نصائح لاختيار قصص أطفالك المنزلية

29 أكتوبر 2017
اختيار قصص الأطفال له أصوله وقواعده (Getty)
+ الخط -


تمثل القصص المحراب الأول الذي شكلنا من خلاله رؤيتنا عن العالم، وهي جزء لا يتجزأ من طفولتنا وشخصيتنا. فبها نعرف مزيدًا عما حولنا، ونتعلم من خلالها كيف نتعامل مع المواقف المختلفة، وتغرس بدورها فينا القيم. واختيار القصة المناسبة للطفل قد تكون عملية مرهقة، فليس كل الأطفال يحبون الكتب ذاتها؛ إلا أن بعض القواعد الإرشادية التالية قد ترفع عنك بعضًا من عناء الاختيار.


الشخصيات البشرية هي الفضلى

يمكن لقصة الأرنب والسلحفاة الشهيرة أن تكون أكثر تأثيرًا لو كان أبطال القصة بشرًا، وليسوا حيوانات، وفقًا لدراسة كندية حديثة. فقرابة أكثر من نصف القصص الصادرة تُحكى على لسان أبطال من الحيوانات لكن نحو 2% فقط منها تصور الحيوانات بطريقة واقعية، إلا أن مثل هذه القصص أقل تأثيرًا في تعليم الطفل التعامل مع المشكلات الاجتماعية المختلفة.

لذا اختارت الدراسة قراءة ثلاث قصص، أبطال إحدلها من البشر والأخرى من الحيوانات والثالثة قصة عن البذور، على 96 طفلًا تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسادسة، مقسمين في ثلاث مجموعات، وقبل قراءة  القصص، منح الأطفال 10 ملصقات مكافأة على موافقتهم المشاركة في نشاط القراءة، لكن أخبروا أيضًا أن أحد الأطفال لم يُمنح أية ملصقات، لأنه لم يتم اختياره في النشاط، واقترح الباحث أن بإمكانهم مشاركة بعض من ملصقاتهم ووضعها في ظرف دون أن يلاحظ القائمون على التجربة.

وجد الباحثون أن قراءة القصة التي أبطالها من البشر رفعت على نحو ملحوظ نزعة العطاء عند هؤلاء الأطفال بعكس المجموعتين التي قرأت قصة الحيوانات أو البذور.




اختر قصة مناسب للمرحلة العمرية، وذلك كالتالي:

1. الرضع والأطفال الصغار:  القصص زاهية الألوان، والكلمات ذات الإيقاع، والنصوص البسيطة هي أبرز الأشياء التي يجب أن تبحث عنها عند اختيار قصة.

الأطفال من الولادة وحتى 6 شهور: ما زالت رؤية الطفل تتطور، لذا اختر قصصًا تحتوي على صور كبيرة وواضحة، وبلا نصوص أو نصوص قليلة، كذلك تعد الكتب التفاعلية التي تحتوي على دمى ومرايا من القصص الموصى بها.


الأطفال حتى 12 شهرًا: يمكن للطفل فهم بعض الكلمات والأسماء والأشياء مما يدور حوله، وكقاعدة عامة، اختر قصصًا تحوي شخصيات بعدد عمر الطفل؛ فيفضل اختيار قصة بطلها شخص واحد للطفل ذي السنة الواحدة، وقصة أبطالها شخصان للطفل بعمر السنتين وهكذا.

احرص كذلك على الإشارة إلى الرسوم التوضيحية ودع طفلك يحاول تقليد ما قلته؛ ما يعزز قدرة الطفل على تكوين مفردات وإدراك العلاقة بين الرسم والشيء على الطبيعة.

كذلك احرص على أن تكون أغلفة الكتب متينة وأوراقها من الكرتون المقوى أو القماش مثلًا؛ فالأطفال في مثل هذا العمر يميلون إلى مضغ الكتب وشدها.


من سنة وحتى سنتين: اختر قصصًا تحوي جملة أو جملتين على الأكثر في كل صفحة، وتفاعل مع طفلك مثلاً بتقليد أصوات الحيوانات، التي قد يرددها معك فيما بعد. اسأله أسئلة بسيطة، مثل ماذا يقول الكلب؟ أو أين يوجد أنفك؟ أو ما اسم هذا؟ ويمكن في مثل هذا العمر اختيار قصص تحمل صورًا لأشياء لا يراها الطفل في محيط يومه باستمرار.


2. مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الأطفال: اختر القصص التي تحكي خبرات تناسب هذه الفئة العمرية، وكلماتها ذات إيقاع مناسب ولا بأس من أن تحتوى على بعض الكلمات المعقدة قليلًا.


