تشهد محافظة السويداء، جنوب سورية، محاولات لإثارة "فتنة" بين أهلها، وغالبيتهم من طائفة "الموحدين الدروز"، التي مازال النظام يسيطر عليها، وجارتها درعا التي تستحوذ على مساحات واسعة منها فصائل مسلحة معارضة وأخرى إسلامية، إلى جانب "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا)، حيث يعتبر جزء كبير من الحدود الإدارية بين المحافظين خط نار يشهد اشتباكات بين الحين والآخر.
وقال الناشط في مدينة السويداء، عادل المعروفي (اسم مستعار لأسباب أمنية)، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه في "الأيام الأخيرة تسارعت الأحداث الصدامية بين جماعات من المحافظتين، حيث تتزايد عمليات الخطف والخطف المقابل حتى أصبحت عادة، وطريقة لاسترجاع المخطوفين، حيث يتم دفع عشرات ملايين الليرات السورية كفدية مقابل إعادة المخطوف، إضافة إلى سرقة السيارات والمواشي وغيرها".
وبين أن "عصابات الخطف والمخدرات والسرقة في السويداء تكاد تكون معروفة من قبل الأهالي، ولكن عناصرها في الغالب محميون من الأفرع الأمنية والمتنفذين في النظام، وقد سبق أن ساهم الأهالي بإلقاء القبض على الكثير منهم إلا أنه ما أن تمضي أيام قليلة إلا ويعودون إلى سابق نشاطهم".
وأضاف أن "هذه العصابات مرتبطة مع عصابات البدو الذين يسيطرون على المنطقة الحدودية بين المحافظتين في الأغلب، وهم يعتبرون صلة الوصل بين عصابات السويداء ودرعا، وبالتالي هم شبكة مصالح واحدة وكلها برعاية من النظام".
ورأى أن "النظام لا يكل ولا يمل من محاولة إثارة الفتن بين أهالي المحافظتين، مستخدما أزلامه للإساءة للطرفين، وبالتالي جر أبناء السويداء وخاصة أن غالبيتهم ممتنعون عن الانخراط في الصراع العسكري الدائر في البلاد، لصراع أهلي مع أهالي درعا، الأمر الذي سيجر ويلات على المحافظتين".
وكانت منشورات وزعت مؤخرا في قرية عرى المحاذية لدرعا، باسم "تنسيقية أحرار السويداء"، وهي مجهولة بشكل كامل من قبل أبناء المحافظة، تطالب بطرد النازحين، وهم أكثر من 18 ألف عائلة معظمهم من درعا، والانتقام جراء أعمال الخطف وغيرها، الأمر الذي أثار سخرية كثير من أهالي المحافظة، في وقت اتهم عدد من نشطاء السويداء، في حديث مع "العربي الجديد"، "فرع الأمن العسكري، وعلى رأسه رئيسه وفيق ناصر، بنشر هذه المنشورات وافتعال المشاكل الأخيرة".
وحذروا من "انجرار الفصائل المسلحة في درعا لمواجهة مع أبناء السويداء، الأمر الذي سيصب في مصلحة النظام، عبر زج عشرات آلاف الشباب من السويداء في معركة تخدمه بكل المقاييس، وتشغل الفصائل عن معركتهم الحقيقية، في وقت يتم بث إشاعات حول توجيه تهديدات من قياديين في الفصائل لأهل السويداء".