27 يونيو 2019
نحن وحكامنا
بشار طافش (الأردن)
الحرب الضروس المحتدمة في العالم العربي بين فريقين، أصبح لا يوجد لهما ثالث في عالمنا العربي المترنح، الأول هو فريق الراقين والثاني هو المطبلين الذين اختزلوا كل شيء بالرقص والتطبيل.
لا أعلم ماذا سيُطلق التاريخ يوما على هذه المرحلة من حياة العرب، هم يطبلون ويرقصون فقط، وهدفهم إيصال رسالة إن من يتحكم بالراقص لا يخفّض من أسعار الخبز، ولا يخلصنا من الفساد والإرهاب، ولا يخلصنا من الإستبداد ولا التبعية لصندوق النقد الدولي، ولا يحسن من تعليمنا وصحتنا، ولا يساعدنا على اللحاق بركب الأمم المتقدمة ودول المؤسسات ولا يخلصنا من الأوغاد، ومع ذلك يأتيهم الرد بزيادة حدة الرقص.
على الرغم من عصر المعلوماتية، وعلى الرغم من انقلاب حال البشر وأحوالهم. وعلى الرغم من دول المؤسسات التي حولت الرؤساء والزعماء موظفين متفانين لأجل الشعب ومصلحة البلد، إلا أننا، نحن العرب، ما زلنا نعيش في العصور المظلمة مع كم هائل من هؤلاء الجهلة الخمسينيون والستينيون، وهم يصرون على إضاعة ما تبقى من مستقبل الشباب والبلاد والعباد قبل أن يذهبوا إلى الجحيم، هم ومن يصرون على عبادتهم من الزعماء العرب، إذ ما زلنا نصوِّر لزعمائنا وملوكنا من خلال أمثال هؤلاء بأنهم إن لم يكونوا آلهة فهم مخولون بشكل مباشر من الإله، ليتصرفوا بنا باعتبارنا عبيدا لا قيمة لهم، فهم يملكون الجيوش والأموال العامة المنقولة وغير المنقولة، ويملكون الحكومة والشعب ومجلس الشعب، ويملكون القضاء والمحاكم والقضاة ويملكون أحلام الأطفال واهتمامات الشباب ومستقبلهم.
أشعر بكثير من التعجب والمقت، حين أشاهد الجموع الغفيرة من الراقصات المستأجرات، وهن يُقتدن إلى الشوارع كي يرقصن أمام مقار الإنتخابات الرئاسية التي يخوضها مرشح واحد.
حقيقة، تصرفهم هذا يجعلنا نؤمن بشدة بمقولة جورج أورويل "لا يمكن التخلص من الأوغاد عن طريق الإنتخابات لأننا لم ننتخبهم أصلا".
أتعجب حين أشاهد ألف قناة تليفزيونية، وهي تهلل وتطبل لتلك المهزلة الكونية، وحين أشاهد الملوك وأبناءهم، وهم ما زالو يعتقدون أنّ البلد الذي يستعبدوه لا يعدو كونه حديقة في فنائهم الخلفي، والشعب مجرد قطيع من الطرش، يعيش في هذه الحديقة، لا يُستفتى في حرب، ولا في إنفاق المليارات من الأموال العامة هنا وهناك، ولا في سياسة خارجية، ولا يُحمل محمل البشر حتى من هؤلاء الملوك وأولادهم حين تخص قراراتهم الأمة وعصب مستقبلها.
نشعر بالخزي والعار من هذا النسيج العربي الغريب عندما نتابع مثلا، المحنة التي تمر فيها حاليا إمبراطورية "فيسبوك" وزعيمها، إذ ندرك حينها تماما المستوى الإنساني المُهين الذي وصلنا إليه نحن العرب.
"فيسبوك" تلك المؤسسة الضخمة، لم يشفع لها شيء، حين تم الكشف بأنها تلاعبت بالرأي العام الأميركي في أثناء الانتخابات الرئاسية في 2016، والتي فاز فيها دونالد ترامب، والذي ما إن أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية حتى دفع المؤشرات الإقتصادية إلى الصعود، وحقق نموا إقتصاديا، وجلب مئات المليارات من الدولارات من أثرياء العالم لتستقر في أرصدة أثرياء أميركا.
لم يشفع الشعب الأميركي للإمبراطورية الفيسبوكية، ولم يشفع لرئيسه المنتخب، بينما نشفع، نحن العرب، لزعمائنا كل شيء، لا نملك شيئا سوى أن نشفع ونركع ونرقص ونهلل ونعبد، على الرغم من الخزي والعار الذي ألحقوه فينا، بوصفنا شعوبا عريقة أسست لكل العلوم والحضارات يوما ما.