3.الأطفال من الخامسة وحتى الثامنة: بحلول الخامسة قد يتمكن بعض الأطفال من قراءة بضع كلمات، لذا اختر قصصًا ذات حبكة قصصية قوية وتطور في شخصياتها، ومع كبر الطفل، اختر القصص التي تشبع فضوله تجاه الموضوعات الجديدة؛ فهو في هذه المرحلة يستطيع التعامل على نحو أفضل مع القصص الأكثر تعقيدًا نسبيًا، وتعلم بعض الكلمات الصعبة، ويمكن للطفل في هذه المرحلة قراءة بعض الكتب بمفرده، وبعض دور النشر تقدم كتبًا لهذا الغرض، وتصنفها تحت فئة القراءة السهلة، والتي تناسب القراءة المنفردة.


4. الأطفال من التاسعة فما فوق: تتكون لدى الطفل تفضيلات معينة وتتطور سماته الشخصية، فاختر وفقًا لاهتمامات طفلك، سواء كان كتابًا تثقيفيًا أو خياليًا.




استكشف مفضلات طفلك:

لعل أفضل طريقة لمعرفة ما يفضله طفلك هي اصطحابه إلى إحدى المكتبات القريبة، وتركه يستكشف القصص ويختار، قد تتفاجأ بأنه اختار كتابًا لم تكن لتختاره أبداً، قد يكون لطفل أكبر من عمره، لا بأس، فقط كن صبورًا ومنفتح الذهن.


ساعد طفلك في اختيار الكتاب عبر تحديد مدى مناسبته، بالنظر إلى الغلاف الأمامي وقراءة الغلاف الخلفي، والتقليب بين صفحات الكتاب، وإلقاء نظرة على صوره ورسومه، إلى جانب قراءة عناوين الفصول أو مسودة الكتاب.


يجب على الطفل أن يفهم معظم ما يقرؤه لذا يمكن أن نستعين بقاعدة "الأصابع الخمسة"، التي توضح العدد المقبول للكلمات الجديدة بكل صفحة، فإذا كان بالصفحة الواحدة كلمة واحدة صعبة أو لا شيء على الإطلاق فهذا الكتاب يصنف على أنه سهل للغاية، أما إذا ارتفع عدد الكلمات الصعبة لاثنتين أو ثلاث بالصفحة فهذا معدل مناسب، لكن إذا زاد عدد الكلمات غير المفهومة بالصفحة عن أربع أو خمس كلمات فهذا الكتاب يعد صعبًا على الطفل.


طرق لتحبيب طفلك في القراءة

اجعل القراءة عادة لدى طفلك بالاستعانة ببعض من هذه النصائح المجربة:

استعن بالكتب المسموعة: في المنزل والسيارة وعلى الحاسوب اللوحي، فهي وسيلة للاستماع للكتاب بلغة صحيحة، وتعاونك في استغلال الأوقات البينية، ويمكن الاستعانة بتطبيقات الكتب المسموعة لتحمل مكتبتك معك أينما تكون.


أحط أطفالك بالكتب منذ سن صغيرة كي يتعلقوا بها، ويمكن تخصيص سلة للكتب يضاف إليها كتاب جديد كل فترة؛ حتى يتحمس الطفل للكتب الجديدة، فلا تدع الكتب على الرفوف، وإنما دعهم يأخذون الكتب في كل مكان، فيمكنك أن تجلب كتبًا مضادة للماء حتى يحملوها إلى حمام السباحة كذلك.


اصنع زاوية خاصة للقراءة: مثل وضع كرسيين وتغطيهما ببطانية؛ فالأطفال يحبون الحصون، أو ضع مظلة ومناشف على الأرض، وضع الكتب في دلو الرمل، وتخيل أنكم على الشاطئ واصنع جوًا من المغامرات.


استوحِ أنشطة من الكتب، بعد إنهاء صغيرك لكتاب يتحدث عن أحد الحيوانات مثلًا، يمكنك اصطحابه لحديقة الحيوانات لرؤيتها على الطبيعة ومناقشته فيما قرأه.


خصص وقتًا أسبوعيًا يتجمع حوله أفراد العائلة للقراءة، ودع كل طفل يختار الكتاب الذي يود قراءته من قائمة الكتب في الموعد العائلي.


احضر كتابًا للطهو: ودع صغيرك يساعدك على قراءة الوصفات واختيار الأكلات الجديدة؛ ما يعزز لديه عادة القراءة.


انشئ ناديًا للقراءة: كل ما عليك فعله هو إيجاد شريك آخر للقراءة، يمكن أن يكون صديق طفلك أو أنت شخصيًا، حددا ميعادًا لإنهاء الكتاب ومكان الالتقاء، وأعدا أسئلة للنقاش حول الكتاب، مثل الجزء المفضل واقتراح نهايات بديلة، وما رأيه فيما فعله أشخاص القصة.


اهدهم الكتب: سواء في عيد ميلادهم أو أي مناسبة، ودعهم يهدون أصدقاءهم الكتب أيضًا؛ ما يرسخ لديهم قيمة أن الكتب يمكن أن تصبح وسيلة رائعة للتواصل مع الآخرين.

دلالات
المساهمون