في ظاهرة تثير استغراب الباكستانيّين وتطرح تساؤلات حول أداء السلطات المحلية إزاء التعامل مع ملف النازحين من المناطق القبليّة - من جرّاء عمليات الجيش الباكستاني ضد المسلحين - تتوجه أعداد كبيرة من النازحين صوب أفغانستان بعدما قضوا فترة من الزمن في مخيمات في شمال غرب باكستان. يأتي ذلك في حين يعيش آلاف الباكستانيين في مخيمات للاجئين في جنوب أفغانستان منذ أكثر من عام. ويعدّ الحرّ الشديد وسوء الأوضاع المعيشية بالإضافة إلى فقدان المياه والطاقة الكهربائية، من العوامل التي دفعت بهم إلى الدولة المجاورة.
والنازحون بسبب عمليات الجيش الباكستاني في المناطق القبلية، واجهوا صعوبات تنوّعت أشكالها. لكن المناخ وتوفّر المياه، شكلا فارقاً كبيراً بين حال اللاجئين إلى المناطق الأفغانية وبين وضع النازحين الذين اختاروا العيش في مخيمات داخل باكستان. وبينما يعاني هؤلاء النازحون بسبب شدة الحر وقلة المياه وغياب التيار الكهربائي، يشعر اللاجئون براحة لجهة المناخ الذي يغنيهم عن الطاقة الكهربائية، إلى حدّ ما. كذلك فإن المياه متوفرة للجميع، أضف إلى ذلك الاهتمام الذي يأتي على خلفيّة النظام القبلي الذي تتميّز به المناطق الحدودية للدولتين.
في يونيو/ حزيران من العام الماضي، عندما شن الجيش الباكستاني أكبر عملية عسكرية في المناطق القبلية ضد المسلحين والتي بدأت بمقاطعة شمال وزيرستان، اضطر مئات الآلاف من القبليين إلى ترك منازلهم وثرواتهم واللجوء إلى مناطق آمنة.
في تلك الظروف العصيبة كان لدى القبائل خياران: النزوح نحو المناطق الباكستانية في شمال غرب البلاد حيث أقامت السلطات المحلية المخيمات، أو اللجوء إلى المناطق الأفغانية التي تقطنها في الغالب قبائل بشتونية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقبائل في باكستان.
اختار كثيرون من أبناء القبائل المخيمات في شمال غرب البلاد، فيما فضّل آخرون التوجه إلى المناطق الأفغانية، خصوصاً تلك القريبة من الحدود كمنطقتَي شوال ودته وخيل وغيرهما. وقد أقامت لهم الحكومة الأفغانية المخيمات، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبينما اهتمت السلطات الأفغانية باللاجئين الباكستانيين لأسباب إنسانية وأخرى سياسية، كانت قبائل المنطقة قد فتحت أبواب منازلها أمام هؤلاء بحكم الولاء القبلي. لكن اللاجئين اختاروا العيش في المخيمات، لتقدّم لهم السلطات المحلية وقبائل المنطقة الدعم في وقت لاحق.
في الآونة الأخيرة ومع اشتداد الحر في باكستان الذي ترافق مع أزمة مياه وكهرباء، توجّه كثيرون من الذين كانوا قد نزحوا داخلياً، صوب أفغانستان، خصوصاً أن السلطات المعنية لم تسمح لهم بالعودة إلى منازلهم بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
جل مولا، من سكان شمال وزيرستان القبلية، يعيش منذ عام تقريباً في أحد مخيمات النازحين في منطقة بنو في إقليم خيبر بختونخوا في شمال غرب باكستان. لكنه يستعد مع أسرته للذهاب إلى أفغانستان. يقول: "بذهابي إلى أفغانستان، أنجو على أقل تقدير من شدة الحر والبعوض الذي جعل حياتنا عذاباً، في حين نفتقر إلى مياه الشرب والكهرباء".
يضيف مولا "انتظرت كثيراً حتى تسمح لي السلطات بالعودة إلى مناطقنا. لذا اخترت التوجه نحو أفغانستان، حيث يعيش عدد كبير من أقاربي".
أما روزي كل، من سكان منطقة شوال الجبلية في المقاطعة نفسها، فيقول إنه عاش لمدة عام في أحد المخيمات بالقرب من المناطق القبلية في إقليم خيبر بختونخوا، "آملاً أن تسمح لي السلطات الباكستانية بالعودة إلى منطقتي. وعندما سلّمت بأن ذلك لن يحصل، قررت الانتقال مع أسرتي إلى أفغانستان".
السلطات المحلية في باكستان التي تعترف بلجوء آلاف من سكان المناطق القبلية إلى أفغانستان، تعيد السبب إلى الحر الشديد لا غير. ويقول أحد المسؤولين في إدارة النازحين المحلية في مدينة بيشاور لـ "العربي الجديد" مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "سكان بعض المناطق خصوصاً تلك القريبة من أفغانستان، يرحلون إلى هناك. وهذا أمر طبيعي". لكن نازحين وشيوخ قبائل يشددون على أن الحرّ ليس السبب الوحيد، إنما أيضاً أزمة الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى ظروف المعيشة الصعبة وعدم الاهتمام بهم.
