نشاط "أنصار حزب الله" في إيران يثير الجدل

20 أكتوبر 2014
انتقاد لحجاب الفتيات المواكِب للموضة (بهروز مهري/ فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أنّ التحرّر الطفيف الذي تشهده بعض شوارع العاصمة الإيرانية طهران، لم يرق للبعض. فقد أعلنت مجموعة شعبية عن بدء تصديها لـ"مظاهر الفساد" في العاصمة.

وقالت مجموعة "أنصار حزب الله" إنّ قواتها الشعبية ستتوزع في شوارع طهران، وستوسّع نشاطها لاحقاً باتجاه باقي المدن الكبرى، وستسعى إلى قيام هيئات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بواجبها الأخلاقي والاجتماعي تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما أعلنت المجموعة أيضاً عن تشكيل دوريات خاصة في طهران، على دراجات نارية، لتوقيف ومحاسبة الإيرانيين والإيرانيات الذين "لا يراعون في لباسهم وأخلاقهم وتصرفاتهم الشرع وقوانين الجمهورية الإسلامية". وتنتقد هذه المجموعة ملابس الفتيات الإيرانيات بالذات، وطريقة حجابهن التي تواكب الموضة.

مَن هم "أنصار حزب الله"
ليست المجموعة حديثة العهد، فتاريخها يعود إلى أكثر من 20 عاماً. تتشكل كتيار بات منذ فترة يتخذ شكلاً حزبياً. وتمثل المجموعة فريقاً شديد المحافظة داخل المجتمع الإيراني، فيما تملك العديد من المكاتب في العاصمة طهران وباقي المدن الإيرانية.

تملك المجموعة موقعاً إلكترونياً خاصاً بها، يدعى "يا لثارات". وتشير التسمية إلى عبارة "يا لثارات الحسين" المعروفة لدى الشيعة، والتي تطالب بالثأر للإمام الحسين بن علي الذي قتل في كربلاء، وتقيم الطائفة مجالس عاشوراء سنوية، في شهر محرّم، إحياءً لذكراه. ينشر الموقع وجهة نظر المجموعة حول القضايا المحلية، في السياسة والمجتمع والثقافة.

ولـ"أنصار حزب الله" أعضاء يصل عددهم إلى الآلاف، ومن بينهم الكثير من الفتيات اللواتي يشاركن في جميع النشاطات التي تروّج لهم وتطبّق أهدافهم. وينتمي معظم الأعضاء للطبقات المتوسطة في المجتمع الإيراني، وهم من عائلات محافظة، فيما معظمهم من المنتمين إلى قوات التعبئة الشعبية، أو ما يسمى في إيران بقوات الـ"باسيج".

شباب المجموعة يرتادون الجامعات بشكل طبيعي، كحال بقية الإيرانيين. فالمجموعة جزء لا ينفصل عن المجتمع الإيراني رغم أنّها تمثل الفئة الرافضة للانفتاح والتحرر، والتي تقف بوجه بعض العادات الغربية التي يرونها دخيلة على المجتمع الإيراني.

يجتمع "أنصار حزب الله" بشكل دوري في مقراتهم، ويلقون دعماً من التيار المحافظ المتشدد، ويصدرون بيانات رسمية، ويشاركون في تظاهرات واحتجاجات، فيما معظم مواقفهم تتعلّق بتحقيق شعارهم المخصص للحفاظ على مبادئ الثورة الإسلامية. أمّا تعريفهم لمجموعتهم، فهو أنّها "مجموعة ثقافية اجتماعية تسعى للحفاظ على الجمهورية الإسلامية الحقيقية".

وكما اعترضوا، سابقاً، على الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، يعترضون اليوم على الكثير من سياسات الرئيس المعتدل حسن روحاني. ومن ذلك، اعتراضهم على دخول الفتيات إلى ملاعب كرة القدم، مثلاً، أو مشاهدتهم للمباريات عبر الشاشات، في الأماكن العامة. واعتراضهم على طريقة ارتداء الكثير من الإيرانيات للحجاب.

انتقادات
وكان الأمين العام للجماعة، حميد محتشم، قد أكد أنّ 3000 متطوعة و1000 متطوع تقريباً، سيساعدون المجموعة في مهامها في الشارع، للحضّ على ارتداء الحجاب بالطريقة الملائمة.
ومع إعلانهم عن بدء تطبيق برنامجهم ابتداءً من الشهر الماضي، نال قرارهم العديد من الانتقادات، لا سيما من وزارة الداخلية والشرطة.

وفي الوقت الذي حظي فيه "أنصار حزب الله" بدعم ومؤازرة كبيرين في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، رغم انتقادهم له أحياناً، يتعرضون اليوم لحملة مضادة مع تولي الرئيس حسن روحاني سدة الرئاسة.

من جهته، يقول المتحدث باسم الداخلية الإيرانية، حسين علي أميري، إنّ برنامج مجموعة "أنصار حزب الله" وما تحدثوا عنه، أمر غير قانوني. ويضيف أنّهم لم يحصلوا على التراخيص اللازمة. ويعتبر أنّ كلّ حركة إصلاحية لا بدّ أن تخضع للقوانين.
كما يشير أميري إلى أنّ الداخلية ستلاحق أي مجموعات حزبية أو شعبية تعمل خارج إطار القانون.

بدوره، يقول مدير الشؤون الاجتماعية في الشرطة الإيرانية، سعيد منتظر المهدي، إنّ على "أنصار حزب الله" أن يعيدوا النظر في طريقة تطبيق أهدافهم. ويضيف أنّ عليهم العمل ضمن إطار القانون. وأعلن المهدي عن اجتماع بينه وبين الأمين العام للمجموعة، أسفر عن اقتناع محتشم بضرورة حيازة الترخيص.

من جهتهم، يؤكد بعض المحافظين أيضاً على ضرورة أخذ هذه المجموعة تراخيص رسمية لأيّ تحرك، رغم دعم البعض منهم لشعاراتها، ورغم أنّ تلك الدعوات لا تصطدم مع ضرورة استمرار نشاط المجموعة، وتبنيها السياسة المحافظة المتشددة.