لا يمكن التأريخ الدقيق لانطلاق وظهور فن "الحضرة"، غير أنه من المؤكد أنه خرج من داخل الزوايا الصوفيّة، وتوجد آثاره في عددٍ من المدن المغربية العتيقة، كما يصل إلى دول الجوار في نسخ مختلفة كما هو الحال في "الحضرة التونسية" على سبيل المثال لا الحصر.
ما يميّز "الحضرة" المغربية، أنها اشتهرت بأداء النساء لها من دون الرجال، في مجموعات "جوق" كبيرة العدد نسبياً، بطقوس ولباس خاص، ومقطوعات تجمع بين الفصيح والعامي المغربي، وبين الأذكار والمديح والابتهالات ذات الطبيعة الصوفيّة التي تشتهر بها الطرق المغربية، ومن أبرز وجوهها في السنوات الأخيرة فرقة "الحضرة الشفشاونية" بقيادة رحوم البقالي.
غير أن المهرجان لا يقتصر على طابعه النسوي والمغربي، إذ يستضيف فرق عربية ومن بلدان الجوار، فإلى جانب فرق "لالة منّانة" من مدينة العرائش المغربية، و"بنات النخوة العيساوية" من مدينة فاس، و"البنات الحضّارات" من الزاوية الدرقاوية الحرّاقية بالصويرة، يفسح المهرجان منصاته لـ "الفرقة المولوية" المصرية، والفنانتين الجزائريتين حسناء البشارية، وسعاد عسلة، و"أفريكا بووڭ" من السنغال، و"أناديتا باسو" من الهند. كما تشارك الفرقتان المغربيتان "جيل جيلالة" و"المشاهب" في إحياء أمسيات موازية بالمهرجان.
وبعيداً عن الحفلات، تقيم "جمعية حضّارات الصويريات" المشرفة على المهرجان، ندوة فكرية بعنوان "المرأة في الخطاب الصوفي" يلقي فيها الأكاديمي المغربي الحبيب ناصري محاضرة، تتلوها جلسة نقاشية، عند الحادية عشر من يوم السبت 19 آب/ أغسطس بـ"متحف سيدي محمد بن عبد الله".