نحتاج الحب نحن الفلسطينيون

12 مارس 2018
+ الخط -
هل أصبح القائمون على حياتنا عاجزين عن الشعور بالحب تجاهنا، عاجزين عن رؤية الصورة الحقيقية أمام هذا الواقع، أم هم يتمسكون فقط بالمظهر الخارجي للصورة التي تعكس الحقيقة المختلفة، فقبل أن نكون بحاجة للحياة، فإننا اليوم بحاجة للحب، الحب الذي يمكننا من الشعور بالآخرين، الذي يمكننا من الشعور بالمعاناة، فهؤلاء قد فشلوا في تمثيل شعب أعزل، فشلوا في إدارة أمور الحياة، فنحن نشاهد من الموت ما يكفي، وما زلنا ننتظر الخروج من أمام هذا المأزق الكبير، فإذا ترك القائمون على حياتنا ذلك الجدار الذي بيننا يسقط، فإننا قد سقطنا في هذه الحفرة المظلمة، ونحن قد نمتع الناظر أمام هذا المشهد.
من منا لا يعرف ما هو الحب، وكيف يكون، وما هو الشعور الذي يتخذه الإنسان أمام الآخرين، ليعبر لهم عن مشاعره، ثم إن للحب قيمة كبيرة، وهي ترتبط بالإنسانية بشكل كبير، فالحب قبل أن يكون إحساسا، يمكن للذين فشلوا فيه أن يكون بمثابة فن لهم وذا مهارة، وهذه المهارة يمكن صقلها مثلما يصقل الفنان مهارته، إلى أن يصل إلى احترافها بالمعرفة والجهد.
ما نواجهه اليوم مشكلة كبيرة نتاجها نحن، ولا يمكن حلها بوسيلة واحدة، فقبل أن نحب، علينا أن نعرف ما هو الحب، ثم إن صفات جمة تتلخص في وصف الحب، فالتواضع الحقيقي والشجاعة والإيمان والانضباط هي من تسمّى بالحب، من دون حب سوف نتخذ ذلك الطريق الذي يخاف الحرية، وسوف يفقد الإنسان إرادته في الوصول.
لا يمكن للمجتمعات أن تتحضر أو تتطور من دون حب، لا يمكن لها أن تشعر بقيمة الآخرين، وهذا معضلة كبيرة أمامنا، نفتقر، نحن الفلسطينيون، إلى التواضع، وإلى الشجاعة والإيمان والانضباط، نفتقر إلى ما يسمى بالحقيقة، فمرحلة انحدار المجتمعات تبدأ عندما تتخذ طريقا معاديا أمام الحب.
تطوّر المجتمعات الحديثة يكون نتيجة تطوّره، في أن يسعى المرء إلى أن يكون هدفاً للحب، هدفاً لمبادلة مشاعر الآخرين والوقوف بجانبهم، وهذا بالضرورة يقود بنا إلى الخلط بين الوقوع في الحب والحالة الدائمة في أن يكون ما عليه الحب، فالطريقة الوحيدة أمام هذا الفشل الكبير، حسب إيريك فروم، هي إدراك أن الحب فن، وأنه للتمرّس فيه والاستمرار فهو تجربة تحتاج إلى التعلّم والتدريب، مثلما يتمرّن الفنان على العزف أو الرسم أو مثلما يمتهن الطب أو الهندسة.
852080E1-E874-4755-AED0-5CC9ADDC59DB
852080E1-E874-4755-AED0-5CC9ADDC59DB
سامي البريم (فلسطين)
سامي البريم (فلسطين)