تكاد تكون منطقة سنجار في ريف إدلب، خالية من أهلها ومن النازحين إليها، بعد حركة نزوح كبيرة هربا مما تتعرض لها مناطق المدنيين من قصف الطيران الحربي والقذائف الصاروخية والمدفعية، فضلا عن الظروف الجوية السيئة.
وتسبب القصف في دمار كبير للمنازل والبنى التحتية، ونتج عنه نزوح السكان عن المنطقة، في ظل ظروف مناخية سيئة، ووسط غياب تام للمساعدات الإنسانية للنازحين الذين لا توجد إحصائيات دقيقة بأعدادهم، لكن المرجح أنهم عشرات الآلاف.
وقال مسؤول مخيمات سنجار، واصل الدياب، لـ"العربي الجديد"، إن "منطقة سنجار خالية تقريبا من السكان والنازحين، باستثناء قلة في مجلس قطرة ومجلس عزاز. أكثر من 17 ألف عائلة توجهت إلى ريف إدلب الشمالي، وهي حاليا في العراء تتعرض للبرد والمطر، في حين تغيب المساعدات الإنسانية، وتعجز المنظمات المحلية عن تلبية احتياجاتها".
وقال المتطوع في "الدفاع المدني"، أبو النور، لـ"العربي الجديد"، إن "ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، شهدا حركة نزوح كبيرة، هي الكبرى منذ 2011، حيث بلغ عدد النازحين أكثر من 300 ألف نازح من جراء استهداف منازل المدنيين والقصف المكثف من الطيران الروسي والسوري بكافة أنواع الصواريخ العنقودية والفراغية والفوسفور والنابالم الحارق والصواريخ الارتجاجية شديدة الانفجار، عدا عن مئات البراميل المتفجرة والألغام البحرية".
وتابع "تسبب القصف بوقوع مجازر بشكل يومي، بدءاً من مجزرة خان شيخون التي راح ضحيتها عائلة كاملة حرقا، مرورا بمجازر معرشورين، وجرجناز، وكفرسجنة، ومجزرة تل الطوقان التي راح ضحيتها 5 أشخاص، ليبلغ عدد الضحايا من المدنيين أكثر من 60 قتيلا بينهم 15 طفلا و16 امرأة، في حين تجاوز عدد المصابين 150، بينهم 45 امرأة و35 طفلا".
وقال المتطوع في الدفاع المدني إن "النظام استهدف بالقصف 6 مخيمات للنزوح هي، تل الضمان وتل الشيح والأرامل وحوى والزفر، كما استهدف أيضاً مراكز الدفاع المدني وفرقها بالغارات المباشرة وبالحاويات المتفجرة والصواريخ، أو بتكرار القصف بعد وصول فرق الدفاع المدني لإنقاذ الضحايا".
وتابع أن "هناك مشاهد قاسية في شوارع وطرقات إدلب وريفها، حيث سيارات النازحين لا تتوقف منذ أكثر من أسبوع، في ظل طقس بارد وأمطار. الناس هائمة على وجوهها لا تعرف أين تذهب، ويزيد معاناة هؤلاء النازحين أن كثيرا منهم من أصحاب المواشي الذين يتحملون عبء نقلها مع نقل عائلاتهم، ومما يزيد الأمر سوءاً أن الطيران يستهدف الطرق بالقصف والصواريخ، كما حدث أمس على الطريق الدولي بالقرب من سراقب".