لا أعلم ماذا سيُطلق التاريخ يوما على هذه المرحلة من حياة العرب، هم يطبلون ويرقصون فقط، وهدفهم إيصال رسالة إن من يتحكم بالراقص لا يخفّض من أسعار الخبز، ولا يخلصنا من الفساد والإرهاب، ولا يخلصنا من الإستبداد ولا التبعية لصندوق النقد الدولي، ولا يحسن من تعليمنا وصحتنا، ولا يساعدنا على اللحاق بركب الأمم المتقدمة ودول المؤسسات ولا يخلصنا من الأوغاد، ومع ذلك يأتيهم الرد بزيادة حدة الرقص.
على الرغم من عصر المعلوماتية، وعلى الرغم من انقلاب حال البشر وأحوالهم. وعلى الرغم من دول المؤسسات التي حولت الرؤساء والزعماء موظفين متفانين لأجل الشعب ومصلحة البلد، إلا أننا، نحن العرب، ما زلنا نعيش في العصور المظلمة مع كم هائل من هؤلاء الجهلة الخمسينيون والستينيون، وهم يصرون على إضاعة ما تبقى من مستقبل الشباب والبلاد والعباد قبل أن يذهبوا إلى الجحيم، هم ومن يصرون على عبادتهم من الزعماء العرب، إذ ما زلنا نصوِّر لزعمائنا وملوكنا من خلال أمثال هؤلاء بأنهم إن لم يكونوا آلهة فهم مخولون بشكل مباشر من الإله، ليتصرفوا بنا باعتبارنا عبيدا لا قيمة لهم، فهم يملكون الجيوش والأموال العامة المنقولة وغير المنقولة، ويملكون الحكومة والشعب ومجلس الشعب، ويملكون القضاء والمحاكم والقضاة ويملكون أحلام الأطفال واهتمامات الشباب ومستقبلهم.
أشعر بكثير من التعجب والمقت، حين أشاهد الجموع الغفيرة من الراقصات المستأجرات، وهن يُقتدن إلى الشوارع كي يرقصن أمام مقار الإنتخابات الرئاسية التي يخوضها مرشح واحد.
حقيقة، تصرفهم هذا يجعلنا نؤمن بشدة بمقولة جورج أورويل "لا يمكن التخلص من الأوغاد عن طريق الإنتخابات لأننا لم ننتخبهم أصلا".
أتعجب حين أشاهد ألف قناة تليفزيونية، وهي تهلل وتطبل لتلك المهزلة الكونية، وحين أشاهد الملوك وأبناءهم، وهم ما زالو يعتقدون أنّ البلد الذي يستعبدوه لا يعدو كونه حديقة في فنائهم الخلفي، والشعب مجرد قطيع من الطرش، يعيش في هذه الحديقة، لا يُستفتى في حرب، ولا في إنفاق المليارات من الأموال العامة هنا وهناك، ولا في سياسة خارجية، ولا يُحمل محمل البشر حتى من هؤلاء الملوك وأولادهم حين تخص قراراتهم الأمة وعصب مستقبلها.
نشعر بالخزي والعار من هذا النسيج العربي الغريب عندما نتابع مثلا، المحنة التي تمر فيها حاليا إمبراطورية "فيسبوك" وزعيمها، إذ ندرك حينها تماما المستوى الإنساني المُهين الذي وصلنا إليه نحن العرب.
"فيسبوك" تلك المؤسسة الضخمة، لم يشفع لها شيء، حين تم الكشف بأنها تلاعبت بالرأي العام الأميركي في أثناء الانتخابات الرئاسية في 2016، والتي فاز فيها دونالد ترامب، والذي ما إن أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية حتى دفع المؤشرات الإقتصادية إلى الصعود، وحقق نموا إقتصاديا، وجلب مئات المليارات من الدولارات من أثرياء العالم لتستقر في أرصدة أثرياء أميركا.
لم يشفع الشعب الأميركي للإمبراطورية الفيسبوكية، ولم يشفع لرئيسه المنتخب، بينما نشفع، نحن العرب، لزعمائنا كل شيء، لا نملك شيئا سوى أن نشفع ونركع ونرقص ونهلل ونعبد، على الرغم من الخزي والعار الذي ألحقوه فينا، بوصفنا شعوبا عريقة أسست لكل العلوم والحضارات يوما ما.