من جهة أخرى، توضح السلطات أنها وضعت جدولاً زمنياً لعودة النازحين داخلياً من جرّاء الحروب إلى منازلهم، متعهدة بمساعدة القبائل. ويبقى أن استمرار حالة العنف في تلك المناطق يحول دون تطبيق تلك الخطة، بالتالي يُجبر آخرون على اللجوء إلى أفغانستان.
إقرأ أيضاً: باكستان ترحل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم
والنازحون بسبب عمليات الجيش الباكستاني في المناطق القبلية، واجهوا صعوبات تنوّعت أشكالها. لكن المناخ وتوفّر المياه، شكلا فارقاً كبيراً بين حال اللاجئين إلى المناطق الأفغانية وبين وضع النازحين الذين اختاروا العيش في مخيمات داخل باكستان. وبينما يعاني هؤلاء النازحون بسبب شدة الحر وقلة المياه وغياب التيار الكهربائي، يشعر اللاجئون براحة لجهة المناخ الذي يغنيهم عن الطاقة الكهربائية، إلى حدّ ما. كذلك فإن المياه متوفرة للجميع، أضف إلى ذلك الاهتمام الذي يأتي على خلفيّة النظام القبلي الذي تتميّز به المناطق الحدودية للدولتين.
في يونيو/ حزيران من العام الماضي، عندما شن الجيش الباكستاني أكبر عملية عسكرية في المناطق القبلية ضد المسلحين والتي بدأت بمقاطعة شمال وزيرستان، اضطر مئات الآلاف من القبليين إلى ترك منازلهم وثرواتهم واللجوء إلى مناطق آمنة.
في تلك الظروف العصيبة كان لدى القبائل خياران: النزوح نحو المناطق الباكستانية في شمال غرب البلاد حيث أقامت السلطات المحلية المخيمات، أو اللجوء إلى المناطق الأفغانية التي تقطنها في الغالب قبائل بشتونية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقبائل في باكستان.
اختار كثيرون من أبناء القبائل المخيمات في شمال غرب البلاد، فيما فضّل آخرون التوجه إلى المناطق الأفغانية، خصوصاً تلك القريبة من الحدود كمنطقتَي شوال ودته وخيل وغيرهما. وقد أقامت لهم الحكومة الأفغانية المخيمات، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبينما اهتمت السلطات الأفغانية باللاجئين الباكستانيين لأسباب إنسانية وأخرى سياسية، كانت قبائل المنطقة قد فتحت أبواب منازلها أمام هؤلاء بحكم الولاء القبلي. لكن اللاجئين اختاروا العيش في المخيمات، لتقدّم لهم السلطات المحلية وقبائل المنطقة الدعم في وقت لاحق.
في الآونة الأخيرة ومع اشتداد الحر في باكستان الذي ترافق مع أزمة مياه وكهرباء، توجّه كثيرون من الذين كانوا قد نزحوا داخلياً، صوب أفغانستان، خصوصاً أن السلطات المعنية لم تسمح لهم بالعودة إلى منازلهم بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
جل مولا، من سكان شمال وزيرستان القبلية، يعيش منذ عام تقريباً في أحد مخيمات النازحين في منطقة بنو في إقليم خيبر بختونخوا في شمال غرب باكستان. لكنه يستعد مع أسرته للذهاب إلى أفغانستان. يقول: "بذهابي إلى أفغانستان، أنجو على أقل تقدير من شدة الحر والبعوض الذي جعل حياتنا عذاباً، في حين نفتقر إلى مياه الشرب والكهرباء".
يضيف مولا "انتظرت كثيراً حتى تسمح لي السلطات بالعودة إلى مناطقنا. لذا اخترت التوجه نحو أفغانستان، حيث يعيش عدد كبير من أقاربي".
أما روزي كل، من سكان منطقة شوال الجبلية في المقاطعة نفسها، فيقول إنه عاش لمدة عام في أحد المخيمات بالقرب من المناطق القبلية في إقليم خيبر بختونخوا، "آملاً أن تسمح لي السلطات الباكستانية بالعودة إلى منطقتي. وعندما سلّمت بأن ذلك لن يحصل، قررت الانتقال مع أسرتي إلى أفغانستان".
السلطات المحلية في باكستان التي تعترف بلجوء آلاف من سكان المناطق القبلية إلى أفغانستان، تعيد السبب إلى الحر الشديد لا غير. ويقول أحد المسؤولين في إدارة النازحين المحلية في مدينة بيشاور لـ "العربي الجديد" مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن "سكان بعض المناطق خصوصاً تلك القريبة من أفغانستان، يرحلون إلى هناك. وهذا أمر طبيعي". لكن نازحين وشيوخ قبائل يشددون على أن الحرّ ليس السبب الوحيد، إنما أيضاً أزمة الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى ظروف المعيشة الصعبة وعدم الاهتمام بهم.
من جهة أخرى، توضح السلطات أنها وضعت جدولاً زمنياً لعودة النازحين داخلياً من جرّاء الحروب إلى منازلهم، متعهدة بمساعدة القبائل. ويبقى أن استمرار حالة العنف في تلك المناطق يحول دون تطبيق تلك الخطة، بالتالي يُجبر آخرون على اللجوء إلى أفغانستان.
إقرأ أيضاً: باكستان ترحل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم