نجوى كرم وجورج وسوف... صراع من أجل البقاء

28 نوفمبر 2018
يجمع وسوف في أغنيته الجديدة أصدقاءه (فيسبوك)
+ الخط -
في يوم واحد، أصدرت المغنية اللبنانية نجوى كرم وزميلها جورج وسوف، أغنيتين مصورتين، على المواقع البديلة. جورج وسوف، الذي ابتعد عن الكليبات لما يقارب ثماني سنوات بعد مروره بعارض صحي شديد، اقتنع مؤخراً بأن عليه العودة إلى سابق عهده على الرغم من أن وضعه الصحي لا يعتبر مستقراً تمامًا، لكنه يقاوم في الغناء، والموافقة على بعض الحفلات، كان آخرها في القاهرة.

في الأغنية الجديدة لوسوف، محاولة جادة للعودة بالصوت إلى ما قبل الأزمة الصحية. اختار أبو وديع أن يصدر أغنية "ملكة جمال الروح" مصورة هذه المرة، بعدما سجل أكثر من 10 أغنيات، وأبقاها رهينة الأدراج. لا يجد صاحب "سلف ودين" شركة إنتاج لمنحها جديده ولا أعماله الغنائية. في لبنان تحديداً، هناك أزمة إنتاج واضحة، تحولت الشركات إلى مؤسسات مساهمة، بالاتفاق مع الفنان نفسه، وبإمكانها مقاسمة الفنانين مناصفة، على أرباحهم، أو عائدات المنصّات البديلة، وكذلك من إيرادات الحفلات التي يقيمونها بالتنسيق مع الشركة أحياناً كثيرة.

يجلس جورج وسوف في الأغنية المصورة، "ملكة جمال الروح"، على أريكة كلاسيكية، تحيط به هالة أبو وديع التي تحولت مع السنوات إلى حالة من قبل المعجبين. يستعين المخرج الشاب جاد شويري بمجموعة من أصدقاء وسوف. المخرج كميل طانيوس، ومقدم البرامج نيشان، ولاعب كرة السلة الشهير فادي الخطيب؛ كلهم اجتمعوا أمام سيناريو لمعجبة تحاول الحصول على بطاقة لحفل يحييه وسوف في العاصمة البريطانية. تحظى المعجبة الجميلة نهاية الأمر ببطاقة، وتعبر عبر الأمن الشخصي لـ أبو وديع، لتلتقي به بعدما كان حلمها حضور حفلته. سيناريو معلب وضعيف لا يمنح الأغنية الدعم المطلوب للترويج. صورة نمطية لفنان أو "البطل الذي لا يقهر" وتنافس الجمهور على رؤيته، بعيداً عن مفهوم الحقيقة وأسلوب جورج وسوف في التعامل والتعاون مع المقربين منه. استسهال لا يرفع من قيمة الأغنية، ويبقي بعض المؤثرات التقنية في ذهن المشاهد، إلى جانب الموسيقى الجيدة وغناء وسوف الخاضع للأوتوتيون.





في سبع دقائق، تعود نجوى كرم إلى الأغاني المصورة، لتولي ابن شقيقها كرم كرم أول كليب لها، "الليلة ليلتنا". لا يوجد تفسير جازم لسبب اختيار نجوى كرم الملحن سهيل فارس، الذي أقنعها باللحن المستنسخ من عدة ألوان موسيقية؛ بداية من الفلوكلور اللبناني، ثم إلى الأندلسي المبسط، مروراً بالأفريقي.

يحفل الكليب الجديد لنجوى كرم بالألوان، والرقص، وأجواء الفرح البادية على المغنية نفسها، وفريق العمل، من راقصين وممثلين، لكن من دون ترابط. نجوى باحثة عن الفرح في القرية والمنزل وبين أصدقائها. لا مفاهيم واضحة للأغنية. مجرد ترتيب بعض الكلمات على قواف فالتة من دون أساس. كأن نجوى كرم تقول هيا بنا إلى الفرح بطريقة مغايرة لبساطة الجملة.

"الليلة ليلتنا" ليست أغنية شعبية، ولا هي أغنية "نخبة" تتجاوز مدتها سبع دقائق في عصر لا تتجاوز الأغاني فيه الدقائق الخمس. ما زالت نجوى كرم تبتعد عن الخط الصحيح لمتابعة مسيرتها الفنية. هي تبحث عن أسرار البقاء وتحاول أن تصمد في مواجهة عصر مغنيات "السيليكون" وعصر الميديا البديلة، وأرقام المنصات الإلكترونية، تحاول لكنها تقع في فخ الضعف، لا تريد أن تسلم أعمالها للمتخصصين، أو الضالعين في الفن، تستأثر بقرارتاها من دون مرجعية فنية تذكر، ومن دون إدارة أعمال تضعها على الخط السليم. 

أغنيتان في يوم واحد لجورج وسوف ونجوى كرم، نجما الثمانينيات، محاصران أمام الاستهلاك الفني الذي يعانيه العالم. أغنيتان كان بإمكانهما أن يخرجا إلى الناس بصورة مكتملة، لكن تغليب الرأي والتفرد، يضعان المنتج في مساحة "مكانك راوح". صراع ضعيف من أجل البقاء.

دلالات
المساهمون