نسخة تشبه لغز الفستان الشهير تجتاح الإنترنت... واختصاصيون يحسمون الجدل

17 مايو 2018
دماغك يختار، بلا وعي، ترددات خاصة بالتسجيل(تويتر)
+ الخط -
قبل أعوام عدة حظي لغز الفستان بشهرة عالمية، حيث انقسم على لونه ما بين الأزرق والذهبي ملايين الأشخاص. واليوم يجتاح الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعية والإعلامية لغز جديد، لكن هذه المرة يستهدف أذنيك وليس عينيك.

حيث نشرت مستخدمة في "تويتر" تسجيلاً صوتياً ناطقاً تكرر خلاله كلمة واحدة قسمت المستمعين إلى نصفين تقريباً، الفريق الأول يؤكد أن ما يسمعه هو كلمة "ياني"، في حين يصر النصف الآخر على أن ما يسمعه في التسجيل هو كلمة "لوريل". 





وحازت التغريدة خلال يومين من نشرها على نحو مليوني مشاهدة، مثيرة جدل المتابعين بمن فيهم الموسيقار اليوناني الشهير ياني، الذي شارك في الإجابة عن التساؤل حول ما يسمعه، فأكد في تغريدة له أنه يسمع اسمه "ياني".






الاختصاصيون يحسمون الجدل:

أثار التسجيل اهتمام كثير من الاختصاصيين الذي نشروا آراءهم حوله. براد ستوري، أستاذ في اللغة وعلوم الاستماع في جامعة أريزونا، كان أحدهم، وقام بتحليل موجة الصوت لكلا الكلمتين وخلص إلى أن صوت "ياني" يتبع مسارًا مشابهًا لصوت "لوريل"، ما يعني أن التسجيل يحتوي على كلا الضجيجين للكلمتين في وقت واحد.

ويوافق على ذلك بريت يازيل، الباحث في مركز "UC ديفيس" للعقل والدماغ، ويقول: "أعتقد بصدق بعد النظر في الطيف الصوتي أن الكلمة هي (لوريل) مع بعض التأثيرات التي تغلب عليها"، ويتابع: "في البداية اعتقدت أنه صوتان متراكبان، ولكن بعد ذلك بدأت في تنظيف الصوت قليلاً. الآن أعتقد أن الترددات المتراكبة فوق الموجة هي التي جعلت الصوت (ياني) بالنسبة لبعض الناس".

فلماذا لا نسمع جميعا "لوريل"؟ "إن التسجيل ذا الجودة المنخفضة يخلق غموضًا كافيًا يقود المستمعين نحو إدراك الصوت على أنه (ياني)"، تشرح ستوري. ويتفق ذلك مع ما قالته نينا كراوس، الباحثة في جامعة نورث وسترن، التي تدرس علم الأحياء السمعي: "ما تتوقع أن تسمعه هو، إلى حد كبير، ما سيسمعه دماغك وما يسمعه دماغك هو كل ما يهمك"، بحسب موقع "popsci".


تتم تصفية كل ما تراه بما في ذلك الصوت، من خلال دماغك قبل أن تدرك ذلك بوعي. على سبيل المثال، يمكنك اختيار الأصوات التي يجب الانتباه إليها. هذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها الاستماع إلى شخص يتحدث إليك بصوت عالٍ، والانتباه إلى شخص آخر يتحدث خلفك.

وبالمثل، فإن دماغك يختار، بلا وعي، أي ترددات في التسجيل يجب الانتباه إليها، وبالتالي تضخيمها. عندما يستعد دماغك لتوقع صوت واحد من صوتين، قد تقنع نفسك بأنك سمعت صوتًا خاطئًا. مثال على ذلك هو ملف MIDI الخاص بمعزوفة "كل ما أريده في عيد الميلاد" - من دون صوت مطرب مرافق - حيث أقسم العديد من المستمعين بأنهم ما زالوا يسمعون ماريا كاري تردد كلمات الأغنية في هذه النسخة.

وتضيف كراوس مثالًا علميًا آخر "استمع إلى عينة صوتية مشوشة للغاية، ثم استمع إلى الإصدار النظيف منها". عندما تسمع التسجيل لأول مرة، فإن معظم الناس يسمعون الكثير من الأصوات الساكنة وغير الحقيقية. ولكن عندما تعود وتستمع إليه مرة أخرى بعد سماع الجملة الواضحة، فجأة يمكنك سماع صوت مخفي داخله. الفرق هو أنك في المرة الثانية صرت تتوقع الصوت.

(العربي الجديد)



المساهمون