تتواصل موجة النزوح من مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، مع استمرار حملة القصف والاستهداف للمنطقة التي تعد الأعنف من نوعها منذ خمسة عشر شهرا، والتي اضطرت المدنيين للنزوح نحو مناطق أكثر أمنا في إدلب، أو باتجاه منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
وقال رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرزيتا، مدين خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "النزوح لا يزال مستمرا من منطقة ريف حماة الشمالي من مدن وبلدات "كفرزيتا واللطامنة وكفرنبودة"، ونازحو هذه المناطق توجهوا نحو المخيمات شمالا".
وعن العوائل العالقة في المنطقة أوضح خليل: "بالنسبة لهذه العوائل الأمر صعب،
والوضع الأمني أصعب، فالقصف متواصل، ونقدم المياه والخبز فقط، فإمكانياتنا تكاد تكون معدومة، والمنظمات لا تتجاوب معنا والأفران متوقفة عن العمل، وهناك شلل كامل في مفاصل الحياة، كما أن شبكة المياه تضررت نتيجة القصف، وكذلك الكابلات الكهربائية، ولم يعد هناك سوى محل واحد أو اثنين في كفرزيتا، والفرن الوحيد الآلي في المدينة توقف عن العمل بعد تعرضه للقصف".
وتابع: "أهالي ريف حماة الشمالي وقعوا بين بطش النظام المجرم وبين مقاطعة المنظمات، وضعهم شبه مأساوي وتركوا في مهب الريح والإمكانيات المادية لديهم ضعيفة جدا، وهجروا حقولهم الزراعية بسبب القصف، والمحال التجارية تركت ونسبة البطالة تجاوزت ثمانين بالمائة".
وقال النازح من بلدة كفرنبودة، عمر شعبان، لـ"العربي الجديد": "كنا في الفترات الماضية نصبر على القصف ونبقى في البلدة، لكن الوضع لم يكن على ما هو عليه الآن، كان القصف يدوم لساعات ثم ينتهي، ونعود لممارسة أعمالنا اليومية وكنا نستطيع تدبر أمورنا، أما الآن فمن المستحيل ذلك، فالقصف يتم من عدة جهات، إضافة إلى أن المروحيات فوق البلدة على الدوام وتستهدفها بالصواريخ، وفي الليل أي ضوء حتى وإن كان ضوء مصباح يدوي تم تشغيله في المنطقة يتم استهدافه، وهذا أمر لا يحتمل، لذلك الجميع يحاول الخروج من البلدة والخلاص مما هم فيه، وحاليا هي شبه خالية".
بدوره، أوضح فريق "منسقو استجابة سورية" أن القصف خلال الأيام الثلاثة الماضية طاول أكثر من 73 نقطة في ريفي حماة وإدلب، إضافة إلى تضرر منشآت وبنى تحتية منها مشافي و نقاط طبية ومدارس ومخيمات تؤوي نازحين.
وتشير إحصائيات إلى أن عدد العوائل النازحة من المنطقة منزوعة السلاح يقدر حاليا بـ(300 ألفا)، إذ لجأ معظم النازحون لمخيمات ومناطق في إدلب إضافة لمنطقة عفرين بريف حلب.