وقف الإمدادات البترولية، وإعادتها الشهر المقبل، وخاصة أن كلفة شراء احتياجات السوق المصري، خارج الاتفاق السعودي، تبلغ مليار دولار شهرياً، وهو ما يصعب على الخزينة المصرية تحمله.
كما كشفت المصادر أن القاهرة تجهّز لما وصفته بـ"التطور الكبير" الذي ربما يكون مفاجأة على المستوى الإقليمي، بانفتاح أكبر على إيران على المستوى المعلن خلال الأيام القليلة المقبلة كرد قوي على التصريحات التي صدرت عن مسؤولين سعوديين خلال الأيام الماضية، في أعقاب الموافقة المصرية على القرار الروسي بشأن سورية في مجلس الأمن، مؤكدة أن دوائر دبلوماسية وأخرى مخابراتية تدرس كيفية تنفيذ خطوة أوّلية في هذا الإطار. وقالت المصادر إن "الرياض هذه المرة غاضبة بشكل قوي، على عكس المرات السابقة التي كانت تعد بمثابة اختلاف في وجهات النظر كان يتم تداركه"، مضيفة أن "الرياض هي الأخرى تنوي التصعيد ضد مصر باللجوء نحو تركيا بشكل أكبر". وحذر أستاذ علوم سياسية في جامعة القاهرة من "الإقدام على خطوة الهجوم على النظام السعودي ورموزه إعلامياً كما كان يتم مع قطر". وأضاف أن "على القاهرة أن تدير الأمور بحكمة ولا تحرق كافة الجسور، لأن العلاقة مع السعودية استراتيجية، ويجب أن يتم إبعاد الدوائر الإعلامية عنها حتى لا تتعقد الأمور أكثر مما هي عليه".