نجمات السرطان

19 أكتوبر 2014
المطربة نورا رحّال (العربي الجديد)
+ الخط -
أودى سرطان الثدي في عالم الفنّ بحياة عدد كبير من النجمات اللواتي هزمهنّ المرض وهزم جمالهنّ وإبداعهنّ، من أمثال مديحة كامل وناهد شريف وفايزة أحمد ورجاء بلمليح. وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول من كلّ عام يتم تذكرهنّ تزامناً مع الحملة العالمية لمكافحة هذا المرض.
غير أنّ هناك نجمات عربيات أخريات ربما هنّ أكثر إلهاماً للمصابات بهذا المرض. والسبب أنّ حياتهنّ لم تنته مأساوياً بل هزمن هذا المرض القاتل واستطعن الشفاء منه. وكانت قصص معارك العلاج التي خضنها تستحقّ فعلا الإعجاب والتقدير لأنّها ساعدت نساء كثيرات حولهنّ في الإيمان بإمكانية العلاج والحياة.

من هؤلاء الفنانات نجد المطربة الفلسطينية ريم البنّا التي تُعتَبَر بلا شكّ امرأة الأمل الذي سيضيء طويلا في ذاكرة الكثير من النساء الفلسطينيات والعربيات اللواتي أُصِبنَ واللواتي قد يُصَبنَ بسرطان الثدي. فقد خرجت من معركتها معه منتصرةً بشكل كامل. وكأنّها كانت معركة القضية ضدّ الاحتلال، كما وصفتها ريم: "السرطان احتلّ جسمي، كما احتلّت إسرائيل فلسطين". وكان هذا الترميز العالي ذو بعد إنسانيّ عميق. إذ استطاعت أن تُبقِي معنوياتها عالية حتّى شُفِيَت قبل سنوات وعادت إلى الفنّ وإلى النضال ضدّ السرطان بطريقة أخرى. فقد تحوّلت إلى واحدة من أبرز المساهمات في حملات التوعية داخل فلسطين.
أما شادية فهي صاحبة واحدة من أشهر قصص الانتصار على سرطان الثدي، خصوصاً أنّه كان سبباً في اعتزالها. ففي العام 1984 قرّرت دلّوعة السينما أن توقف مسيرة الفنّ لتبدأ مسيرة العلاج بعد إصابتها بالمرض. وكانت آنذاك تقدّم دورها الشهير في مسرحية "ريّا وسكينة". شعرت بآلام جعلتها تلجأ إلى فحص طبي أكّد إصابتها. فسافرت وخضعت لعملية جراحية في الولايات المتحدة الأميركية. ثم عادت وقدّمت فيلم "لا تسألني من أنا" مع المخرج أشرف فهمي في السنة نفسها، ليكون دور "عائشة" آخر أدوارها أمام الكاميرا.

أيضا هناك الفنانة الكويتية زهرة الخرجي التي أصيبت بسرطان الثدي في العام 2005. كانت في الثالثة والأربعين من عمرها، لكنّها استطاعت التغلّب عليه بعدما سافرت إلى لندن لتلقّي العلاج في أحد المستشفيات، وبقيت هناك حوالي عامين في خضم معركة شرسة من أجل الحياة، حتّى انتصرت أخيراً وعادت إلى الفنّ مرّة جديدة.
كما أُصيبت المطربة السورية نورا رحّال بمرض السرطان في العام 2007. لكنّ اكتشافها للمرض مبكّرا سمح للأطباء بالتحكّم في انتشاره، ما سهّل علاجها كثيرا. إذ لم تخضع إلى جلسات العلاج الكيماوي المُتعِبة، وقد عادت إلى الفنّ بعد شفائه. وحول تجربتها مع المرض قالت في حوار أجرته العام 2008: "تعلّمت من المرض كيف أتعامل مع الأمور برويّة، لأنّ الحياة أبسط مما نتخيّل ولا تحتمل كلّ هذه التعقيدات".

وقبل أيّام قامت الفنانة الكويتية زهرة الخرجي بحلق شعر رأسها أمام الصحافيين، خلال ندوة روت خلالها معاناتها مع المرض، وكيف تمكّنت من التغلّب عليه، تضامناً مع المرضى وقالت: "الشعر يسقط ثم ينبت، الأهمّ أن تكون النفسية جيّدة". هي التي شُفِيَت منه في العام 2007.
المساهمون