أجبرت عمليات الاستهداف والتضييق التي يتعرض لها نازحو محافظة الأنبار في بغداد، آلاف العائلات النازحة، على العودة إلى منازلهم، رغم الوضع الأمني المتردي في الأنبار.
وقال مصدر أمنيّ في بغداد لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحواجز الأمنية المتنقلة في بغداد تعمل وفقا لتوجيهات بالتضييق على نازحي الأنبار بكل الأساليب".
وأوضح أنّ "كافة الحواجز بدأت في تدقيق أسماء المارّة ومطابقتها مع بطاقة السكن، لمعرفة النازح من غير النازح"، مبينا أنّ "النازحين تعرضوا في الحواجز إلى الإهانة والسب والشتم وحتى الضرب في عدد من الحواجز".
وأشار إلى أنّ "الأجهزة الأمنيّة تتعقب النازحين حتى في المساجد، وتحاسبهم وتهينهم، على الرغم من حصولهم على الكفيل قبل دخولهم بغداد".
من جهتها، انتقدت رئيسة منظمة بشارة الخير (منظمة مدنية تُعنى بحقوق الإنسان في العراق)، ريهام العبيدي، "عمليات الاستهداف الممنهجة التي طالت نازحي الأنبار، وسط صمت حكومي مطبق".
وقالت العبيدي لـ"العربي الجديد": إنّ "النازحين تعرضوا للإهانة والضرب من قبل عناصر بعض الحواجز الأمنيّة، فضلا عن استهدافهم بالقتل والخطف في عدة مناطق من بغداد، الأمر الذي زاد من معاناة تلك العوائل المشرّدة التي لا حول لها ولا قوة".
وأشارت إلى أنّ "الحكومة وقيادة عمليات بغداد، تغض الطرف عن كل تلك التصرفات المشينة، وكأنها لا تعلم بها"، مؤكّدة أنّ "هذا الصمت هو مشاركة في الجريمة".
وناشدت العبيدي، منظمات حقوق الإنسان الدولية بالتدخل "العاجل لحل هذه الأزمة وهذه المعاناة".
اقرأ أيضا: مليشيات تقتل 8 من عائلة واحدة وتشرّد النازحين ببغداد
من جهته، أعلن المتحدث باسم اللجنة العليا لإغاثة النازحين، عبدالقادر الجميلي "عودة 5705 عائلات نازحة إلى محافظة الأنبار، بسبب عدم توفر الحماية لها في بغداد".
وقال الجميلي، في بيان صحافي، إنّ "اللجنة تؤكد أهمية دور عمليات بغداد في الحفاظ على أرواح النازحين الذين نزحوا إلى العاصمة، وذلك من خلال حماية المساجد والمخيمات التي آوت النازحين وأقامتها اللجنة العليا لإغاثة النازحين بالتنسيق مع ديوان الوقف السني، من الذين سعوا إلى تفكيك اللحمة الوطنية".
وأضاف الجميلي أنّ "عودة العائلات جاءت بسبب التهديد والوعيد وعمليات القتل التي طالت البعض منهم"، مستغربا من "استهداف النازحين الذين هربوا من جحيم داعش ليجدوا أنفسهم في جحيم آخر عندما هرعوا إلى بغداد".
وتابع الجميلي أن "عودتهم إلى الأنبار ليست بسبب الاستقرار النسبي الذي شهدته المحافظة في الآونة الأخيرة، وإنما بسبب الخوف وعدم توفر الحماية اللازمة لهم في بغداد".
وتعاني آلاف العائلات الأنبارية التي نزحت إلى بغداد، ظروفا أمنية وخدمية صعبة للغاية، في وقت لم تقدم لهم الحكومة فيه أيّ دعم.
اقرأ أيضا: "الانتحارية العجوز" تثير سخرية العراقيين