قال رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية، نصر الحريري، إن "الولايات المتحدة لا تقدر على تحمل عواقب مغادرة سورية، حيث إنها لم تحقق بعد أياً من أهدافها في المنطقة"، وذلك رغم قول الرئيس دونالد ترامب مؤخراً إن واشنطن ستسحب قواتها.
وقال الحريري لـ"رويترز": "أنا باعتقادي الشخصي أميركا غير قادرة على سحب مقاتليها من سورية".
وقدمت الولايات المتحدة، على مدى سنوات، دعماً عسكرياً لمقاتلي المعارضة في مواجهة النظام السوري، لكنها أوقفت العام الماضي برنامجها للتدريب والإمداد بالعتاد، بعد أن حولت تركيزها إلى محاربة تنظيم "داعش".
وقال ترامب هذا الشهر إنه يرغب في إعادة الجنود الأميركيين إلى بلدهم قريباً، لكنه وافق بعد ذلك على أن عليهم البقاء "وقتاً أطول قليلاً" بعدما قال مستشاروه إن وجودهم مطلوب لمنع عودة "داعش" مجدداً، ولمنع إيران من "تعزيز موطئ قدمها هناك".
وقال الحريري: "داعش ما انتهت"، مضيفاً "إذا ما عالجنا الأسباب التي ولّدت "داعش"، فإننا نكون إزاء انتصارات مؤقتة مثل الكثبان الرملية المتحركة، تختفي هنا لكن تظهر في مكان آخر. وقتال "داعش" على رأس الأولويات الأميركية".
وتابع قائلاً إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية هي "التوصل لحل سياسي يؤدي لاستبدال بشار الأسد، لأنه يهتم فقط بالحلول العسكرية". وأضاف أن الحل السياسي "سيكون ممكناً فقط إذا كان لدى الولايات المتحدة وروسيا تصميم جاد للتوصل إليه".
وشدد رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية: "الأمر يحتاج إجماعاً دولياً، يبدأ باتفاق روسي أميركي".
وأدى تدخل روسيا في الحرب السورية في 2015 إلى قلب الموازين لصالح الأسد، لكن الحريري قال إن "موسكو ستحتاج لبذل جهد كبير لتعيد للنظام قوته التي كان عليها قبل الحرب"، مشدداً "لن تستطيع روسيا أن تسيطر عسكرياً على الأراضي السورية، والمسألة السورية هي أعقد بشكل كبير جداً من موضوع توسيع نفوذ عسكري أو تحقيق مكتسبات عسكرية".
وقال الحريري إنه يعتقد أن السعودية ودولاً عربية أخرى "لا تزال تريد حلاً سياسياً"، وأنها "توقفت عن تقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة بسبب السياسة الأميركية".
وأضاف: "الدعم العسكري توقف بنهاية السنة الماضية، ليس بقرار سعودي أو تركي أو أردني... الدعم العسكري صار بقرار دولي، ولما أقول قرار دولي يعني قرار الولايات المتحدة الأميركية".
وتابع قائلاً: "نحن نعرف، والشعب السوري يعرف، أن أميركا لما ترغب جدياً في الوصول إلى الحل السياسي ووضع ثقلها الحقيقي على طاولة المفاوضات هي قادرة أن تحدث تغييراً ما".
(رويترز)