تزداد الأزمة تعقيداً داخل حزب "نداء تونس"، خصوصاً بعد إصرار "التصحيحيون" بدعم من حافظ قايد السبسي (نجل الرئيس الباجي قايد السبسي)، على عقد مجلسهم الوطني، أمس السبت، متحدين الهيئة التأسيسية التي اعتبرت الخطوة "غير قانونية".
واعتبر "التصحيحيون"، أن خطوتهم تلك، انتصاراً حقيقياً، وسط حضور ألف مشارك من النواب الأعضاء والتنسيقيات الجهوية والمحلية، تلبية لدعوة السبسي الابن.
ودعا الأخير، خلال الاجتماع، الهيئة التأسيسية إلى القبول بما جاء في لائحة المجلس الوطني، التي ستقدم إلى رئيس الحزب بالنيابة، محمد الناصر، غداً الإثنين، علماً أن أعضاء التأسيسية شددوا على التعامل بسلبية مع اللائحة المقدمة من اجتماع المجلس الوطني الذي يفتقد للشرعية والتمثيلية ولا يحترم القواعد، بحسب رأيهم.
ومن أبرز توصيات اجتماع الأمس، إلحاق صاحب قناة "نسمة" الفضائية الخاصة، نبيل القروي، بالهيئة التأسيسية للحزب كعضو فيها، وإضافة فصل للقانون الداخلي للحزب ينص على أن كل النواب هم أعضاء في المكتب التنفيذي مباشرة، ودعوة الهيئة التأسيسية إلى إحالة جميع صلاحياتها إلى مكتب سياسي يتكون من أعضائها، ويضاف إليهم 30 عضواً سيتم اختيارهم عبر الانتخابات والتوافق، بين أعضاء المكتب التنفيذي.
وربط حافظ قايد السبسي، خلال الاجتماع، بين انتهاء الأزمة والاستجابة للمطالب "على الهيئة التأسيسية أن تستجيب لطلبات قواعدها"، وفق تعبيره.
وتمسك المجتمعون بوجود التنوع ووحدة الحركة، واستغربوا صمت الهيئة التأسيسية على استهدف أحد أعضائها، رئيس الجمهورية شخصياً، وقدموا ما من شأنه أن يشكل خارطة طريق للحل، أهم خطواتها إيجاد قيادة سياسية واسعة تشرف على المرحلة المقبلة.
كما أوصى اجتماع "التصحيحيون" بعدم تحمّل كل عضو حكومة أو مستشار في الرئاسة، مسؤولية داخل المكتب السياسي المقبل.
ويبدو أن النداء مقبل، في الفترة القادمة، على أيام صعبة للغاية قد تقود دون مبالغة إلى انشقاق عميق وذي حجم كبير، وسط تسريبات عن إمكانية انفجار الكتلة النيابية نفسها، بما قد يشكل تغييرا حقيقيا في الخارطة النيايبة والسياسية.
وعلم "العربي الجديد" أن "مؤتمر الحزب المقبل قد ينعقد يوم 31 مايو/أيار القادم، أي قبل الموعد الذي أعلن عنه سابقا في يونيو/حزيران، وبرغم قصر المدة التي تفصل الحزب عن هذا الموعد لإعداد المؤتمر واستبعاد البعض لهذه الفرضية، فإن قيادات عليا للحزب أصبحت مقتنعة بأن الحل الوحيد للمحافظة على وحدة الحزب (أولوية الأولويات) هي إنجاز المؤتمر، وانصراف الجميع إلى الحملات الانتخابية لتفادي الأسوأ.
اقرأ أيضاً: الصراع على مواقع القرار يتهدد وحدة حزب "نداء تونس"