نتنياهو يرفض دخول رشيدة طليب وإلهان عمر الأراضي الفلسطينية

15 اغسطس 2019
طليب وعمر أبدتا مواقف مؤيدة لحقوق الفلسطينيين (Getty)
+ الخط -
قرر رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، منع دخول عضوتي الكونغرس الأميركي رشيدة طليب (من أصول فسطينية) وإلهان عمر (من أصول صومالية)، اللتين أبدتا تأييدا للحقوق الفلسطينية في أكثر من مناسبة، وذلك بعد وقت قصير من تغريدة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، دعا فيها ضمنيًّا إسرائيل إلى عدم السماح لهما بالدخول.

وقال المتحدث باسم مكتب نتنياهو، أوفير جندلمان، على حسابه في "فيسبوك"، إن "القانون الإسرائيلي يحظر دخول أولئك الذين يدعون إلى مقاطعة إسرائيل، ويعملون على تحقيق ذلك، مثلما هو الأمر في دول ديمقراطية أخرى تمنع دخول أناس يمسون بها بنظرها"، على حد زعمه.

وأضاف: "هكذا فعلت الولايات المتحدة حيال عضو كنيست (برلمان) إسرائيلي وحيال شخصيات أخرى في العالم (لم يسمها)".

واعتبر نتنياهو أن نائبتي الكونغرس طليب وعمر "ناشطتان كبيرتان في مجال سن القوانين التي من شأنها مقاطعة إسرائيل في الكونغرس الأميركي".

وتابع: "تلقينا جدول أعمال زيارتهما قبل عدة أيام، واتضح منه أنهما تخططان للقيام بزيارة تهدف فقط إلى تعزيز مقاطعة إسرائيل ورفض شرعيتها".

وأورد نتنياهو في بيانه أن النائبتين وصفتا "مكان الزيارة بأنه 'فلسطين' وليس إسرائيل، وعلى نقيض جميع نواب الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين لغاية اليوم، امتنعتا عن طلب أي لقاء مع مسؤول إسرائيلي في الحكومة أو في المعارضة على حد سواء".

كما اتهم النائبتين طليب وعمر بأنهما وضعتا "جدول أعمال يدل على أن نيتهما هي المساس بإسرائيل وتعزيز التحريض ضدها".

ووفق البيان نفسه، فإنه "بناء على ذلك، قرر وزير الداخلية عدم السماح لهما بزيارة إسرائيل، وبصفتي رئيسا للحكومة أدعم قراره"، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول".

وكان وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، قد قرر في وقت سابق اليوم منع دخول النائبتين، لكن وسائل إعلام إسرائيلية، بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة "جيروزاليم بوست"، قالت إنه "رغم قرار درعي، فإن القرار الرسمي للحكومة الإسرائيلة يمر حاليًا بعملية الموافقة الرسمية وسيصدر اليوم (الخميس)".

وأضاف الموقع: "وزير الداخلية مسؤول عن منح التأشيرات للدخول إلى البلاد، وعلى الأرجح سيتشاور مع رئيس الوزراء حول هذه القضية الدبلوماسية".

وخلافًا لعشرات أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين، الذين وصلوا إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، خلال الأسبوع الماضي، بدعوة من منظمات مؤيدة لإسرائيل، فإن طليب وعمر، ستصلان استجابة لدعوة فلسطينية.

وأشارت ترجيحات إسرائيلية إلى نيتهما زيارة المسجد الأقصى في القدس المحتلة يوم الأحد المقبل.


وكانت مصادر إسرائيلية قالت خلال الأسبوع الماضي، إن إسرائيل لن تمانع زيارتهما، ولكنها عادت مساء الأربعاء والخميس، إلى الحديث عن إمكانية منعهما.

وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في وقت سابق أن "نتنياهو يدرس خيار منع الاثنتين من الدخول، ويدرس أيضًا خيار السماح لطليب فقط، التي لها عائلة في الضفة الغربية، بالدخول من أجل لقاء أفراد أسرتها".

وفي هذا الصدد، فقد نقلت القناة الإسرائيلية الثالثة عشرة عن مسؤول إسرائيلي لم تكشف اسمه، قوله إنه "إذا ما تقدمت عضو الكونغرس طليب بطلب إنساني لزيارة عائلتها في الضفة الغربية، فإن إسرائيل ستنظر بإيجاب لهذا الطلب".

وفي مؤشر آخر على التخبط الإسرائيلي، كانت القناة ذاتها قد نقلت سابقا عن مسؤول إسرائيلي لم تحدد اسمه، قوله: "نتنياهو يدرس السماح لطليب وعمر بالدخول إلى إسرائيل، ولكن مع اقتصار حركتهما على مناطق السلطة الفلسطينية".

ويستند نتنياهو في قراره إلى قانون أقره الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قبل أكثر من عام، يجيز لوزير الداخلية منع أشخاص من الدخول بداعي دعمهم مقاطعة إسرائيل.

ترامب يواصل استهداف النائبتين

ودخل ترامب بنفسه على خطّ الداعين لمنع الزيارة، وهو الذي هاجم النائبتين، تحديدًا، أكثر من مرة من وصولهما إلى الكونغرس، وركّز هجومه أكثر خلال الأسابيع الماضية، ليتهمها في أكثر من مناسبة بأنهما "معاديتان للسامية".

وكتب نتنياهو على صفحته في "تويتر" إن إسرائيل ستظهر "ضعفًا شديدًا" في حال سماحها بدخول النائبين عن الحزب الديمقراطي الغريم.

وقال في تغريدة على "تويتر"، طليب وعمر "تكرهان إسرائيل وكل اليهود، وليس بالإمكان قول شيء أو فعل شيء لتغيير رأيهما"، واصفًا إياهما بـ"العار".

في المقابل، قال زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، اليوم الخميس، إن على المسؤولين الإسرائيليين الرجوع عن قرارهم بمنع زيارة النائبتين الديمقراطيتين.

وقال شومر في بيان أوردته وكالة "رويترز": "هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالعلاقة الأميركية الإسرائيلية وما تحظى به إسرائيل من دعم في أميركا... لا يوجد مجتمع ديمقراطي يخشى النقاش المنفتح. سيشعر الكثير من المؤيدين بقوة لإسرائيل بخيبة أمل عميقة من هذا القرار الذي يتعين على الحكومة الإسرائيلية الرجوع عنه".

وعلى النحو ذاته، اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، وهي من الحزب الديمقراطي أيضا، إن قرار إسرائيل منع زيارة النائبتين الديمقراطيتين إلهان عمر ورشيدة طليب "مخيب للآمال بشدة" ودعتها للتراجع عن القرار.

وقالت بيلوسي "منع إسرائيل دخول النائبتين طليب وعمر مؤشر على الضعف ودون منزلة دولة إسرائيل"، وفق ما نقلت عنها وكالة "رويترز".

بدورها، أعلنت لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية "آيباك"، وهي من أقوى اللوبيات الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، معارضتها لقرار نتنياهو.

وكتبت اللجنة في تغريدة: "نختلف مع النائبتين في تأييدهما لحركات مناهضة لإسرائيل، وحركة المقاطعة المناهضة للسلام، كما نختلف مع تأييد طليب الدولة الواحدة (كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مستدركة بالقول "نحن نعتقد كذلك أن من حق أي عضو في الكونغرس الأميركي أن يزور حليفتنا الديمقراطية إسرائيل"، وفق نص التغريدة.


(العربي الجديد)